133
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

والواعين من العملاء، أكثر ضرراً من غيرهم، وما تزال كذلك.

فإذا أردت أن تقول في بداية الجهاد الإسلاميّ: إن الشاه خائن، ستسمع مباشرة جواب: الشاه شيعيّ ! وبثّ فكرة «الشاه ظلّ اللّه‏» و «لا يمكن الوقوف بوجه المدافع والدبّابات باللحم والجلد» و «نحن لسنا مكلّفين بالجهاد والنضال» و «من المسؤل عن دماء المقتولين؟»! والأكثر تفتيتاً هو الشعار الضالّ «الحكومة باطلة قبل ظهور الإمام عليه‏السلام»، وآلاف الشكوك الأُخرى، كلّها كانت مشاكل عظيمة ومرهقة لايمكن التصدّي لها و مجابهتها بالنصيحة والنضال السلبيّ والتبليغ، وكان السبيل الوحيد هو الجهاد والتضحية والدم.۱

شواهد النظرية الثانية

ينبغي هنا أن نذكر بإجمال الأحاديث المستفادة كشاهد ودليل على النظريّة الثانية (اختصاص تشكيل حكومة دينيّة بعصر الحضور) مع تقديم التوضيحات اللاّزمة:

أوّلاً: أحاديث انتشار الظلم قبل ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام

المجموعة الأُولى من الأحاديث التي يمكن الاستفادة منها كشاهد على النظريّة الثانية هي ما تؤّد على ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام حينما يمتلئ العالم ظلماً وجوراً.۲

واستنادا إلى هذه الأحاديث يعدّ انتشار الظلم مقدّمة لظهور الإمام الغائب عليه‏السلام. وبناءً عليه ربّما يُستفاد منها أنّ كلّ خطوة في سبيل مكافحة الظلم واستتباب العدل في المجتمع تعني القضاء على مقدّمة ظهور الإمام، ونتيجتها تأخير الظهور، ولهذا لاينبغي لمنتظري ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام الإقدام على فعل أدنى شيء في سبيل إصلاح الفوضى واستقرار العدل في المجتمع، بل على العكس يتوجّب عليهم الإعانة على انتشار الظلم والفساد في العالم لتتسارع وتيرة ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام !

1.. صحيفه إمام بالفارسيّة: ج ۲۱ ص ۲۷۸ (پيام إمام به مراجع إسلام ۳/۱۲/۱۳۶۷ش) .

2.. راجع: ج ۵ ص ۱۱۴ (القسم العاشر / الفصل الثاني / شموليّة الظّلم والجور) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
132

الإسلاميّة في عصر الغيبة كما هو الحال في عصر الحضور، ولا سبيل لأداء هذا الواجب إلاّ بتشكيل حكومة دينيّة، وبالطبع فإنّ هذا الأمر يقع على عاتق المجتهد الجامع لشروط القيادة۱ بالدرجة الأُولى في عصر الغيبة، وتتولّى هذه الحكومة مسؤليّة التمهيد للحكومة الإسلاميّة العالميّة بقيادة الإمام المهديّ عليه‏السلام.

۲. اختصاص تشكيل الحكومة بعصر الحضور

النظريّة الثانية هي: أنّ تشكيل الحكومة الدينيّة وإجراء الأحكام الإسلاميّة في المجتمع، أمر مختصّ بأهل البيت عليهم‏السلام ؛ أي أنّ الإسلام لا يملك خطّة لتشكيل الحكومة وإجراء الحدود الإلهيّة بعد عهد الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام عليّ عليه‏السلام وزمن قصير من إمامة الإمام الحسن عليه‏السلام حتّى ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، وليس المسلمون ـ وبخاصّة شيعة أهل البيت عليهم‏السلام ـ مكلّفين بالسعي لتشكيل حكم دينيّ وتطبيق الأحكام الإلهيّة، وواجبهم الوحيد هو أداء التكاليف الفرديّة. وبعبارة أُخرى: فعلى الرغم من تسليمهم للمتسلّطين وحتّى أعداء الإسلام في القضايا المتعلّقة بالحكم، ولكن لايحقّ لهم مواجهتم ونضالهم! وبكلمة واحدة: السياسة منفصلة عن الدين في عصر غيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام.

قال الإمام الخمينيّ مشيراً إلى هذه النظريّة:

عندما يأس المستكبرون من القضاء على العلماء والحوزات العلميّة، اختاروا طريقين لضربهم، أحدهما: الإرهاب والعنف، والآخر: الخدعة والاختراق. وعُززت طرق الاختراق في القرن الحاضر بعدما فشل سلاح الإرهاب والعنف.

أوّل خطوة وأخطرها في هذا الصدد هو إلقاء شعار «فصل الدين عن السياسة»، وهذا السلاح أثّر ـ مع الأسف ـ في وسط علماء الدين إلى حدّ ما، حتّى اعتبر التدخّل في الشؤن السياسيّة دون شأن الفقيه، والخوض في معركة السياسيّين يجلب معه تهمة العمالة للأجانب... وكانت ضربات علماء الدين غير الواعين

1.. راجع: صحيفه امام: ج۲۱ ص ۲۷۸ پيام امام به مراجع اسلام ۳/۱۲/۱۳۶۷ ش.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10677
صفحه از 416
پرینت  ارسال به