13
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

بأيّ شيء، فتصوّر المحيطون بي أنّه أُغشي عليّ، وبدؤوا برشّ الماء، فاستفقت وجلست هناك حتّى سكنت نفسي، وبقيت ساعة واحدة تقريباً حتّى أشرقت الشمس، وبعدها خرجت من المسجد، ولكنّي أكملت مشروع المجيء إلى مسجد جمكران حتّى الليلة الأربعين.

وعادت إليّ قدرتي على الكلام بعناية ورعاية المولى؛ ولهذا عندما رجعت إلى مشهد تعهّدت أن أُقدّم كلّ ما أملك، فتبرّعت إلى مؤّسة أنصار الحجّة الخيريّة التي يديرها السيّد سميعي بمكان كان لي في مقابل سوق الرضا باسم سوق موسى (الحاليّ)، وهو بمساحة عشرة آلاف متر بناءً، ومئة وثمانين شقة سكنية، ويتكوّن من خمس طبقات، الطبقتان الأرضيّتان منه محالّ تجاريّة في مئة وثمانين محلاًّ، مع كل [الإمكانيّات] التي يحتاجها الزوّار والمستأجرون.

أشكر اللّه‏ على نعمة «القدرة على الكلام» التي عادت إليّ، وعلى ما حظيت به من هذه الرحمة والسعادة [وهي التوفيق لزيارة مولاي].

سؤل: كيف كان مظهره؟

السيّد بلورساز: قامة طويلة، وشعر قمحي، ومنكبان عريضان، ولحية طويلة قمحية اللون، وحاجبان متّصلان، وجبهة عريضة متوقّدة، وجسم ضخم، وكان معمَّما.

سؤل: كم كان عمره؟

السيّد بلورساز: في حدود ۴۵ ـ ۵۰ عاماً في نظري.

۵ / ۳

تشرّف السيّدة نيك صفت

وُفّقت للقاء آية اللّه‏ الصافيّ الگلپايگانيّ مرّة ثانية في التاسع والعشرين من ذي الحجّة سنة ۱۴۳۳ه، وحكيت له بإجمال أحداث لقائي بالسيّد عبد الرحيم بلورساز الذي تمّ


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
12

مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ»۱. ثمّ أشار إلى موضوع ذَكَره الشيخ عبّاس القمّي في مفاتيح الجنان عن مسجد جمكران، وقال: تعهّد بالذهاب إلى مسجد جمكران أربعين ليلة أربعاء، (فإنّك أينما ذهبت لم تتحسّن، وأُخبرك بعمل فقم بإنجازه، فإذا لم يثمر فستحصد ثوابه، وإذا أثمر فاحمد اللّه‏ عليه، وهو أن تذهب أربعين ليلة أربعاء إلى مسجد جمكران، وتوسّل هناك)۲، فإذا رأى اللّه‏ خيراً في الأمر كتب لك الشفاء.

فقبلت إرشاده، ونظّمت وقتي بنحوٍ أذهب أربعين أُسبوعاً متسلسلاً من مشهد إلى جمكران، ولهذا حجزت دائماً تذاكر طائرة وحافلة للنقل لعدّة أسابيع، فإذا لم يحصل السفر عن طريق الطائرة، سافرت بالحافلة، وهكذا استمرّ البرنامج إلى أربعين أُسبوعاً، وإذا توقّف أعدته من جديد.

وفي الأُسبوع السادس والثلاثين أو السابع والثلاثين، شُغلت بأعمال مسجد جمكران في ليلة الأربعاء، ووضعت رأسي على الأرض في حالة السجود لأقرأ الصلوات على محمّد وآله مئة مرّة، وفجأة سمعت أصواتاً تتعالى: «جاء إمام الزمان عليه‏السلام»، وأنا في السجود لم أعرف ما هي وظيفتي؟ هل أترك نذري وأدرك فيض وجود الإمام، أم أُتابع برنامجي؟ فقلت في نفسي: وظيفتي أن أعمل بعهدي ونذري فهو الأكثر وجوباً.

ولمّا أتممت الصلوات نهضت لأشترك في صلاة الإمام، فأدركت تشهّده، وعندما أراد الذهاب هجمت جموع الناس، وأنا لم تكن لي القدرة الكافية، فنهضت واستندت إلى الجدار، وعندما وصل إليّ انقلب كياني، وحينما وقعت عيناه عليّ قال بقوّة عجيبة وغريبة: «استُجيبت دعوتك، سلّم بصوت مرتفع». فسلّمت، وتمّ الأمر.

ولكن تلك الهيبة وشدّة البيان أذهبا بصوابي، فسقطت على الأرض ولم أعد أحسّ

1.. الإسراء: ۸۲.

2.. ما بين القوسين أضفناها من رواية آية اللّه‏ الصافيّ التي نالت تأييد السيّد بلورساز.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10460
صفحه از 416
پرینت  ارسال به