الحديث الأوّل نقل عن الإمام الباقر عن أمير المؤمنين عليهماالسلام، وهو يعتبر الفرج متوقّفاً على ثلاث علامات: اختلاف أهل الشام، والرايات السود من خراسان، والفزعة (الصيحة) في شهر رمضان۱. وهذا الحديث متعلّق بمطلق الفرج ولا صلة له بالقيام المهدويّ.
والحديث الثاني أشار إلى زوال حكم بني أُميّة وبني العبّاس، وتكلّم عن الرايات السود۲ التي تشير ظاهراً إلى قيام أبي مسلم الخراسانيّ، ولا تتعلّق بقيام الإمام المهديّ عليهالسلام.
أمّا الحديث الثالث فقد لقّب أبا مسلم الخراسانيّ بصاحب الرايات السود صراحة.۳
والنتيجة أنّ الرايات السود الخراسانيّة لا ترتبط بالقيام المهدويّ من منظار الأحاديث الشيعيّة الخالصة.
ملاحظة
نسب القاضي النعمان في كتاب شرح الأخبار رواية إلى الإمام الباقر عليهالسلام تشير إلى مجيء الرايات السود من المشرق ورايات المهديّ عليهالسلام من المغرب. وحمل الرايات السود على قيام أبي مسلم الخراسانيّ، ورايات المهديّ عليهالسلام على قيام الفاطميّين في مصر، وقد تحقّق كلاهما.۴
ونقول تعليقا على ذلك: أمّا الجزء الأوّل من روايته ـ الذي يتطابق مع روايات أُخرى ـ فهو لا يتعلّق بالإمام المهديّ عليهالسلام، والجزء الثاني منها يبدو موضوعاً نظراً إلى ميول القاضي النعمان إلى الإسماعيليّين والفاطميّين في مصر.
۲. أحاديث أهل السنّة
أ ـ الأحاديث النبويّة
نقلت الجوامع الحديثيّة الرسميّة لأهل السنّة أحاديث معدودة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، فخبر