لَيسَ مِنّا أهلَ البَيتِ أَحَدٌ يَدفَعُ ضَيماً ولا يَدعو إِلى حَقٍّ إِلاّ صَرَعَتهُ البَلِيَّةُ، حَتّى تَقومَ عِصابَةٌ شَهِدَت بَدراً، لا يُوارى قَتيلُها ولا يُداوى جَريحُها.۱
وذكر الراوي في نهاية الحديث بأنّ مراد الإمام الباقر عليهالسلام من هذه العصابة هي الملائكة.
وكذلك حديث متوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عليهالسلام، حيث قال:
ما خَرَجَ ولا يَخرُجُ مِنّا أهلَ البَيتِ إِلى قِيامِ قائِمِنا أَحَدٌ لِيَدفَعَ ظُلماً أَو يَنعَشَ حَقّاً إلاّ اصطَلَمَتهُ البَلِيَّةُ، وكانَ قِيامُهُ زِيادَةً في مَكروهِنا وشيعَتِنا.۲
على الرغم من أنّ أحاديث هذا القسم لم تنه عن القيام قبل ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام، ولكنّ ظاهرها يرى بطلان مثل هذه الثورات ؛ لأنّها عقيمة لانتيجة فيها، وتنتهي إلى الهزيمة فحسب، بل ويغدو صاحبها أُلعوبةً بيد السياسيّين، ويضاعف ما يؤل إليه مصيره مع أصحابه من أحزان أهل البيت عليهمالسلام.
دراسة ونقد للأحاديث الناهية عن القيام
ينبغي في نقد و تقييم هذه الأحاديث دراسة أسانيدها أوّلاً، ثمّ دراسة مضامينها ثانيا، وبعد ذلك يتمّ عرض هذه المضامين على المعايير الأُصوليّة لنقد وتقييم الحديث.
أ ـ تقييم أسانيد الأحاديث
كثير من الأحاديث الآنفة ليست معتبرة من حيث السند۳، ولكنّ الأمر المهمّ أنّه على فرض صحّة أسانيد جميع هذه الأحاديث، فالمراد منها قطعاً ليس ما يُفهم في الوهلة الأُولى. وسنوضّح ذلك في تقييم مضامينها.