دراسة في دعاء الندبة نصّاً وسنداً
دعاء الندبة هو واحد من أروع وأفضل أدعية عصر الغيبة للإمام المهديّ، فبقراءته في صباح كلّ جمعة يُعرب عشّاق الإمام المهديّ عليهالسلام عن حبّهم وشوقهم له.
وهو في الحقيقة دورة مكثّفة من أُصول العقائد الإسلاميّة جاء بأُسلوب فنّي وبنموذج من الدعاء والمناجاة. ويكشف بنحوٍ رائع عن الصلة بين السماء والأرض، وعلاقة خالق الكون بالإنسان عن طريق الوحي، وإمامة وقيادة الأنبياء الإلهيّين من آدم حتّى خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله، ويعرّف أهلَ بيت الرسول عليهمالسلام على أنّهم أوصياء له.
كما يرغّب الداعي في البكاء الهادف على مصير أهل البيت عليهمالسلام مشيراً إلى جهادهم في سبيل إحياء السنّة النبويّة والقيم الإسلاميّة، وما تكبّدوه من المصاعب في هذا السبيل:
فَعَلَى الأَطائِبِ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما وآلِهِما ـ فَليَبكِ الباكونَ، وإيّاهُم فَليَندُبِ النّادِبونَ.
ولذلك سُمّي هذا الدعاء بدعاء الندبة.
والغاية الرئيسة من هذا البكاء والندبة هو الانتظار الإيجابيّ والتمهيد للحكومة العالميّة لأهل البيت عليهمالسلام بقيادة الإمام المهديّ ـ عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ـ، وقدّمت تلك الغاية في المقطع الأخير من الدعاء بإطار مناجاة حبّ تبحث عمّن ينشر العدل في العالم، وكلمات عرفانيّة تخاطب إمام العصر عليهالسلام، ومناشدات للّه من أعماق الوجود.