209
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ويمكن القول بأنّ قِدَم كتاب المزار الكبير واطمئنان أشخاص ـ كالسيّد ابن طاووس ـ به، يضاعف من الوثوق به ويجعله من الكتب المعتبرة في مجال الدعاء، على الرغم من أنّ هذه القرائن لم تنل رضا بعض الفقهاء الرجاليّين ـ كآية اللّه‏ السيّد الخوئيّ ـ في المجال الفقهيّ.

ب ـ مصباح الزائر، تأليف السيّد ابن طاووس (۵۸۹ ـ۶۶۴ه)۱

نقل السيّد ابن طاووس ـ على احتمال كبير ـ دعاء الندبة من كتاب المزار الكبير ؛ لأنّه أورد في بدايته:

ذكر بعض أصحابنا قال: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرّة: نقلتُ من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان۲ البزوفريّ رضى‏الله‏عنه دعاء الندبة. وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات اللّه‏ عليه، ويستحبّ أن يُدعى به في الأعياد الأربعة.

وهذا النصّ بعينه موجود في كتاب ابن المشهديّ.۳

ج ـ الإقبال، تأليف السيّد ابن طاووس۴

وهو آخر مؤلّفات السيّد ابن طاووس الذي يبدو من كلماته في كتاب الإقبال أنّ له مصدراً

1.. مصباح الزائر: ص ۴۴۶.

2.. في المصدر: «سنان»، والصواب ما أثبتناه.

3.. راجع: ص ۱۹۷ ح ۱۰۵۴.

4.. الإقبال: ج ۱ ص ۵۰۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
208

نظرة في سند دعاء الندبة

إنّ مطلوبيّة الدعاء مطلقاً من جهة، وقوّة نصّ هذا الدعاء واستناد قسم كبير منه إلى الآيات القرآنيّة والأحاديث الصحيحة۱ من جهة أُخرى، أكسبته رفعة وكرامة متميّزتين، كما أنّ إسناده إلى أهل البيت عليهم‏السلام ضاعف من اعتباره وأهمّيّته. ولذلك سنُقيّم بإجمالٍ سندَه في الفقرات الآتية:

۱. دعاء الندبة في المصادر القديمة

أقدم المصادر الموجودة التي نقلت هذا الدعاء هي:

أ ـ المزار الكبير۲، تأليف محمّد بن جعفر المعروف بابن المشهدي (ق۶ه)

يمكن اعتبار هذا المؤلّف ممّن عاش في القرن السادس بالنظر إلى طبقته، ولكنّ سنة ولادته ووفاته غير معروفتين بدقّة، ومع هذا اعتبره الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ معاصراً لابن زهرة (۵۱۱ ـ ۵۸۵ه) استنادا إلى بعض القرائن.۳

وهذا الكتاب من أقدم كتب الزيارات المعتمدة لدى العلماء، على الرغم من الخلاف في نسبته إلى ابن المشهديّ، وفي شخصيّة ابن المشهديّ نفسه.۴

1.. راجع: شرح دعاى ندبه بالفارسيّة، للسيّد علي أكبر موسوي محبّ الإسلام، حيث قسّم الدعاء المذكور إلى ۱۲۴ فقرة، واستخرج المصادر القرآنيّة والحديثيّة لفقراته من الجوامع الحديثيّة للشيعة والسنّة وراجع با دعاى ندبه در پگاه جمعه (بالفارسيّة)، مجلّة موعود: الرقم ۱۴ ـ ۱۹.

2.. المزار الكبير: ص ۵۷۳.

3.. الذريعة: ج ۸ ص ۱۹۳.

4.. رأى بعض المتأخّرين ـ أمثال المحدّث النوريّ والشيخ آقا بزرك الطهرانيّ ـ أنّ نسبة هذا الكتاب إلى ابنالمشهديّ مسلّمة لا شائبة فيها (راجع: خاتمة مستدرك الوسائل: ج ۱ ص ۳۶۰ والذريعة: ج ۲۰ ص ۳۲۴. في حين شكّك في ذلك بعض آخر مثل العلاّمة المجلسيّ، حيث قال في بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۰۲ : بأنّ المزار الكبير تأليف محمّد بن المشهديّ أو السيّد فخّار أو بعض معاصريهما).
كما لم يرد اسمه في كثير من مواضع بحار الأنوار، وذُكر بعنوان مؤلّف المزار الكبير. وفي ابن المشهديّ اختلاف من جانب آخر أيضاً، حيث لا تتوفّر معلومات كثيرة عنه، فالشيخ الحرّ العاملي رأى في أمل الآمل (ج ۲ ص ۲۵۲ـ۲۵۳) أنّه كان رجلاً فاضلاً محدّثاً وصادقاً، وله كتب عن شاذان بن جبرئيل القمّي، ولكن قال السيّد الخوئيّ بصدده في معجم رجال الحديث (ج۱ ص ۵۱): «لم يظهر اعتبار هذا الكتاب في نفسه، فإنّ محمّد بن المشهدي لم يظهر حاله، بل لم يعلم شخصه وإن أصرّ المحدّث النوريّ على أنّه محمّد بن جعفر بن عليّ بن جعفر المشهديّ الحائريّ، فإنّ ما ذكره في وجه ذلك لا يورث إلاّ الظنّ».
ومع أنّ العلاّمة المجلسيّ تردّد في شخص المؤلّف، إلاّ أنّه عدّ الكتاب معتبراً، فقال في بحار الأنوار (ج ۱ ص ۳۵) : «والمزار الكبير يعلم من كيفيّة أسناده أنّه كتاب معتبر، وقد أخذ منه السيّدان ابنا طاووس كثيراً من الأخبار والزيارات».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10542
صفحه از 416
پرینت  ارسال به