وأكثر الأخبار تفصيلاً عن الرايات السود ذكرها السيّد ابن طاووس (ت۶۶۴ه) في كتاب التشريف بالمنن (الملاحم والفتن)، فنقل في هذا الموضوع عشرين خبراً عن مصادر أهل السنّة، وأكثرها مأخوذ من كتاب الفتن لابن حمّاد، وبعضها من الفتن لابن منادي والفتن للسليليّ.۱
جاء قسم من هذه النصوص في ذمّ الرايات السود، وقسمها الآخر في مدحها، وأشار بعضها إلى بني العبّاس، وبعضٌ إلى الإمام المهديّ عليهالسلام. وجلّ الروايات الموجودة تمثّل أقوال الصحابة أو كعب الأحبار، وقلّما جاء حديث يُسند إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام. ولم ينقل في هذا الكتاب رواية واحدة من مصادر الشيعة أو رواتهم.
ويسعنا القول في خلاصة المصادر الشيعيّة: إنّ المصادر الحديثيّة الرئيسة للشيعة لم تذكر الرايات السود كعلامة للظهور، والمصادر الأُخرى غالباً ما نقلت هذه النصوص عن طريق أهل السنّة، أو أنّها طرحت المسألة دون علاقة بالقيام المهدويّ.
۲. مصادر أهل السنّة
أقدم المصادر الحديثيّة المشهورة لأهل السنّة التي أُشير فيها إلى الرايات السود، هو مسند ابن حنبل (ت۲۴۱ه)، حيث نقل خبرين في الرايات السود الخراسانيّة عن أبي هريرة وثوبان۲، وخبر أبي هريرة لا يتعلّق بالإمام المهديّ عليهالسلام، ولكن رواية ثوبان ترتبط به.
وأورد ابن ماجة (ت۲۷۳ه) روايتين بصدد الرايات السود نقلاً عن عبد اللّه بن مسعود وثوبان۳، وقد ذكرهما في «باب خروج المهديّ»، ولكنّ نصّيهما لايشيران إلى قيام الإمام المهديّ عليهالسلام، والظاهر أنّ علاقتهما بالمهدويّة نتيجة لفهم ابن ماجة نفسه.