15
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

بشّدة، فمن جهة كانت تخاف، ومن جهة أُخرى تقول: لقد أُعطيت مرادي. بعدها قالت للمرحومة ربابة: هل تريدين أن أُنادي إمام الزمان لينقذني؟ فوضعت يدها اليمنى في أُذنها وصاحت: يا إمام الزمان، أدركني.

فحضر القائم عليه‏السلام فوراً يرافقه عدد كبير من السادة وهم يتهامسون، فوضعت السيّدة نك صفت يدها على صدرها إجلالاً وتعظيماً وهي تقول ثلاث مرّات: السلام عليك يا إمام الزمان، أنقذني من شرّ هذه الأفعى. فأشار إمام الزمان عليه‏السلام بسبّابته، واختفت الأفعى مباشرة، ثمّ قال للسيّدة المذكورة: في أيّ وقت تناديني سأُلَبّي نداءك. ثمّ استيقظت من النوم.

وفي صباح اليوم التالي قصّت عليّ رؤتها، ولأهمّية الموضوع كتبت وسجّلت تعبيري لها بهذا النحو: إذا أصابك بلاء فيجب عليك التوسّل بالإمام المهديّ عليه‏السلام.

بعد شهرين تقريباً من هذه الرؤا، ابتُليت زوجتي بورم في البطن، وأخذ بالتزايد التدريجيّ بدون ألم حتّى وصل حدّاً [تبدو فيه] وكأنّها حامل.

ونحن على هذا الحال، وفي بداية سنة ۱۳۵۷ه عيّنتني الشركة المركزيّة مديراً لدائرة القطن والصوف والجلود في الأهواز، فاضطررت إلى السفر مع زوجتي المريضة، وبعد دخول مدينة الأهواز ازداد ورم بطنها شيئاً فشيئاً، وأدخلتها المستشفى بعد عدّة أشهر؛ لأنّها لم تعد قادرة على الحركة وبدأت الآلام تتناوشها، حيث مرّت على حالتها هذه أكثر من تسعة أشهر، فجاءت القوابل والأطبّاء وشكّلوا لجنة طبّية ولم يشخّصوا مرضها، وقالت القوابل: إنّ في بطنها توأمين ميّتين. وأخيراً وصل ورم بطنها إلى خمسين سنتمتراً، وعجز الأطبّاء عن معالجتها، وأجابوها بالنفي.

فهم القضية المرحوم صولة السلطنة الهزارَئي الذي كان يراجع دائرة القطن والجلود في الأهواز، وبتوسّط رئيس شركة نفط الأهواز السيّد قوّامي، دعا الطبيبَ الإنكليزي كنكو مدير مستشفى عبادان لفحص المريضة، فجاء إلى دارنا في يوم الخميس الرابع عشر من شعبان المعظّم سنة ۱۳۵۷ه، وما أن وقعت عيناه على


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
14

بإرشاده۱، وطلبت منه إن كان لديه قصّة أُخرى مشابهة فليتفضّل ببيانها، فأشار إلى كرّاس وقال: القصّة التي يشتمل عليها هذا الكرّاس لا شبهة فيها أيضاً، وأنا أثقّ بها، وزوّدوني بنسخة منها.

في هذا الكرّاس ذكر السيّد أحمد شطاري مقدّمة له، ثمّ حكى قصّة نيل زوجته للشفاء بتوسّلها بإمام العصر عليه‏السلام، وفيما يلي نصّها:

أرسلتني الشركة المركزية لشراء القطن والصوف والجلود إلى مدينة ساوة، ودخلتها سنة ۱۳۵۳ه، وبعد مضيّ عام واحد، بدأت زوجتي برؤة أحلام نورانيّة، فكانت تقصّها عليّ وأنا أُفسّرها لها، ومن تلك الأحلام الروحانيّة ما رأته في نهاية سنة ۱۳۵۶ه.

فقد شاهدت في ليلة جمعة أنّها تمشي في صحراء حتّى وصلت إلى غرفة كبيرة بُنيت في وسطها، واجتمع فيها جميع أفراد أُسرتها الأموات والأحياء وهم مشغولون بتناول الغذاء، وأبصرت في منتصف تلك الجموع إحدى السيّدات المتوفّيات من أقاربها، فأخذت بيدها وذهبت خارج الغرفة للتنزّه، ووصلا إلى جسر غاية في الكبر، قالت السيّدة نك صفت للسيّدة ربابة: من يجتاز هذا الجسر فسيعبر صراط الآخرة. وعبرتا ذلك الجسر معاً، ووصلتا إلى أرض واسعة خضراء مثمرة، ومياه عذبة جارية، وبساتين زاهية لايوجد نظير لها في الدنيا، ودخلتا بستاناً تظهر جذور أشجاره على الأرض، وتلمع مثل البلّور، وتتدلّى منها عناقيد لؤؤنظير عناقيد العنب، ولها أوراق صغيرة خضراء، وتظهر في وسط إحدى الأشجار أفعى بيضاء تتحرّك على فروعها.

فقالت السيّدة نك صفت لنفسها: إذا أُعطيت مرادي آخذ هذه الأفعى البيضاء في مئزري تحت الشجرة.

حينئذٍ سقطت تلك الأفعى في مئزرها، فلمّت المئزر بيدها اليسرى وأمسكت به

1.. راجع: ص ۸ (تشرّف عبد الرحيم بلورساز بلقاء الإمام).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11388
صفحه از 416
پرینت  ارسال به