سَديرٍ، قالَ: كُنتُ أختَلِفُ إلى عَمرِو بنِ قَيسٍ المُلائِيِّ أتَعَلَّمُ مِنهُ القُرآنَ، وكانَ النّاسُ يَجيئونَهُ ويَسأَلونَهُ عَن هذَا الحَديثِ، حَتّى حَفِظتُهُ مِنهُ. فَحَدَّثَني عَمرُو بنُ قَيسٍ المُلائِيُّ، عَنِ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ، عَن إبراهيمَ، عَن أبي عُبَيدَةَ، عَن عَبدِ اللّهِ، قالَ:
أتَينا رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فَخَرَجَ إلَينا مُستَبشِرا يُعرَفُ السُّرورُ في وَجهِهِ، فَما سَأَلناهُ عَن شَيءٍ إلاّ أخبَرَنا، ولا سَكَتنا إلاَّ ابتَدَأَنا، حَتّى مَرَّت بِهِ فِتيَةٌ مِن بَني هاشِمٍ، فيهِمُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ، فَلَمّا أن رَآهُم خَثَرَ۱ لَهُم، وَانهَمَلَت عَيناهُ بِالدُّموعِ. فَقالوا لَهُ: يا رَسولَ اللّهِ، خَرَجتَ إلَينا مُستَبشِرا، نَعرِفُ السُّرورَ في وَجهِكَ، فَما سَأَلناكَ عَن شَيءٍ إلاّ أخبَرتَنا ولا سَكَتنا إلاَّ ابتَدَأتَنا، حَتّى مَرَّت بِكَ الفِتيَةُ، فَخَثَرتَ لَهُم، وَانهَمَلَت عَيناكَ !
فَقالَ صلىاللهعليهوآله: إنّا أهلُ بَيتٍ اختارَ اللّهُ عز و جل لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيا، وإنَّهُ سَيَلقى أهلُ بَيتي مِن بعَدي تَطريدا وتَشريدا فِي البِلادِ، حَتّى تَرتَفِعَ راياتٌ سودٌ مِنَ المَشرِقِ، فَيَسأَلونَ الحَقَّ فَلا يُعطَونَ، ويُقاتِلونَ فَيُنصَرونَ، فَيُعطَونَ الَّذي سَأَلوا، فَمَن أدرَكَهُم مِنكُم ـ أو مِن أبنائِكُم ـ فَليَأتِهِم ولَو حَبوا عَلَى الثَّلجِ، فَإِنَّها راياتُ هدىً، يَدفَعونَها إلى رَجُلٍ مِن أهلِ بَيتي، يَملَأُ الأَرضَ قِسطا وعَدلاً، كَما مُلِئَت جَورا وظُلما.۲
۱۰۲۵.الفتن: حَدَّثَنا عَبدُ اللّهِ بنُ مَروانَ، عَنِ العَلاءِ بنِ عُتبَةَ، عَنِ الحَسَنِ: أنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله ذَكَرَ بَلاءً يَلقاهُ أهلُ بَيتِهِ حَتّى يَبعَثَ اللّهُ رايَةً مِنَ المَشرِقِ سَوداءَ، مَن نَصَرَها نَصَرَهُ اللّهُ ومَن خَذَلَها خَذَلَهُ اللّهُ، حَتّى يَأتوا رَجُلاً اسمُهُ كَاسمي، فَيُوَلّيهِ أمرَهُم، فَيُؤَيِّدُهُ اللّهُ ويَنصُرُهُ.۳