165
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

عبد اللّه‏ بن مسعود أشار إلى أنّ أهل البيت عليهم‏السلام مهجورون بعد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وإلى خروج الرايات السود من المشرق حتّى ينتهي الأمر إلى زعامة واحد من أهل البيت عليهم‏السلام. وقد ذكرت لهم بعض الروايات خصوصيّة نشر العدالة، حيث يمكن تطبيقها على قيام الإمام المهديّ.۱

ورواية ثوبان تعتبر الرايات السود متّصلة بقيام المهديّ۲. وبعض روايات ثوبان موقوفة ولم تسند إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۳

وأشارت إحدى روايات أبي هريرة إلى الرايات السود، ولكنّها لا تتعلّق بالقيام المهدويّ۴، في حين ذكرت روايته الأُخرى أنّ الرايات السود فتنة وضلال.۵

ولم تنقل المصادر الحديثيّة لأهل السنّة سوى هذه الأحاديث عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأضاف إليها نعيم بن حمّاد روايتين عن سعيد بن المسيّب، ورواية عن الحسن (ولعلّه الحسن البصريّ)، ولكن سعيد بن المسيّب والحسن البصريّ تابعيّان، وليس في وسعهما النقل المباشر عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ ولهذا تعدّ رواياتهما مرسلة.

الرواية الأُولى لسعيد بن المسيّب أشارت إلى الرايات السود لبني العبّاس والرايات السود ضدّ السفيانيّ، وهي لا ترتبط بالقيام المهدويّ۶. وروايته الأُخرى تناظر الأُولى وتشير إلى أنّ الرايات السود التي تقاتل السفيانيّ تنضمّ في النهاية إلى الإمام المهديّ عليه‏السلام.۷

وأشارت رواية الحسن (البصريّ) إلى ارتباط الرايات السود بشخص من أهل البيت عليهم‏السلام له اسم يشابه اسم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۸

1.. راجع: ص ۱۵۲ ح ۱۰۲۳ سنن ابن ماجة.

2.. راجع: ص ۱۵۴ ح ۱۰۲۸ سنن ابن ماجة وص ۱۵۵ ح ۱۰۲۹ (مسند ابن حنبل).

3.. راجع: الفتن: ج ۱ ص ۳۱۱ ح ۸۹۶.

4.. راجع: ص ۱۵۷ ح ۱۰۳۴ سنن الترمذي.

5.. راجع: ص ۱۵۴ ح ۱۰۲۶ تاريخ بغداد.

6.. راجع: الفتن : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۵۵۵.

7.. راجع: المصدر السابق: ج ۱ ص ۳۱۴ ح ۹۰۶.

8.. راجع: المصدر السابق: ج ۱ ص ۳۱۳ ح ۹۰۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
164

الحديث الأوّل نقل عن الإمام الباقر عن أمير المؤمنين عليهماالسلام، وهو يعتبر الفرج متوقّفاً على ثلاث علامات: اختلاف أهل الشام، والرايات السود من خراسان، والفزعة (الصيحة) في شهر رمضان۱. وهذا الحديث متعلّق بمطلق الفرج ولا صلة له بالقيام المهدويّ.

والحديث الثاني أشار إلى زوال حكم بني أُميّة وبني العبّاس، وتكلّم عن الرايات السود۲ التي تشير ظاهراً إلى قيام أبي مسلم الخراسانيّ، ولا تتعلّق بقيام الإمام المهديّ عليه‏السلام.

أمّا الحديث الثالث فقد لقّب أبا مسلم الخراسانيّ بصاحب الرايات السود صراحة.۳

والنتيجة أنّ الرايات السود الخراسانيّة لا ترتبط بالقيام المهدويّ من منظار الأحاديث الشيعيّة الخالصة.

ملاحظة

نسب القاضي النعمان في كتاب شرح الأخبار رواية إلى الإمام الباقر عليه‏السلام تشير إلى مجيء الرايات السود من المشرق ورايات المهديّ عليه‏السلام من المغرب. وحمل الرايات السود على قيام أبي مسلم الخراسانيّ، ورايات المهديّ عليه‏السلام على قيام الفاطميّين في مصر، وقد تحقّق كلاهما.۴

ونقول تعليقا على ذلك: أمّا الجزء الأوّل من روايته ـ الذي يتطابق مع روايات أُخرى ـ فهو لا يتعلّق بالإمام المهديّ عليه‏السلام، والجزء الثاني منها يبدو موضوعاً نظراً إلى ميول القاضي النعمان إلى الإسماعيليّين والفاطميّين في مصر.

۲. أحاديث أهل السنّة

أ ـ الأحاديث النبويّة

نقلت الجوامع الحديثيّة الرسميّة لأهل السنّة أحاديث معدودة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فخبر

1.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۵۱ ح ۸.

2.. المصدر السابق: ص ۲۵۶ ح ۱۳.

3.. دلائل الإمامة: ص ۲۹۴ ح ۲۴۸، إعلام الورى: ج ۱ ص ۵۲۸.

4.. راجع: ص ۱۵۷ ح ۱۰۳۶ شرح الأخبار.

تعداد بازدید : 11371
صفحه از 416
پرینت  ارسال به