19
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

۵ / ۴

تشرّف السيّد كريم پينه دوز بلقاء الإمام۱

أجابني آية اللّه‏ الشيخ مرتضى الطهرانيّ۲ ـ حين سألته: هل رأيت أحداً التقى حقّاً بإمام العصر عليه‏السلام ؟ ـ فقال:

لديّ شخصان: أحدهما السيّد كريم پينه دوز:

في طفولتي ذهبت مع والدي۳ إلى دكّانه الذي يقع في سوق يتّصل طرفه بتقاطع زقاق غريبان، وطرفه الآخر بسوق السيّد إسماعيل، عرض هذا الدكّان متر ونصف، وطوله متران إلى ثلاثة أمتار، وأرضه أعلى من أرض السوق بخمسين سنتيمتراً تقريباً.

جلس في هذا الدكّان شيخ كبير في السنّ، قَلَب صندوقاً ووضع عليه أدوات إصلاح الأحذية وشُغل بالعمل. سلّم [عليه] والدي وجلس على حافّة الدكّان، وأحسست وأنا أُراقب مشهد حوارهما كأنّ تعادلاً معنويّاً قائماً بينهما.

فبينما كان الشيخ مشغولاً بعمله نظر إلى والدي وقال: بالأمس تفضّل عليّ السيّد، وشَرَّفَنا عدّة دقائق، وجلس هناك (وأشار إلى موضع في دكّانه)، وسأل عن أحوالي. وأشار الرجل العجوز إلى علبة معدنيّة شبيهة بعلب الساهون فيها عدّة حبّات من سكّر النبات الأصفر وبقدر حبّات حمّص مطبوخ، وقال: تفضّل السيّد بإعطائي هذه وأنا أُعطيك إيّاها.

بقينا هناك قرابة عشر دقائق إلى ربع ساعة، ثمّ ذهبنا، وبعد مسافة قصيرة قال لي

1.. اشتغل السيّد كريم محمودي بعمل «پينه دوزي» أي الترقيع في سوق طهران فُعرف بـ «آقا سيّد كريمپينه‏دوز»، وهو من تلامذة المرحوم الشيخ مرتضى الزاهد. توفّي بكربلاء، ودُفن في صحن الإمام الحسين عليه‏السلام.

2.. وهو الأبن الأكبر للميرزا عبد العليّ الطهرانيّ، وأخو الشيخ مجتبى الطهرانيّ، ومن أساتذة الأخلاق والمجتهدين المعاصرين الشيعة في طهران، تولّى إمامة الجمعة في مسجد البزّازين في سوق طهران.

3.. آية اللّه‏ الميرزا عبد العليّ الطهرانيّ ت ۱۳۸۶ه من العلماء والفضلاء الكبار في طهران، ومن تلامذة آية اللّه‏ الشيخ عبد الكريم الحائريّ، وهو والد الشيخين مرتضى ومجتبى الطهرانيّين.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
18

وتعظيمه، فقال: لا بأس في ذلك. ومن فوق عباءتي مسح على بطني بيده المباركة واختفى فوراً، بعدها أنزلوني بهذا الحال من السماء وأناموني على سطح الدار.

ثمّ تجلس المريضة على ركبتيها وتأخذ القرآن الذي كان على مقربة منها، وتلصقه بأُذنها، وتجعل يدها والقرآن مسنداً لرأسها وتأخذ في النوم، فترى الإمام المهديّ عليه‏السلام قد جاء مرّة أُخرى، ووقف وراءه على مسافةٍ خالُها السيّد مهدي، وعندما يقترب الإمام عليه‏السلام ترى أمامها ثلاث آبار محفورة، فيأمر الإمامُ خالها قائلاً: مهدي، أقبل واردم هذه الآبار الثلاثة. فيأتي خالُها ويُهيل التراب بيديه في الآبار، ويملؤها بأجمعها ويسوّيها بالأرض، ثمّ يعطي الإمام عليه‏السلام غصناً أخضر للسيّد مهدي ويقول: ازرع هذا الغصن في البئر الوسطى. فيزرعه السيّد مهدي مباشرةً فيصير شجرة كبيرة جدّاً. ثمّ تستيقظ زوجتي من نومها، وترى بطنها طبيعيّة، ولم تحسّ بأيّ ألم، وقد زال الورم عنها، فتقع في حيرة ودهشة؛ تتصوّر أنّها ترى حلماً مرّة أُخرى، فأين ذهب اثنا عشر كيلوغراماً لحيوان مجهول دون أن تسقط قطرة ماء أو دم؟! ماذا حدث لتعود المريضة إلى حالتها الطبيعيّة؟

[ثمّ قال السيّد أحمد شطاري ـ الزوج ـ مضيفا:] ومعلوم أيّ حالة سأشعر بها حينذاك! لقد غمرني فرح عارم بحيث إنّني في نفس ذلك اليوم ـ وهو الجمعة ـ جمعت كلّ أثاث المنزل وأرسلته إلى محطّة القطار، واشتريت تذاكر سفر وانطلقنا إلى طهران في صباح يوم السبت بدون إذن من دائرة العمل.

وعند حركة القطار خطر في بالي فجأة وأنا جالس في المقصورة أنّه أيّ غفلة كبيرة أصابتني؟! كان عليّ على الأقلّ أن أذهب إلى عبادان وآتي بالطبيب كنكو إلى الأهواز، أو أذهب بزوجتي المريضة إلى عبادان لكي يرى الطبيب كيف كانت بالأمس وكيف أصبحت؟ وأين ذهبت اثنا عشر كيلو ماء أو حيواناً؟ ولكي يفهم من هو إمام زمان الشيعة؟

وإلى الآن وبعد مضيّ خمسة عشر عاماً، ما زلت أتأسّف وأشعر بالندم على عملي، ولا مفرّ في أن أقول: الخير فيما وقع.۱

1.. بشارت ظهور بالفارسيّة: ص ۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10705
صفحه از 416
پرینت  ارسال به