177
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

وَالمَنايا، وعِلمِ ما كانَ وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ، الَّذي خَصَّ اللّه‏ُ تَقَدَّسَ اسمُهُ بِهِ مُحَمَّدا وَالأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ عليهم‏السلام، وتَأَمَّلتُ فيهِ مَولِدَ قائِمِنا عليه‏السلام، وغَيبَتَهُ وإبطاءَهُ وطولَ عُمُرِهِ، وبَلوَى المُؤمِنينَ مِن بَعدِهِ في ذلِكَ الزَّمانِ، وتَوَلُّدَ الشُّكوكِ في قُلوبِ الشّيعَةِ مِن طولِ غَيبَتِهِ، وَارتِدادَ أكثَرِهِم عَن دينِهِ، وخَلعَهُم رِبقَةَ الإِسلامِ مِن أعناقِهِم، الَّتي قالَ اللّه‏ُ عز و جل: «وَ كُلَّ إِنسَنٍ أَلْزَمْنَهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ»۱ يَعنِي الوَلايَةَ، فَأَخَذَتنِي الرِّقَّةُ وَاستَولَت عَلَيَّ الأَحزانُ.۲

۱ / ۴

دُعاءُ الإِمامِ الكاظِمِ علیه السلام

۱۰۴۲.فلاح السائل نقلاً عن يحيى بن الفضل النوفلي: دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه‏السلام بِبَغدادَ حينَ فَرَغَ مِن صَلاةِ العَصرِ، فَرَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وسَمِعتُهُ يَقولُ:
... أسأَ لُكَ بِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ، الحَيِ القَيّومِ الَّذي لا يَخيبُ مَن سَأَلَكَ بِهِ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَن تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتَقِمِ لَكَ مِن أعدائِكَ، وأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ.
قالَ: قُلتُ لَهُ: مَنِ المَدعُوُّ لَهُ ؟ قالَ: ذلِكَ المَهدِيُّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. ثُمَّ قالَ:
بِأَبِي المُنتَدَحُ۳ البَطنِ، المَقرونُ الحاجِبَينِ، أحمَشُ۴ السّاقَينِ، بَعيدُ ما بَينَ المَنكِبَينِ، أسمَرُ اللَّونِ، تَعتادُهُ مَعَ سُمرَتِهِ صُفرَةٌ مِن سَهَرِ اللَّيلِ. بِأَبي مَن لَيلَهُ

1.. الإسراء : ۱۳ .

2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۷ ح ۱۲۹ ، كمال الدين : ص ۳۵۲ ح ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۹ ح ۹ وراجع تمامالحديث في هذه الموسوعة : ج ۲ ص۱۳۱ ح ۴۸۴ .

3.. في المصدر : «المنبدح» ، والتصويب من بحار الأنوار . والمنتدَح : السَّعة ، وانداحَ بطنُه : أي اتَّسَع لسان العرب : ج ۲ ص ۶۱۲ و ۶۱۳ «ندح» .

4.. أحمش الساقين : أي دقيقهما (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۰ «حمش») .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
176

عَلى مَولانَا الصّادِقِ عليه‏السلام، فَرَأَيناهُ جالِسا عَلَى التُّرابِ وعَلَيهِ مِسحٌ۱ خَيبَرِيٌّ مِطرَفٌ بِلا جَيبٍ، مُقَصَّرُ الكُمَّينِ، وهُوَ يَبكي بُكاءَ الوالِهَةِ الثَّكلى۲ ذاتَ الكَبِدِ الحَرّى، قَد نالَ الحُزنُ مِن وَجنَتَيهِ، وشاعَ التَّغَيُّرُ في عارِضَيهِ، وأَبلَى الدَّمعُ مَحجِرَيهِ، وهُوَ يَقولُ:
سَيِّدي! غَيبَتُكَ نَفَت رُقادي، وضَيَّقَت عَلَيَّ مِهادي، وَابتَزَّت مِنّي راحَةَ فُؤادي. سَيِّدي! غَيبَتُكَ أوصَلَت مَصائِبي بِفَجائِعِ الأَبَدِ، وفَقدُ الواحِدِ بَعدَ الواحِدِ بِفَناءِ۳ الجَمعِ وَالعَدَدِ، فَما اُحِسُّ بِدَمعَةٍ تَرقَأُ۴ مِن عَيني، وأَنينٍ يُفشا۵ مِن صَدري.۶
قالَ سَديرٌ: فَاستَطارَت عُقولُنا وَلَها، وتَصَدَّعَت قُلوبُنا جَزَعا مِن ذلِكِ الخَطبِ الهائِلِ، وَالحادِثِ الغائِلِ، فَظَنَنّا أنَّهُ سَمَتَ۷ لِمَكروهَةٍ قارِعَةٍ، أو حَلَّت بِهِ مِنَ الدَّهرِ بائِقِةٌ۸، فَقُلنا: لا أبكَى اللّه‏ُ عَينَيكَ يَابنَ خَيرِ الوَرى، مِن أيَّةِ حادِثَةٍ تَستَذرِفُ دَمعَتَكَ، وتَستَمطِرُ عَبرَتَكَ، وأَيَّةُ حالَةٍ حَتَمَت عَلَيكَ هذَا المَأتَمَ ؟
قالَ: فَزَفَرَ الصّادِقُ عليه‏السلام زَفرَةً انتَفَخَ مِنها جَوفُهُ، وَاشتَدَّ مِنها خَوفُهُ، فَقالَ:
وَيكُم ! إنّي نَظَرتُ صَبيحَةَ هذَا اليَومِ في كِتابِ الجَفرِ۹ المُشتَمِلِ عَلى عِلمِ البَلايا

1.. المِسْحُ : هو كِساء معروف مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۹۵ «مسح» .

2.. الثَّكلُ : فَقْدُ الولد ، امرأة ثكلى النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل» .

3.. في كمال الدين : «يُفني الجمع...» ، وهو الأنسب .

4.. رَقَأ الدمع : إذا سكن وانقطع النهاية : ج ۲ ص ۲۴۸ «رقأ» .

5.. فَشا الشيءُ يَفشُو فُشوًا : إذا ظهر ، و هو عامّ في كلّ شيء ، ومنه إفشاء السرّ لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۵۵«فشو» .

6.. كذا في المصدر ، وفي كمال الدين : «وأنين يفتر من صدري» .

7.. سَمَتَ يَسمُتُ قَصَدَ لسان العرب : ج ۲ ص ۴۶ «سمت» وفي بحار الأنوار : «سِمَةٌ» بدل «سَمَتَ» .

8.. البائِقَةُ : النازلة، وهي الداهية والشرّ الشديد المصباح المنير : ص ۶۶ «بوق» .

9.. الجَفْرُ والجامعة : كتابان لعليّ عليه‏السلام قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروفِ الحوادثَ التي تحدث إلى انقراض العالم مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۹۸ «جفر» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10819
صفحه از 416
پرینت  ارسال به