187
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

مِنهُ عَلَيكَ.
اللّهُمَّ فَكَما نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضا فيكَ لِلأَبعَدينَ، وجادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَكَ فِي الذَّبِّ عَن حَريمِ المُؤمِنينَ، ورَدِّ شَرِّ بُغاةِ المُرتَدّينَ المُريبينَ، حَتّى اُخفِيَ ما كانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المَعاصي، واُبدِيَ ما كانَ نَبَذَهُ العُلَماءُ وَراءَ ظُهورهِم مِمّا أخَذتَ ميثاقَهُم عَلى أن يُبَيِّنوهُ لِلنّاسِ ولا يَكتُموهُ، ودَعا إلى إفرادِكَ بِالطّاعَةِ، وأَلاّ يَجعَلَ لَكَ شَريكا مِن خَلقِكَ يَعلو أمرُهُ عَلى أمرِكَ، مَعَ ما يَتَجَرَّعُهُ فيكَ مِن مَراراتِ الغَيظِ الجارِحَةِ بِحَواسِّ۱ القُلوبِ، وما يَعتَوِرُهُ مِنَ الغُمومِ، ويَفزَعُ عَلَيهِ مِن أحداثِ الخُطوبِ، ويَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ الَّتي لا تَبتَلِعُهَا الحُلوقُ، ولا تَحنو عَلَيهَا الضُّلوعُ مِن نَظرَةٍ إلى أمرٍ مِن أمرِكَ، ولا تَنالُهُ يَدُهُ بِتَغييرِهِ ورَدِّهِ إلى مَحَبَّتِكَ ؛ فَاشدُدِ اللّهُمَّ أزرَهُ بِنَصرِكَ، وأَطِل باعَهُ فيما قَصُرَ عَنهُ مِن إطرادِ الرّاتِعينَ في حِماكَ، وزِدهُ في قُوَّتِهِ بَسطَةً مِن تَأييدِكَ، ولا توحِشنا مِن اُنسِهِ، ولا تَختَرِمهُ دونَ أمَلِهِ مِنَ الصَّلاحِ الفاشي في أهلِ مِلَّتِهِ، وَالعَدلِ الظّاهِرِ في اُمَّتِهِ.
اللّهُمَّ وشَرِّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القِيامِ بِأَمرِكَ لَدى مَوقِفِ الحِسابِ مُقامَهُ، وسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ بِرُؤيَتِهِ، ومَن تَبِعَهُ عَلى دَعوَتِهِ، وأَجزِل لَهُ عَلى ما رَأَيتَهُ قائِما بِهِ مِن أمرِكَ ثَوابَهُ، وَابنِ۲ قُربَ دُنُوِّهِ مِنكَ في حَياتِهِ، وَارحَمِ استِكانَتَنا مِن بَعدِهِ وَاستِخذاءَنا۳ لِمَن كُنّا نَقمَعُهُ بِهِ، إذ أفقَدتَنا وَجهَهُ، وبَسَطتَ أيدِيَ مَن كُنّا نَبسُطُ أيدِيَنا عَلَيهِ لِنَرُدَّهُ عَن مَعصِيَتِهِ، وَافتِراقَنا بَعدَ الاُلفَةِ وَالاِجتِماعِ تَحتَ ظِلِّ كَنَفِهِ، وتَلَهُّفَنا عِندَ الفَوتِ عَلى ما أقعَدتَنا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ، وطَلَبَنا مِنَ القِيامِ بِحَقِّ ما لا

1.. بمواسي (خ . ل).

2.. كذا .

3.. خذأ له يخذأ له : خضع وانقاد له ، وكذلك استخذأت له لسان العرب : ج ۱ ص ۶۴ «خذأ» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
186

وما تَنازَلَ مِن تَحصينِهِم بِالعافِيَةِ، وما أضبَؤوا۱ لَنا مِنِ انتِهازِ الفُرصَةِ، وطَلَبِ الوُثوبِ بِنا عِندَ الغَفلَةِ.
اللّهُمَّ وقَد عَرَّفتَنا مِن أنفُسِنا، وبَصَّرتَنا مِن عُيوبِنا خِلالاً نَخشى أن تَقعُدَ بِنا عَنِ اشتِهارِ۲ إجابَتِكَ، وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلى غَيرِ المُستَحِقّينَ، وَالمُبتَدِئُ بِالإِحسانِ غَيرَ السّائِلينَ، فَأْتِ لَنا مِن أمرِنا عَلى حَسَبِ كَرَمِكَ وجودِكَ وفَضلِكَ وَامتِنانِكَ، إنَّكَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وتَحكُمُ ما تُريدُ، إنّا إلَيكَ راغِبونَ ومِن جَميعِ ذُنوبِنا تائِبونَ.
اللّهُمَّ، وَالدّاعي إلَيكَ وَالقائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبادِكَ، الفَقيرُ إلى رَحمَتِكَ، المُحتاجُ إلى مَعونَتِكَ عَلى طاعَتِكَ، إذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِكَ وأَلبَستَهُ أثوابَ كَرامَتِكَ، وأَلقَيتَ عَلَيهِ مَحَبَّةَ طاعَتِكَ، وثَبَّتَّ وَطأَتَهُ فِي القُلوبِ مِن مَحَبَّتِكَ، ووَفَّقتَهُ لِلقِيامِ بِما أغمَضَ فيهِ أهلُ زَمانِهِ مِن أمرِكَ، وجَعَلتَهُ مَفزَعا لِمَظلومِ عِبادِكَ، وناصِرا لِمَن لا يَجِدُ ناصِرا غَيرَكَ، ومُجَدِّدا لِما عُطِّلَ مِن أحكامِ كِتابِكَ، ومُشَيِّدا لِما رُدَّ۳ مِن أعلامِ دينِكَ وسُنَنِ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وآلِهِ سَلامُكُ وصَلَواتُكَ ورَحمَتُكَ وبَرَكاتُكَ ؛ فَاجعَلهُ اللّهُمَّ في حَصانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدينَ، وأَشرِق بِهِ القُلوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغاةِ الدّينِ، وبَلِّغ بِهِ أفضَلَ ما بَلَّغتَ بِهِ القائِمينَ بِقِسطِكَ مِن أتباعِ النَّبِيّينَ.
اللّهُمَّ وأَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِي الرُّجوعِ إلى مَحَبَّتِكَ، ومَن نَصَبَ لَهُ العَداوَةَ، وَارمِ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ مَن أرادَ التَّأليبَ۴ عَلى دينِكَ بِإِذلالِهِ وتَشتيتِ أمرِهِ، وَاغضَب لِمَن لا تِرَةَ۵ لَهُ ولا طائِلَةَ۶، وعادَى الأَقرَبينَ وَالأَبعَدينَ فيكَ، مَنّا مِنكَ عَلَيهِ لا مَنّا

1.. أضبأ الرجل على الشيء : إذا سكت عليه وكتمه الصحاح : ج ۱ ص ۶۰ «ضبأ» .

2.. في بحار الأنوار: «اِستيهال».

3.. دَثَرَ خ. ل. و في مصباح المتهجّد وكذا الموارد المشابهة لهذا الدعاء: «وَرَدَ».

4.. التأليب : التحريض الصحاح : ج ۱ ص ۸۸ «ألب».

5.. لا ترة له : أي لم يطلب أحد الجنايات التي وقعت عليه وعلى أهل بيته بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۵۴.

6.. الطائلة : الفضل والقدرة والغيّ والسعة والعُلُوّ لسان العرب : ج ۱۱ ص ۴۱۴ «طول» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10796
صفحه از 416
پرینت  ارسال به