وَالمَنايا، وعِلمِ ما كانَ وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ، الَّذي خَصَّ اللّهُ تَقَدَّسَ اسمُهُ بِهِ مُحَمَّدا وَالأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ عليهمالسلام، وتَأَمَّلتُ فيهِ مَولِدَ قائِمِنا عليهالسلام، وغَيبَتَهُ وإبطاءَهُ وطولَ عُمُرِهِ، وبَلوَى المُؤمِنينَ مِن بَعدِهِ في ذلِكَ الزَّمانِ، وتَوَلُّدَ الشُّكوكِ في قُلوبِ الشّيعَةِ مِن طولِ غَيبَتِهِ، وَارتِدادَ أكثَرِهِم عَن دينِهِ، وخَلعَهُم رِبقَةَ الإِسلامِ مِن أعناقِهِم، الَّتي قالَ اللّهُ عز و جل: «وَ كُلَّ إِنسَنٍ أَلْزَمْنَهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ»۱ يَعنِي الوَلايَةَ، فَأَخَذَتنِي الرِّقَّةُ وَاستَولَت عَلَيَّ الأَحزانُ.۲
۱ / ۴
دُعاءُ الإِمامِ الكاظِمِ علیه السلام
۱۰۴۲.فلاح السائل نقلاً عن يحيى بن الفضل النوفلي: دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهالسلام بِبَغدادَ حينَ فَرَغَ مِن صَلاةِ العَصرِ، فَرَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وسَمِعتُهُ يَقولُ:
... أسأَ لُكَ بِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ، الحَيِ القَيّومِ الَّذي لا يَخيبُ مَن سَأَلَكَ بِهِ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَن تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتَقِمِ لَكَ مِن أعدائِكَ، وأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ.
قالَ: قُلتُ لَهُ: مَنِ المَدعُوُّ لَهُ ؟ قالَ: ذلِكَ المَهدِيُّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله. ثُمَّ قالَ:
بِأَبِي المُنتَدَحُ۳ البَطنِ، المَقرونُ الحاجِبَينِ، أحمَشُ۴ السّاقَينِ، بَعيدُ ما بَينَ المَنكِبَينِ، أسمَرُ اللَّونِ، تَعتادُهُ مَعَ سُمرَتِهِ صُفرَةٌ مِن سَهَرِ اللَّيلِ. بِأَبي مَن لَيلَهُ
1.. الإسراء : ۱۳ .
2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۷ ح ۱۲۹ ، كمال الدين : ص ۳۵۲ ح ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۹ ح ۹ وراجع تمامالحديث في هذه الموسوعة : ج ۲ ص۱۳۱ ح ۴۸۴ .
3.. في المصدر : «المنبدح» ، والتصويب من بحار الأنوار . والمنتدَح : السَّعة ، وانداحَ بطنُه : أي اتَّسَع لسان العرب : ج ۲ ص ۶۱۲ و ۶۱۳ «ندح» .
4.. أحمش الساقين : أي دقيقهما (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۰ «حمش») .