199
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

[ما كانَ و۱] ما يَكونُ إلَى انقِضاءِ خَلقِكَ.
ثُمَّ نَصَرتَهُ بِالرُّعبِ، وحَفَفتَهُ بِجَبرَئيلَ وميكائيلَ وَالمُسَوِّمينَ۲ مِن مَلائِكَتِكَ، ووَعَدتَهُ أن تُظهِرَ دينَهُ۳ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المشرِكونَ، وذلِكَ بَعدَ أن بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدقٍ مِن أهلِهِ، وجَعَلتَ لَهُ ولَهُم «أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَلَمِينَ * فِيهِ ءَايَتٌ بَيِّنَتٌ مَّقَامُ إِبْرَ هِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا»۴، وقُلتَ: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۵.
ثُمَّ جَعَلتَ أجرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مَوَدَّتَهُم في كِتابِكَ، فَقُلتَ: [«قُل لاَّ أَسْٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»۶، وقُلتَ: «مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ»۷، وقُلتَ:۸] «قُلْ مَا أَسْٔلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً»۹، فَكانوا هُمُ السَّبيلَ إلَيكَ، وَالمَسلَكَ إلى رِضوانِكَ.
فَلَمَّا انقَضَت أيّامُهُ أقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ـ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِما وآلِهِما ـ هادِياً إذ كانَ هُوَ المُنذِرُ، ولِكُلِّ قَومٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلَأُ أمامَهُ: «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ». وقالَ: «مَن كُنتُ أنَا نَبِيَّهُ۱۰ فَعَلِيٌّ أميرُهُ»، وقالَ: «أنَا وعَلِيٌّ مِن شَجَرَةٍ واحِدَةٍ، وسائِرُ

1.. أثبتناه من المصادر الاُخرى .

2.. مسوِّمين : أي مُعَلِّمين أنفسهم أو خيلهم بعلامة يُعرفون بها في الحرب مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۱۱ «سوم» .

3.. في المصدر : «تظهره» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

4.. آل عمران : ۹۶ و ۹۷ .

5.. الأحزاب : ۳۳ .

6.. الشورى : ۲۳ .

7.. سبأ : ۴۷ .

8.. ما بين المعقوفين لا يوجد في المصدر ، وأثبتناهُ من المصادر الاُخرى .

9.. الفرقان : ۵۷ .

10.. في المصدر : «وَلِيَّهُ» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
198

فَشَرَطوا لَكَ ذلِكَ، وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ، فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم، وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ، وأَهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ، وكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ، ورَفَدتَهُم۱ بِعِلمِكَ، وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ۲ إلَيكَ، وَالوَسيلَةَ إلى رِضوانِكَ.
فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها، وبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ، ونَجَّيتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ، وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَليلاً، وسَأَلَكَ لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرينَ، فَأَجَبتَهُ وجَعَلتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكليماً، وجَعَلتَ لَهُ مِن أخيهِ رِدءاً۳ ووَزيراً، وبَعضٌ أولَدتَهُ مِن غَيرِ أبٍ، وآتَيتَهُ البَيِّناتِ، وأَيَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ. وكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَريعَةً، ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً، وتَخَيَّرتَ لَهُ أوصِياءَ، مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ، مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ ؛ إقامَةً لِدينِكَ، وحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، ولِئَلاّ يَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ، ويَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ، ولا يَقولَ أحَدٌ: لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسولاً مُنذِرا، [وأَقَمتَ لَنا عَلَماً هادِياً۴]، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزى.
إلى أنِ انتَهَيتَ بِالأَمرِ إلى حَبيبِكَ ونَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ وآلِهِ، فَكانَ كَمَا انتَجَبتَهُ، سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ، وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ، وأَفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ، وأَكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ، قَدَّمتَهُ عَلى أنبِيائِكَ، وبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن عِبادِكَ، وأَوطَأتَهُ مَشارِقَكَ ومَغارِبَكَ، وسَخَّرتَ لَهُ البُراقَ۵، وعَرَجتَ بِهِ۶ إلى سَمائِكَ، وأَودَعتَهُ عِلمَ

1.. رَفَدْتَهُ : إذا أعنته النهاية : ج ۲ ص ۲۴۱ «رفد» .

2.. في الإقبال : «الذريعة» . والذرائع : جمع ذريعة ؛ وهي الوسيلة الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۱۱ «ذرع» .

3.. الرِدْءُ : العَونُ والناصر النهاية : ج ۲ ص ۲۱۲ «ردأ» .

4.. أثبتناه من المصادر الاُخرى .

5.. البُراق : هي الدابّة التي ركبها رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ليلة الإسراء، سمّي بذلك لنصوع لونه وشدّة بريقه النهاية : ج ۱ ص ۱۲۰ «برق» .

6.. في المصادر الاُخرى : «عَرَجتَ بِروحِهِ» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10919
صفحه از 416
پرینت  ارسال به