185
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

ناواهُ، وَانصُرهُ عَلى مَن عاداهُ، اللّهُمَّ وأَظهِر بِهِ الحَقَّ، وأَصبِح بِهِ في غَسَقِ۱ الظُّلَمِ وبُهَمِ۲ الحَيرَةِ.
اللّهُمَّ وأَحيِ بِهِ القُلوبَ المَيتَةَ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ وَالآراءَ المُختَلِفَةَ، وأَقِم بِهِ الحُدودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحكامَ المُهمَلَةَ، وأَشبِع بِهِ الخِماصَ السّاغِبَةَ۳، وأَرِح بِهِ الأَبدانَ اللاّغِبَةَ۴ المُتعَبَةَ، كَما ألهَجتَنا بِذِكرِهِ وأَخطَرتَ بِبالِنا دُعاءَكَ لَهُ، ووَفَّقتَنا لِلدُّعاءِ إلَيهِ وحِياشَةِ أهلِ الغَفلَةِ عَنهُ، وأَسكَنتَ في قُلوبِنا مَحَبَّتَهُ وَالطَّمَعَ فيهِ وحُسنَ الظَّنِّ بِكَ لاِءِقامَةِ مَراسِمِهِ.
اللّهُمَّ فَأْتِ لَنا مِنهُ عَلى أحسَنِ يَقينٍ، يا مُحَقِّقَ الظُّنونِ الحَسَنَةِ، ويا مُصَدِّقَ الآمالِ المُبطِئَةِ۵. اللّهُمَّ وأَكذِب بِهِ المُتَأَلّينَ۶ عَلَيكَ فيهِ، وأَخلِف بِهِ ظُنونَ القانِطينَ مِن رَحمَتِكَ وَالآيِسينَ مِنهُ.
اللّهُمَّ اجعَلنا سَبَبا مِن أسبابِهِ، وعَلَما مِن أعلامِهِ، ومَعقِلاً مِن مَعاقِلِهِ، ونَضِّر وُجوهَنا بِتَحلِيَتِهِ، وأَكرِمنا بِنُصرَتِهِ، وَاجعَل فينا خَيرا تُظهِرُنا لَهُ بِهِ، ولا تُشمِت بِنا حاسِدِي النِّعَمِ، وَالمُتَرَبِّصينَ بِنا حُلولَ النَّدَمِ ونُزولَ المُثَلِ۷، فَقَد تَرى يا رَبِّ بَراءَةَ ساحَتِنا، وخُلُوَّ ذَرعِنا۸ مِنَ الإِضمارِ لَهُم عَلى إحنَةٍ۹، وَالتَّمَنّي لَهُم وُقوعَ جائِحَةٍ۱۰،

1.. الغَسَقُ : ظُلمة الليل النهاية : ج ۳ ص ۳۶۶ «غسق» .

2.. البُهَم : جمع بُهْمَة ـ بالضمّ ـ وهي مُشكلات الأُمور لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۷ «بهم» .

3.. الخِماصُ : الجياع . والساغبة : الجائعة . وقيل : لا يكون السَّغَب إلاّ مع التَّعَب النهاية : ج ۲ ص ۸۰ «خمص» وص ۳۷۱ «سغب» .

4.. اللَّغَبُ : التَّعَبُ والإعياء النهاية : ج ۴ ص ۲۵۶ «لغب» .

5.. في المصدر : «المُبطِنَةِ» ، وما اُثبت من بحار الأنوار ومصباح المتهجّد ، وهو المناسب للمقام .

6.. المُتألّين : يعني الذين يحكمون على اللّه‏ ويقولون : فلان في الجنّة وفلان في النار النهاية : ج ۱ ص ۶۲ «ألى» .

7.. المَثُلَة : العقوبة المصباح المنير : ص ۵۶۴ «مثل» .

8.. الذَّرْع والذّراع : الوسعُ والطاقة لسان العرب : ج ۸ ص ۹۶ «ذرع».

9.. الإحنة : الحِقْدُ في الصدر (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۸ «أحن»).

10.. الجائحة : الشدّة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال من سنة أو فتنة لسان العرب : ج ۲ ص ۴۳۱ «جوح».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
184

قُنوتِهِ، وأَمَرَ أهلَ قُمَّ بِذلِكَ، لَمّا شَكَوا مِن موسَى بنِ بُغا۱:
الحَمدُ للّه‏ِِ شُكرا لِنَعمائِهِ....اللّهُمَّ، ولا تَدَع لِلجَوِر دِعامَةً إلاّ قَصَمتَها، ولا جُنَّةً۲ إلاّ هَتَكتَها، ولا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلاّ فَرَّقتَها، ولا سَرِيَّةَ ثِقلٍ إلاّ خَفَّفتَها، ولا قائِمَةَ عُلُوٍّ إلاّ حَطَطتَها، ولا رافِعَةَ عَلَمٍ إلاّ نَكَّستَها، ولا خَضراءَ إلاّ أبَّرتَها۳، اللّهُمَّ فَكَوِّر شَمسَهُ، وحُطَّ نورَهُ، وَاطمِس ذِكرَهُ، وَارِم بِالحَقِّ رَأسَهُ، وفُضَّ جُيوشَهُ، وأَرعِب قُلوبَ أهلِهِ.
اللّهُمَّ ولا تَدَع مِنهُ بَقِيَّةً إلاّ أفنَيتَ، ولا بَنِيَّةً إلاّ سَوَّيتَ، ولا حَلقَةً إلاّ قَصَمتَ۴، ولا سِلاحا إلاّ أكلَلتَ، ولا حَدّا إلاّ فَلَلتَ، ولا كُراعا۵ إلاَّ اجتَحتَ، ولا حامِلَةَ عَلَمٍ إلاّ نَكَّستَ.
اللّهُمَّ وأَرِنا أنصارَهُ عَباديدَ۶ بَعدَ الاُلفَةِ، وشَتّى بَعدَ اجتِماعِ الكَلِمَةِ، ومُقنِعِي الرُّؤوسِ بَعدَ الظُّهورِ عَلَى الاُمَّةِ، وأَسفِر لَنا عَن نَهارِ العَدلِ، وأَرِناهُ سَرمَدا لا ظُلمَةَ فيهِ، ونورا لا شَوبَ مَعَهُ، وأَهطِل عَلَينا ناشِئَتَهُ، وأَنزِل عَلَينا بَرَكَتَهُ، وأَدِل۷ لَهُ مِمَّن

1.. موسى بن بغا ت ۲۶۴ه، هو من الاتراك ومن اُمراء خلفاء بني العبّاس ممّن شارك في قتل أهل حمص۲۵۰ه وقزوين والديلم (۲۵۳ه) و... . كان عاملاً على قمّ، وشَكَوه أهلُ قمّ إلى مولانا أبي محمّد العسكريّ عليه‏السلام، فأمرهم يدعوا في قنوتهم (مستدركات علم رجال الحديث: ج ۸ ص ۶ ح ۱۵۲۹۱؛ تاريخ دمشق: ج ۶۰ ص ۴۰۱ الرقم ۷۷۱۱، تاريخ الطبريّ: ج ۹ ص ۲۷۸ و ۳۷۸).

2.. الجُنَّة : الوِقايَة . والجُنّة : الدِّرع . وكُلّ ما وقاكَ جُنَّة اُنظر : لسان العرب : ج ۱۳ ص ۹۴ «جنن» .

3.. أبَّر الأثر : عفّى عليه من التراب . قال الرياشي : التأبير : التعفية ومحو الأثر لسان العرب : ج ۴ ص ۵ «أبر».

4.. في بحار الأنوار : «فَصَمتَ». والقَصْمُ : دَقُّ الشيء . والقَصْمُ : كسر الشيء الشديد حتّى يَبينَ . والفَصْم : الكسر من غير بينونة . والفَصم أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِين ، من فَصَمت الشيء أفْصِمه فَصْماً ، إذا فعلت ذلك به لسان العرب: ج ۱۲ ص ۴۸۵ «قصم» .

5.. الكراع : اسم يجمع الخيل ، والكراع : السلاح ، وقيل : هو اسم يجمع الخيل والسلاح (لسان العرب : ج ۸ ص ۳۰۷ «كرع»).

6.. العباديد : الخيل المتفرّقة في ذهابها ومجيئها ، ويقال : ذهبوا عباديدَ أي : متفرّقين ، ولا يُقال : أقبلوا عباديدَ لسان العرب : ج ۳ ص ۲۷۶ «عبد» .

7.. الإدالة : الغَلَبَة ، يقال : اُديلَ لنا على أعدائنا ؛ أي نُصِرنا عليهم النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17680
صفحه از 416
پرینت  ارسال به