143
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

متواتر. وفيما يلي عدّة نماذج منها:

روى محمّد بن عرفة عن الإمام الرضا عليه‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال:

إذا أُمَّتِي تَواكَلَتِ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ، فَليَأذَنوا بِوِقاعٍ مِنَ اللّه‏ِ تَعالى.۱

وفي حديث آخر روى مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

قالَ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ اللّه‏َ عز و جل لَيُبغِضُ المُؤِنَ الضَّعِيفَ الَّذي لا دِينَ لَهُ. فَقيلَ لَهُ: و مَا المُؤِنُ الَّذي لا دِينَ لَهُ؟ قالَ: الَّذي لا يَنهى عَنِ المُنكَرِ.۲

ونقل محمّد بن عرفة في حديث آخر عن الإمام الرضا عليه‏السلام:

لَتَأمُرُنَّ بِالمَعروفِ ولَتَنهُنَّ عَنِ المُنكَرِ، أو لَيُستَعمَلَنَّ عَلَيكُم شِرارُكُم، فَيَدعو خِيارُكُم فَلا يُستَجابُ لَهُم.۳

ونقل جابر أيضاً في حديث عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ قَومٌ... لا يوجِبونَ أَمراً بِمَعروفٍ ولا نَهياً عَن مُنكَرٍ إِلاّ إِذا أَمِنُوا الضَّرَرَ، يَطلُبونَ لِأَنفُسِهِمُ الرُّخَصَ وَالمَعاذِيرَ، يَتَّبِعونَ زَلاّتِ العُلَماءِ و فَسادَ عَمَلِهِم، يُقبِلونَ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وما لا يَكلِمُهُم في نَفسٍ ولا مالٍ، ولَو أَضَرَّتِ الصَّلاةُ بِسائِرِ ما يَعمَلونَ بِأَموالِهِم وأَبدانِهِم لَرَفَضوها كما رَفَضوا أَسمَى الفَرائِضِ وأَشرَفَها.

إِنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَ النَّهيَ عَنِ المُنكَرِ فَريضَةٌ عَظيمَةٌ بِها تُقامُ الفَرائِضُ؛ هُنالِكَ يَتِمُّ غَضَبُ اللّه‏ِ عز و جل عَلَيهِم فَيَعُمُّهُم بِعِقابِهِ، فَيَهلِك الأَبرارُ في دارِ الفُجّارِ، وَالصِّغارُ في دارِ الكبارِ.

إِنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَ النَّهيَ عَنِ المُنكَرِ سَبِيلُ الأَنبِياءِ، ومِنهاجُ الصُّلَحاءِ، فَريضَةٌ

1.. الكافي: ج ۵ ص ۵۹ ح ۱۳، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۱۷۷ ح ۳۵۸، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۸۴.

2.. الكافي: ج ۵ ص ۵۹ ح ۱۵.

3.. الكافي: ج ۵ ص ۵۶ ح ۳ ، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۱۷۶ ح ۳۵۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
142

«كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلناسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ»۱.

تعتبر هذه الآيات وما ناظرها۲ أنّ الوظيفة العامّة للأُمّة الإسلاميّة وأبرز خصائصها، هي سعيها لتطبيق القيم الاعتقاديّة والأخلاقيّة والعمليّة، ومكافحة أنواع الظلم والفساد والدمار، ولا شكّ في أنّها لا تختصّ بزمان معيّن.

وفي القرآن كذلك آيات كثيرة تدعو المجتمع الإسلاميّ إلى الكفاح والجهاد في سبيل اللّه‏، مثل:

«فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَْخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا* الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِن كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا»۳.

فهذه الآيات وما شابهها تدعو المسلمين إلى القتال في سبيل اللّه‏، وجليّ أنّ المقصود من سبيل اللّه‏ هو استقرار النظام الإسلاميّ وتحقيق القيم ومكافحة أنواع الجرائم والمفاسد والفوضى، فهذه الآيات إذن لاتختصّ بزمان معيّن أيضاً.

ثانيا: التعارض مع السنّة

أكّدت سنّة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأحاديث أهل البيت عليهم‏السلام ـ إضافة إلى الآيات القرآنيّة ـ على موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكافحة الفساد في جميع الأزمنة وبنحو

1.. آل عمران: ۱۱۰.

2.. راجع: سورة التوبة: الآيتان ۷۱ و ۱۱۲.

3.. النساء: ۷۴ ـ ۷۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10552
صفحه از 416
پرینت  ارسال به