المريضة حتّى تألّم وتحيّر كثيراً، وضغط بسبابته على جانبيها الأيمن والأيسر من فوق عباءة صلاتها، فظهر توتّر شديد عليها، عندها قال مباشرة: إنّ في بطنها حيوانا يقال له... (وقد نسيتُ اسمه)، وزنه اثنا عشر كيلوغراماً، وقد مدّ جذوره إلى رجليها ويديها، ويجب أن تُجرى لها عمليّة جراحيّة تستغرق عدّة ساعات، وموتها أكيد مئة بالمئة؛ لأنّه كان يجب تشخيص مرضها في الأشهر الثلاثة الأُولى وإجراء العمليّة لها، والآن تجاوزت التسعة أشهر والخطر مؤّد.
وقال في آخر الأمر: إذا أُجريت لها العمليّة [الجراحيّة] ستموت، وإذا لم تُجر لها العمليّة ستنفجر بطنها بعد ثلاثة أيّام. وبعد استشارة الطبيب أجاب: إذا أُجريت لها العمليّة وماتت أفضل من أن تنفجر.
وتقرّر أن يبعثوا غداً الجمعة زورق إسعاف من عبادان إلى نهر الكارون؛ لينقلوا المريضة إلى عبادان لإجراء العملية. وقالوا أيضاً: يجب أن تذهبوا إلى مركز الشرطة وتمضوا تعهّداً ينصّ على أنّها لو توفّيت فالمسؤلية ليست بعهدة أطبّاء المستشفى؛ لأنّ موتها حتميّ.
واطّلعت المريضة ووالدتها العلويّة على هذه الحوارات، وبدأتا بالبكاء والنحيب بعد ذهاب الدكتور كنكو، وكانت دموع زوجتي تنهمر بدون إرادتها، وأُمّها تلطم رأسها وصدرها وتبكي، أمّا أنا فلم تكن لديّ فرصة للجلوس إلى جانبها ولو بمقدار نصف ساعة؛ بسبب كثرة مشاغلي في متابعة أُمور شُعَب الشركة المتعددة؛ مثل دزفول وأنديمشك وشوشتر ورامهرمز وبهبهان والهويزة وشادگان وغيرها.
ذهبت إلى الدائرة وعدت إلى البيت في مساء ذلك اليوم نفسه «الخميس»، ورأيتها وأُمّها مازالتا تنوحان وتبكيان، وأوصت زوجتي بأن أحمل جنازتها إلى طهران بعد موتها، فأجبتها بأنّه ليس من الميسور أبداً أن تُحمل جنازة إلى طهران في هذا الجو الحارّ لخوزستان، وأخيراً أوصت أن تُدفن بجوار ضريح السيّد هارون، فبادرتُ منذ أوائل تلك الليلة بتوفير مقدّمات الدفن والتكفين.
وأنا في خضمّ هذه الأوضاع، تذكّرت فجأة الرؤا التي شاهَدَتها زوجتي في ساوة،