عَظيمَةٌ بِها تُقامُ الفَرائِضُ، وَتَأمَنُ المَذاهِبُ، وتَحِلُّ المَكاسِبُ، وتُرَدُّ المَظالِمُ، وتُعمَرُ الأَرضُ، ويُنتَصَفُ مِنَ الأَعداءِ، ويَستَقيمُ الأَمرُ، فَأَنكِروا بِقُلوبِكُم، وَالفِظوا بِأَلسِنَتِكُم، وصُكّوا بِهَا جِباهَهُم ولا تَخافوا فِي اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ، فَإنِ اتَّعَظوا وإلَى الحَقِّ رَجَعوا فَلا سَبيلَ عَلَيهِم، «إِنّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ الناسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»۱، هُنالِك فَجاهِدوهُم بِأَبدانِكُم، وَأَبغِضوهُم بِقُلوبِكُم، غَيرَ طالِبينَ سُلطاناً، ولا باغينَ مالاً، ولا مُريدينَ بِظُلمٍ ظَفَراً ؛ حَتّى يَفيئوا إِلى أَمرِ اللّهِ ويَمضوا عَلى طاعَتِهِ.۲
كما ورد في حديث عن يحيى الطويل عن الإمام الصادق عليهالسلام، أنّه قال:
ما جَعَلَ اللّه عز و جل بَسطَ اللِّسانِ وكَفَّ اليَدِ، وَلكِن جَعَلَهُما يُبسَطانِ مَعاً ويُكَفّانِ مَعاً.۳
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: إنّي سمعت عليّاً عليهالسلام يقول يوم لقينا أهل الشام:
أَيُّها المُؤمِنونَ! إِنّهُ مَن رَأى عُدواناً يُعمَلُ بِهِ ومُنكراً يُدعى إلَيهِ، فَأنكَرَهُ بِقَلبِهِ، فَقَد سَلِمَ وبَرِئَ، ومَن أَنكَرَهُ بِلِسانِهِ فَقَد اُجِرَ، وهُوَ أفضَلُ مِن صاحِبِهِ، ومَن أنكَرَهُ بِالسَّيفِ لِتَكونَ كلِمَةُ اللّهِ هِيَ العُليا وكَلِمَةُ الظّالِمينَ هِيَ السُّفلى، فَذلِكَ الَّذي أصابَ سَبيلَ الهُدى، وقامَ عَلَى الطَّريقِ ونُوِّرَ في قَلبِهِ اليَقينُ.۴
وفي حديث آخر رواه بكر بن محمّد عن الإمام الصادق عليهالسلام:
أَيُّهَا النّاسُ! آمِروا (مُروا) بِالمَعروفِ، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ؛ فَإِنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ لَم يُقَرِّبا أجَلاً، ولَم يُباعِدا رِزقاً.۵
ولا شكّ في أنّ مدلول أحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ التي مرّ عدد ضئيل