كأَنّي بِقَومٍ قَد خَرَجوا بِالمَشرِقِ يَطلُبونَ الحَقَّ فَلا يُعطَونَهُ، ثُمَّ يَطلُبونَهُ فَلا يُعطَونَهُ، فَإِذا رَأَوا ذلِكَ وَضَعوا سُيوفَهُم عَلى عَواتِقِهِم، فَيُعطَونَ ما سَأَلوهُ فَلا يَقبَلونَهُ حَتّى يَقوموا، و لا يَدفَعونَها إلاّ إلى صاحِبِكُم، قَتلاهُم شُهَداءُ، أما إنّي لَو أدرَكتُ ذلِكَ لاَستَبقَيتُ نَفسي لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ.۱
بعض الأحاديث المذكورة ليست ذات سند معتبر، ولكنّ ضعف السند لا يعني عدم صدورها عن أهل البيت عليهمالسلام، فمفادها مقبول نظراً إلى تطابق مضامينها مع القرآن الكريم والأحاديث المتواترة والقطعيّة، ومع حكم العقل البديهيّ في وجوب مكافحة الظلم وحرمة التسليم لحكم الظالم.
خلاصة البحث
فيما يلي خلاصة لما تقدّم:
۱ ـ لا تختصّ وجوب المحاولة لتشكيل حكومة إسلاميّة بعصر ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام وحضوره، بل من أهمّ وظائف المسلمين وخصوصاً شيعة أهل البيت عليهمالسلام هو السعي لتأسيس حكومة دينيّة ؛ نظراً لضرورة إجراء الأحكام الإسلاميّة في جميع الأزمنة، وكذلك التمهيد لحكومة الإسلام العالميّة بقيادة إمام العصر عليهالسلام.
۲ ـ لا تعني الأحاديث الناهية عن القيام أنّ أهل البيت عليهمالسلام يخالفون السعي من أجل استقرار حكومة الصالحين، كما لا تعني أيضاً الخضوع لسيطرة الحكّام الجائرين والفاسدين ؛ بل تعني أنّه لا ينبغي لشيعة أهل البيت عليهمالسلام التعاون مع انتفاضات يقودها أشخاص غير صالحين ؛ كأبي مسلم الخراسانيّ أو من يدّعي المهدويّة كذباً، كما لا ينبغي لهم القيام قبل توفّر الأرضيّات اللاّزمة.
۳ ـ على فرض صحّة أسانيد الأحاديث الناهية عن القيام والقبول بدلالتها على وجوب