149
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الحسن (شهيد فخّ) وأصحابه، صلّى وبكى ثمّ قال:

نَزَلَ عَلَيَّ جَبرَئيلُ لَمّا صَلَّيتُ الرَّكعَةَ الأُولى، فَقالَ: إنَّ رَجُلاً مِن وُلدِكَ يُقتَلُ في هذَا المَكانِ، وأجرُ الشَّهيدِ مَعَهُ أجرُ شَهيدَينِ۱.۲

وجاء في حديث آخر أنّه جرى عند الإمام الصادق عليه‏السلام حديث عن الخارجين من بين أهل البيت عليهم‏السلام، فقال الإمام عليه‏السلام:

لا أزالُ أنَا وشيعَتي بِخَيرٍ ما خَرَجَ الخارِجِيُّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ولَوَدِدتُ أَنَّ الخارِجِيَّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَرَجَ وعَلَيَّ نَفَقَةُ عِيالِهِ.۳

و من هذه الأحاديث يمكن استنتاج أمرين مهمّين:

۱ ـ المراد من الأحاديث التي تخطّئ الثورات السابقة لظهور القائم من آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هي الثورات الناشئة عن أهواء نفسيّة.

۲ ـ ليس من الضروريّ لإثبات شرعيّة الثورة أن يعلم الثائر علم اليقين أنّه سيفلح في تشكيل حكومة الحقّ، بل يكفي لإثباتها كسر هيبة الحكّام الجائرين وأُبّهتهم، أو إشغال أذهانهم سياسيّاً وعسكريّاً للحيلولة دون فرض سلطتهم على المجتمع الإسلاميّ.

القسم الثالث: الأحاديث التي تُخبر بظهور انتفاضة ناجحة تسبق قيام إمام العصر عليه‏السلام وتعتبرها ممهّدة لقيامه ولعولمة الثورة الإسلاميّة. ونشير إلى حديثين في هذا المجال:

روى عبد اللّه‏ بن الحارث عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، أنّه قال:

يَخرُجُ ناسٌ مِنَ المَشرِقِ، فَيُوَطِّئونَ لِلمَهدِيِّ عليه‏السلام ـ يَعني سُلطانَهُ ـ.۴

ونقل أبو خالد الكابليّ عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

1.. مقاتل الطالبيّين: ص ۲۹۰، بحار الأنوار: ج ۴۸ ص ۱۷۰.

2.. نُقلت أحاديث أُخرى في تأييده عن الأئمّة: الصادق والإمام الكاظم والإمام الجواد عليهم‏السلام راجع: تهذيب المقالفي تنقيح كتاب رجال النجاشيّ .

3.. مستطرفات السرائر: ص ۴۸ ح ۴، بحار الأنوار: ج ۴۶ ص ۱۷۲ ح ۲۱.

4.. راجع: ص ۱۲۵ ح ۱۰۱۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
148

ونَزَلنا وصَلَّينا، فَلَمّا فَرَغنا مِنَ الصَّلاةِ، عَطَفتُ عَلَى الجِداءِ فَعَدَدتُها فَإِذا هِيَ سَبعَةَ عَشَرَ.۱

وروي في كتاب دعائم الإسلام عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

إذَا اجتَمَعَ لِلإمامِ عِدَّةُ أهلِ بَدرٍ ثَلاثُمِئَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ، وَجَبَ عَلَيهِ القيامُ وَالتَّغييرُ.۲

وعلى الرغم من ضعف أسانيد هذه الأحاديث، إلاّ أنّ مضمونها مطابق للقرآن الكريم ويمكن القبول به.

القسم الثاني: أحاديث مؤّدة لبعض الحركات في عصر الأئمّة عليهم‏السلام، مثل: قيام زيد بن عليّ بن الحسين عليهم‏السلام. وفيما يلي أربعة نماذج منها:

نقل الكلينيّ في حديث صحيح السند عن عيص بن قاسم عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه ندّد بالحركات الباطلة المعاصرة له، وقال:

لا تَقولوا: خَرَجَ زَيدٌ، فَإنَّ زَيداً كانَ عالِماً وكانَ صَدوقاً، ولَم يَدعُكُم إلى نَفسِهِ، إنّما دَعاكُم إلَى الرِّضا مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ولَو ظَهَرَ لَوَفى بِما دَعاكُم إلَيهِ، إنّما خَرَجَ إلى سُلطَانٍ مُجتَمِعٍ لِيَنقُضَهُ.۳

ونقل ابن أبي عبدون عن الإمام الرضا عليه‏السلام:

إنَّهُ كانَ مِن عُلَمَاءِ آلِ مُحَمَّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، غَضِبَ لِلّهِ عز و جل فَجاهَدَ أعداءَهُ حَتّى قُتِلَ في سَبيلِهِ، ولَقَد حَدَّثَني أبي مُوسَى بنُ جَعفَرٍ عليه‏السلام أنَّهُ سَمِعَ أباهُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام يَقولُ: رَحِمَ اللّه‏ُ عَمّي زَيداً، إِنَّهُ دَعا إلَى الرِّضا مِن آلِ مُحَمَّد، ولَو ظَفِرَ لَوَفى بِما دَعا إِلَيهِ.۴

ونُقل في حديث أنّه لمّا مرّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بفخّ، وهو موضع استشهاد حسين بن عليّ بن

1.. الكافي: ج ۲ ص ۲۴۲ ح ۴، بحار الأنوار: ج ۴۷ ص ۳۷۲ ح ۹۳ .

2.. بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۹ ح ۱۸ نقلاً عن دعائم الإسلام: ج ۱ ص ۳۴۲، ويوجد في نسختنا: «للإسلام» بدلاًمن «للإمام».

3.. الكافي: ج ۸ ص ۲۶۴ ح ۳۸۱، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۳۰۲ ح ۶۷.

4.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: ج ۱ ص ۲۴۹ ح ۱ ، بحار الأنوار: ج ۴۶ ص ۱۷۴ ح ۲۷.

تعداد بازدید : 11358
صفحه از 416
پرینت  ارسال به