والاجتماعيّة ـ في سبيل التمهيد لحكومة أهل البيت عليهمالسلام العالميّة. فلا يمكن إذن إنكار الدور الأساسيّ لتشكيل الحكومة تمهيداً للظهور.
وممّا لا ينبغي الغفلة عنه أنّ الإمكانيّات الدعويّة لا تكفي بمفردها لترويج معارف أهل البيت عليهمالسلام والتمهيد لحكومة إسلاميّة عالميّة، فوفقاً لإرشادات أهل البيت عليهمالسلام لابدّ من دعوة عمليّة ينهض بأعبائها من يدّعي الانتماء إليهم، وبخاصّة المنتسبين الرسميّين الذين تأسّست الحكومة باسمهم ؛ من أجل إيصال رسالة أهل البيت عليهمالسلام الثقافيّة. وينبغي الالتفات إلى أنّ الدعوة الإعلاميّة إذا لم ترافقها دعوة عمليّة، فربّما ولّدت نتائج معكوسة.
وعليه، فلا شكّ في أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ستكون مبشّراً بظهور إمام العصر عليهالسلام والحكومة الإسلاميّة العالميّة فيما لو استطاعت أن تعرض على العالم كفاءة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والاجتماعيّة والأمنيّة، وبخاصّة على الصعيد الثقافيّ والنمطيّة الحياتيّة.
وعلى هذا الأساس، ونظراً للمقدّمتين الآنفتين، تتّضح أهمّ واجبات شيعة أهل البيت عليهمالسلام، بل وظائف كلّ المعنيّين بالحكومة الإسلاميّة العالميّة، ومواجهة الحكّام الجبابرة في المجتمعات الإسلاميّة، وتشكيل حكومة تقوم على أساس الأحكام الإسلاميّة والقيم التي بيّنها أهل بيت الرسالة عليهمالسلام.۱
وأكبر المنظّرين في هذا المضمار هو الإمام الخمينيّ رحمهالله، فقد حطّم بقيادته ومقاومة الشعب الإيرانيّ وإيثار المجاهدين وتضحياتهم طلّسم الألفين والخمسمئة عام من حكم الجائرين لإيران، وشكّل فيها حكومة ترتكز على أساس القوانين الإسلاميّة.
تتّكئ هذه النظريّة على وجوب إقامة المسلمين ـ في نطاق إمكانيّاتهم ـ للأحكام