وروى أبو عطاء قال:
خَرَجَ أنّ أميرُ المُؤِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهالسلام مَحزونا يَتَنَفَّسُ، فَقالَ:
كَيفَ أنتُم وزَمانٌ قَد أظَلَّكُم، تُعَطَّلُ فيهِ الحُدودُ، ويُتَّخَذُ المالُ فيهِ دُوَلاً، ويُعادى أولِياءُ اللّهِ، ويُوالى أعداءُ اللّهِ!؟
قُلنا: فَإن أدرَكنا الزَّمانَ فَكَيفَ نَصنَعُ؟
قالَ: كونوا كَأَصحابِ عيسى: نُشِروا بِالمَناشِرِ وصُلِبوا عَلَى الخُشُبِ! مَوتٌ في طاعَةِ اللّهِ عز و جل خَيرٌ مِن حَياةٍ في مَعصِيةَ اللّهِ.۱
ونقل ابن عبّاس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أيضاً:
سَيَكونُ اُمَراءُ تَعرِفونَ وَ تُنكِرونَ۲، فَمَن نابَذَهُم نَجا، ومَنِ اعتَزَلَهُم سَلِمَ، ومَن خالَطَهُم هَلَكَ.۳
وقال سدير الصيرفي في حديث آخر:
دَخَلتُ عَلَى أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام فَقُلتُ لَهُ: وَاللّهِ ! ما يَسَعُكَ القُعودُ. فَقالَ: ولِمَ يا سَديرُ؟ قُلتُ: لِكَثرَةِ مَواليكَ وشيعَتِكَ وأنصارِكَ، وَاللّهِ ! لَو كانَ لِأَميرِ المُؤِنينَ عليهالسلام ما لَكَ مِنَ الشّيعَةِ وَالأَنصارِ وَالمَوالي ما طَمِعَ فيه تَيمُ ولا عَدِيُّ!
فَقالَ: يا سَديرُ، وكَم عَسى أن يَكونوا؟ قُلتُ: مِئَةَ ألفٍ، قالَ: مِئَةَ ألفٍ؟! قُلتُ: نَعَم، ومِئَتَي ألف، قالَ: مِئَتَي ألفٍ؟ قُلتُ: نَعَم ونِصفَ الدُّنيا.
قالَ: فَسَكَتَ عَنّي، ثُمَّ قالَ: يَخِفُّ عَلَيكَ أن تَبلُغَ مَعَنا إلى يَنبُعَ۴؟ قُلتُ: نَعَم... فَسِرنا حَتّى صِرنا إلى أرضٍ حَمراءَ، ونَظَرَ إلى صَبِيٍّ يَرعى جِداءً، فَقالَ: وَاللّهِ يا سَديرُ! لَو كانَ لي شيعَةٌ بِعَدَدِ هذِهِ الجِداءِ ما وَسِعَنِي القُعودُ.