قد حانت لتشكيل الحكومة الموعودة لأهل البيت عليهمالسلام، ولكن عندما رأى الإمام الصادق عليهالسلام خطأ استنتاجهم، أكّد بتعابير شتّى على أنّ حكومة أهل البيت عليهمالسلام العالميّة لها علامات لم تتحقّق، وينبغي الانتظار على شيعتهم.
وعلى هذا الأساس فليس معنى مثل هذه الأحاديث الخضوع لحكومة الجبابرة ومعارضة أيّ محاولة لتشكيل حكومة الصالحين إلى حين ظهور علامات حكومة أهل البيت عليهمالسلام العالميّة، بل معناها عدم اشتراك الشيعة في حركات مثل قيام أبي مسلم الخراسانيّ.
۲ ـ هنالك مسألة أُخرى تسترعي الانتباه في الأحاديث المذكورة ـ إضافة إلى التحذير من الانتفاضات المنبعثة عن دوافع نفسيّة وتحت شعار إقامة العدل والقيم الإسلاميّة ـ هي تسليط الأضواء على قيام الإمام المهديّ عليهالسلام والتعريف بمن يدّعي المهدويّة كذباً۱ ؛ أي أنّ كلّ من يقوم باسم الإمام قبل بيان علامات ظهوره فهو طاغوت، وحركته باطلة ومحكوم عليها بالهزيمة.
۳ ـ تنبّأت المجموعة الرابعة من الأحاديث بأنّ من قام من أهل البيت عليهمالسلام قبل ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام فسوف تُهزم حركته، ويسبّب المزيد من الحزن لأهل البيت عليهمالسلام.
وينبغي القول في تقييم هذه النبوءات:
أوّلاً: تختصّ هذه النبوءات ـ كما صُرّح في نصوص الأحاديث ـ بأهل البيت عليهمالسلام ؛ بمعنى أنّ أيّ إمام من الأئمّة يقوم قبل الإمام المهديّ عليهالسلام فلن تنجح حركته.
ثانياً: لايمكن القبول بعدم جدوى الحركات التي تسبق القيام المهدويّ ؛ نظراً إلى قيام سيّد الشهداء وقيام زيد.
ثالثاً: أثبتت موفّقيّة الثورة الإسلاميّة في إيران على الصعيد العملي، أنّ النبوءات الآنفة