إلَيهِ الرُّجعى وَالمُنتَهى.
اللّهُمَّ ونَحنُ عَبيدُكَ التّائِقونَ۱ إلى وَلِيِّكَ، المُذَكِّرِ بِكَ وبِنَبِيِّكَ، خَلَقتَهُ لَنا عِصمَةً ومَلاذاً، وأَقَمتَهُ لَنا قِواماً ومَعاذاً، وجَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ مِنّا إماماً، فَبَلِّغهُ مِنّا تَحِيَّةً وسَلاماً، وزِدنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكراماً، وَاجعَل مُستَقَرَّهُ لَنا مُستَقَرّاً ومُقاماً، وأَتمِم نِعمَتَكَ بِتَقديمِكَ إيّاهُ أمامَنا، حَتّى تورِدَنا جِنانَكَ، ومُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِن خُلَصائِكَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ۲، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ رَسولِكَ السَّيِّدِ الأَكبَرِ، وعَلى أبيهِ السَّيِّدِ الأَصغَرِ۳، وجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ، وعَلى مَنِ اصطَفَيتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ، وعَلَيهِ أفضَلَ وأَكمَلَ وأَتَمَّ وأَدوَمَ وأَكبَرَ وأَوفَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفِيائِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها، ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها.
اللّهُمَّ وأَقِم بِهِ الحَقَّ، وأَدحِض۴ بِهِ الباطِلَ، وأَدِل۵ بِهِ أولِياءَكَ، وأَذلِل بِهِ أعداءَكَ، وصِلِ اللّهُمَّ بَينَنا وبَينَهُ وُصلَةً تُؤَدّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجعَلنا مِمَّن يَأخُذُ بِحُجزَتِهِم۶، ويَمكُثُ في ظِلِّهِم، وأَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقوقِهِ إلَيهِ، وَالاِجتِهادِ في طاعَتِهِ،
1.. نفس تائقة : أي مشتاقة . وتاقت نفسه إلى الشيء : اشتاقت ونازعت إليه مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۳۴ «توق» . وفي بحارالأنوار والإقبال : «الشائقون» .
2.. في الإقبال : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ووَلِيِّ أمرِكَ» بدل «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» ، وهو الأنسب .
3.. وزاد في الإقبال : «وحامِلِ اللِّواءِ فِي المَحشَرِ ، وساقي أولِياءَهُ مِن نَهرِ الكَوثَرِ ، وَالأميرِ عَلى سائِرِ البَشَرِ ، الّذي مَن آمَنَ بِهِ فَقَد ظَفَرَ ، ومَن لَم يُؤمِن بِهِ فَقَد خَطَرَ وكَفَرَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى أَخيهِ وعَلى نَجلِهِما المَيامينِ الغُرَرِ ، ما طَلَعَت شَمسٌ وما أضاءَ قَمَرٌ وعَلى جَدَّتِهِ ...» .
4.. دَحَضَتْ : بَطَلَتْ المصباح المنير : ص ۱۹۰ «دحض» .
5.. الإدالة : الغَلَبة . يقال : اُديلَ لنا على أعدائنا ؛ أي نُصرنا عليهم وكانت الدولة لنا . والدَّولة : الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول» .
6.. أصل الحُجزة : موضع شدّ الإزار ، ثمّ قيل للإزار حُجزة للمجاورة ، فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسّك بالشيء والتعلّق به النهاية : ج ۱ ص ۳۴۴ «حجز» .