ونقل الترمذيّ (ت۲۷۹ه) روايةَ أبي هريرة، وهي لا علاقة لها بالمهدويّة۱، كما نقل الحاكم النيشابوري (ت۴۰۵ه) روايةَ ثوبان بطريقين۲، وروايةَ عبد اللّه بن مسعود۳، وأحد خبري ثوبان موقوف ولم يُسند إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله، في حين صرّحت النصوص الثلاثة للرايات السود بارتباطها بقيام الإمام المهديّ عليهالسلام.
والأمر المهمّ أنّ المصادر الحديثيّة الرئيسة لأهل السنّة نقلت هذه الأخبار الثلاثة فحسب، وهي روايات ثوبان وعبد اللّه بن مسعود وأبي هريرة، ولم يرد فيها قول عن الصحابة أو كعب الأحبار.
وأبرز مصنّف في أخبار الرايات السود هو كتاب الفتن تأليف نعيم بن حمّاد المروزيّ (ت۲۲۸ه)، على الرغم من أنّه ليس من الكتب الحديثيّة المشهورة لأهل السنّة، فقد أتى ابن حمّاد ـ الذي عاصر الأئمّة: الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ـ بقرابة ستّين خبراً عن الرايات السود، وعرضها في مجموعتين مستقلّتين: الرايات السود لبني العبّاس، والرايات السود المتعلّقة بقيام الإمام المهديّ عليهالسلام.
ومعظم الأخبار الواردة في هذا الكتاب هي من أقوال الصحابة والتابعين وكعب الأحبار، ولم يرد فيه بصدد الرايات السود إلاّ سبع روايات نقلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ۴، وستّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام ۵، وخمس عن الإمام الباقر عليهالسلام ۶ ؛ أي أنّ ۲۵ بالمئة من الأخبار منقولة عن المعصومين عليهمالسلام.
1.. سنن الترمذي: ج ۴ ص ۵۳۱ ح ۲۲۶۹.
2.. المستدرك على الصحيحين: ج ۴ ص ۵۱۰ ح ۸۴۳۲ و ص ۵۴۷ ح ۸۵۳۱.
3.. المصدر السابق: ج ۴ ص ۵۱۱ ح ۸۴۳۲.
4.. الفتن : ج ۱ ص ۲۰۲ ح ۵۵۱ و ص ۲۰۳ ح ۵۵۲ و ص ۲۰۴ ح ۵۵۵ و ص ۲۰۵ ح ۵۵۸ و ص ۲۰۶ ح ۵۶۳ و ص ۲۱۳ ح ۵۸۴ و ص ۳۱۰ ح ۸۹۵.
5.. راجع: المصدر السابق: ج ۱ ص ۲۱۰ ح ۵۷۳ و ص ۲۱۶ ح ۵۹۵ و ص ۳۱۴ ح ۹۰۷ و ص ۳۱۶ ح ۹۱۲ و ص ۳۲۱ ح ۹۱۴ و ص ۳۴۴ ح ۹۹۶.
6.. راجع: المصدر السابق: ج ۱ ص ۲۰۷ ح ۵۶۶ و ص ۳۱۲ ح ۹۰۱ و ص ۳۱۴ ح ۹۰۹ و ص ۳۱۶ ح ۹۱۳ و ص ۳۲۲ ح ۹۲۱ و ص ۳۴۵ ح ۹۹۹.