181
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

يُبَدِّل لَكَ فَريضَةً، ولَم يُغَيِّر لَكَ شَريعَةً، وأَنَّهُ الإِمامُ التَّقِيُّ الهادِي المَهدِيُّ، الطّاهِرُ التَّقِيُّ الوَفِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ.
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ، وأَعطِهِ في نَفسِهِ ووَلَدِهِ وأَهلِهِ وذُرِّيَّتِهِ واُمَّتِهِ وجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ، وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ، وتَجمَعُ لَهُ مُلكَ المَملَكاتِ كُلِّها، قَريبِها وبَعيدِها وعَزيزِها وذَليلِها، حَتّى يَجرِيَ حُكمُهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ، ويَغلِبَ بِحَقِّهِ عَلى كُلِّ باطِلٍ.
اللّهُمَّ وَاسلُك بِنا عَلى يَدَيهِ مِنهاجَ الهُدى، وُالمَحَجَّةَ العُظمى، وَالطَّريقَةَ الوُسطى، الَّتي يَرجِعُ إليهَا الغالي ويَلحَقُ بِها التّالي، اللّهُمَّ وقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وثَبِّتنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامنُن عَلَينا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجعَلنا في حِزبِهِ القَوّامينَ بِأَمرِهِ، الصّابِرينَ مَعَهُ، الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحشُرَنا يَومَ القِيامَةِ في أنصارِهِ وأَعوانِهِ ومُقَوِّيَةِ سُلطانِهِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجعَل ذلِكَ كُلَّهُ مِنّا لَكَ خالِصا، مِن كُلِّ شَكٍّ وشُبهَةٍ ورِياءٍ وسُمعَةٍ، حَتّى لا نَعتَمِدَ بِهِ غَيرَكَ، ولا نَطلُبَ بِهِ إلاّ وَجهَكَ، وحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وتَجعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ، ولا تَبتَلِنا في أَمرِهِ بِالسَّأمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَترَةِ وَالفَشَلِ، وَاجعَلنا مِمَّن تَنتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وتُعِزُّ بِهِ نَصرَ وَلِيِّكَ، ولا تَستَبدِل بِنا غَيرَنا، فَإِنَّ استِبدالَكَ بِنا غَيرَنا عَلَيكَ يَسيرٌ، وهُوَ عَلَينا كَبيرٌ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وُلاةِ عُهودِهِ، وبَلِّغهُم آمالَهُم، وزِد في آجالِهِم، وَانصُرهُم وتَمِّم لَهُم ما أسنَدتَ إلَيهِم مِن أمرِ دينِكَ، وَاجعَلنا لَهُم أعوانا، وعَلى دينِكَ أنصارا، وصَلِّ عَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ، الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ، اللّهُمَّ فَإِنَّهُم مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وخُزّانُ عِلمِكَ، ووُلاةُ أمرِكَ، وخالِصَتُكَ مِن عِبادِكَ، وخِيَرَتُكَ مِن خَلقِكَ، وأَولِياؤُكَ وسَلائِلُ أولِيائِكَ، وصَفوَتُكَ وأَولادُ أصفِيائِكَ، صَلَواتُكَ ورَحمَتُكَ وبَرَكاتُكَ عَلَيهِم أجمَعينَ.
اللّهُمَّ وشُرَكاؤُهُ في أمرِهِ، ومُعاوِنوهُ عَلى طاعَتِكَ، الَّذينَ جَعَلتَهُم حِصنَهُ وسِلاحَهُ


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
180

ناصِرَهُ، وَاخذُل خاذِلَهُ، ودَمدِم۱ عَلى مَن نَصَبَ لَهُ، ودَمِّر عَلى مَن غَشَّهُ.
اللّهُمَّ وَاقتُل بِهِ جَبابِرَةَ الكُفرِ، وعُمُدَهُ ودَعائِمَهُ وَالقُوّامَ بِهِ، وَاقصِم بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ وشارِعَةَ البِدعَةِ، ومُميتَةَ السُّنَّةِ ومُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وأَذلِل بِهِ الجَبّارينَ، وأَبِر۲ بِهِ الكافِرينَ وَالمُنافِقينَ، وجَميعَ المُلحِدينَ حَيثُ كانوا وأَينَ كانوا مِن مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها، وبَرِّها وبَحرِها، وسَهلِها وجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنهُم دَيّارا۳ ولا تُبقِيَ لَهُم آثارا.
اللّهُمَّ وطَهِّر مِنهُم بِلادَكَ، وَاشفِ مِنهُم عِبادَكَ، وأَعِزَّ بِهِ المُؤِنينَ، وأَحيِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلينَ، ودارِسَ حُكمِ النَّبِيّينَ، وجَدِّد بِهِ ما مُحِيَ من دينِكَ، وبُدِّلَ مِن حُكمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضّا جَديدا، صَحيحا مَحضا۴، لا عِوَجَ فيهِ ولا بِدعَةَ مَعَهُ، حَتّى تُنيرَ بِعَدلِهِ ظُلَمَ الجَورِ، وتُطفِئَ بِهِ نيرانَ الكُفرِ، وتُظهِرَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ ومَجهولَ العَدلِ، وتُوَضِّحَ بِهِ مُشكِلاتِ الحُكمِ.
اللّهُمَّ وإنَّهُ عَبدُكَ الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ، وَاصطَفَيتَهُ مِن خَلقِكَ، وَاصطَفَيتَهُ عَلى عِبادِكَ، وَائتَمَنتَهُ عَلى غَيبِكَ، وعَصَمتَهُ مِنَ الذُّنوبِ، وبَرَّأتَهُ مِنَ العُيوبِ، وطَهَّرتَهُ مِنَ الرِّجسِ، وصَرَفتَهُ عَنِ الدَّنَسِ، وسَلَّمتَهُ مِنَ الرَّيبِ.
اللّهُمَّ فَإِنّا نَشهَدُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ ويَومَ حُلولِ الطّامَّةِ۵، أنَّهُ لَم يُذنِب ولَم يَأتِ حَوبا۶، ولَم يَرتَكِب لَكَ مَعصِيَةً، ولَم يُضَيِّع لَكَ طاعَةً، ولَم يَهتِك لَكَ حُرمَةً، ولَم

1.. دَمْدَمَ عليهم : أي أهلكهم وأزعجهم مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۸ «دمدم» .

2.. أباره اللّه‏ : أهلكه لسان العرب : ج ۴ ص ۸۶ «بور» .

3.. ديّارٌ : أي ساكن ـ في الدار ـ مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۲۱ «دار» .

4.. المَحضُ : الخالصُ الذي لم يخالِطْه غيره المصباح المنير : ص ۵۶۵ «محض» .

5.. الطامَّةُ : الداهية تغلِبُ ما سواها . وقال الفرّاء : هي القيامة تطمُّ على كلّ شيء لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۷۰ «طمم» .

6.. الحَوبُ : الإثم ، الخطيئة المصباح المنير : ص ۱۵۵ «حاب» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10827
صفحه از 416
پرینت  ارسال به