137
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

الثالث: الأحاديث الدالّة على وجوب التقيّة وبخاصّة قبل قيام الإمام المهديّ عليه‏السلام، ومقتضاها حرمة القيام. وهنا روايتان إحداها عن حسين بن خالد، والثانية عن محمّد بن عمارة، وهما كما يلي:

روى الشيخ الصدوق بسنده عن حسين بن خالد، عن الإمام الرضا عليه‏السلام، أنّه قال:

لا دينَ لِمَن لا وَرَعَ لَهُ، ولا إيمانَ لِمَن لا تَقِيَّةَ لَهُ، إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللّه‏ِ أعمَلُكُم بِالتَّقِيَّةِ... إلى يَومِ الوَقتِ المَعلومِ؛ وهُوَ يَومُ خُروجِ قائِمِنا أهلَ البَيتِ، فَمَن تَرَك التَّقِيَّةَ قَبلَ خُروجِ قائِمِنا فَلَيسَ مِنّا.۱

وروى الشيخ الصدوق عن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن الإمام الصادق عليه‏السلام، أنّه قال:

المُؤِنُ مُجاهِدٌ؛ لِأنَّهُ يُجاهِدُ أَعداءَ اللّه‏ِ تَعالى في دَولَةِ الباطِلِ بِالتَّقِيَّةِ، وفي دَولَةِ الحَقِّ بِالسَّيفِ.۲

ربّما يستفاد من مثل هذه الأحاديث عدم الجواز المطلق للقيام المسلّح في الحكومات الباطلة. وبناء عليه ينبغي لشيعة أهل البيت عليهم‏السلام أن يستسلموا للحاكم الجائر إلى ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام.

الرابع: وأمّا مفاد أحاديث هذا القسم فهو التنبّؤبفشل جميع الثورات السابقة للقيام المهدويّ، مثل: الحديث المرفوع عن ربعيّ بن عبد اللّه‏ بن جارود، عن الإمام زين العابدين عليه‏السلام، حيث قال:

وَاللّه‏ِ! لا يَخرُجُ واحِدٌ مِنّا قَبلَ خُروجِ القائمِ عليه‏السلام إلاّ كانَ مَثَلُهُ مَثَلُ فَرخٍ طارَ مِن وَكرِهِ قَبلَ أن يَستَوِيَ جَناحاهُ، فَأَخَذَهُ الصِّبيانُ فَعَبَثوا بِهِ.۳

وكذلك حديث أبي الجارود زياد بن المنذر الذي قال: سمعت الإمام الباقر عليه‏السلام يقول:

1.. راجع: ج ۶ ص ۱۷۰ ح۱۷۸۷ .

2.. علل الشرائع: ج ۲ ص ۴۶۷ ح ۲۲، بحار الأنوار: ج ۶۷ ص ۱۷۲.

3.. الكافي: ج ۸ ص ۲۶۹ ح ۳۸۲. ونقل المضمون ذاته في كتاب الغيبة للنعمانيّ : ص ۲۰۶ ح ۱۴ عن الإمامالباقر عليه‏السلام.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
136

الكلينيّ عن سدير، وفيه خاطبه الإمام الصادق عليه‏السلام قائلاً:

يا سَديرُ! الزَم بَيتَك وَكُن حِلساً مِن أحلاسِهِ، وَاسكُن ما سَكنَ اللَّيلُ وَالنهارُ، فَإذا بَلَغَكَ أنّ السُّفيانِيَّ قَد خَرَجَ فَارحَل إلَينا ولَو عَلى رِجلِكَ.۱

وفي حديث آخر رواه الكلينيّ عن عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال:

خَمسُ عَلاماتٍ قَبلَ قِيامِ القائِمِ: الصَّيحَةُ، وَالسُّفيانيُّ، وَالخَسفُ۲، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكيَّةِ، وَاليَمانِيُّ. فقُلتُ: جُعلِتُ فِداك، إن خَرَجَ أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِك قَبلَ هذِهِ العَلاماتِ أنَخرُجُ مَعَهُ؟ قالَ: لا.۳

وفي رواية أُخرى عن أحداث أبي مسلم الخراسانيّ ورسالته للإمام الصادق عليه‏السلام، قال الإمام عليه‏السلام مخاطباً الفضل بن الكاتب عن العلامات في أثناء القيام:

لا تَبرَحِ الأَرضَ يا فَضلُ حَتّى يَخرُجَ السُّفيانِيُّ، فَإِذا خَرَجَ السُّفيانِيُّ فَأَجيبوا إلَينا ـ يَقولُها ثَلاثاً ـ و هُوَ مِنَ المَحتومِ.۴

وقال أبو بكر الحضرميّ في حديث آخر: دخلت أنا وأبان على أبي عبد اللّه‏ الصادق عليه‏السلام وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى؟ فقال:

اِجلِسوا في بُيوتِكم، فَإِذا رَأَيتُمونا قَدِ اجتَمَعنا عَلى رَجُلٍ، فَانهَدوا إلَينا بِالسِّلاحِ.۵

وظاهر هذه الأحاديث يدلّ على عدم تحمّل شيعة أهل البيت عليهم‏السلام لأيّ مسؤليّة في الخروج قبل مشاهدة علامات ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، بل عليهم الجلوس في البيت وعدم التعاون مع المتمرّدين.

1.. الكافي: ج ۸ ص ۲۶۴ ح ۳۸۳، وسائل الشيعة: ج ۱۱ ص ۳۶ ح ۱ و ۳ و ص ۲۷ ح ۵ و ۷ ـ ۸ و ص ۳۹ ح ۱۴ وص ۴۰ ح ۱۶ و راجع هذه الموسوعة: ج ۵ ص ۲۸ ح ۱۱۶۴.

2.. يُخسف بجيش السفيانيّ في صحراء شاسعة بين مكّة والمدينة المنوّرة بدايتها بعد ميقات ذي الحليفة.

3.. راجع: ج ۵ ص ۹۰ ح ۱۲۷۸.

4.. راجع: ج ۵ ص ۱۰ ح ۱۱۲۶.

5.. الغيبة للنعمانيّ : ص ۱۹۷ ح ۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11399
صفحه از 416
پرینت  ارسال به