مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ»۱. ثمّ أشار إلى موضوع ذَكَره الشيخ عبّاس القمّي في مفاتيح الجنان عن مسجد جمكران، وقال: تعهّد بالذهاب إلى مسجد جمكران أربعين ليلة أربعاء، (فإنّك أينما ذهبت لم تتحسّن، وأُخبرك بعمل فقم بإنجازه، فإذا لم يثمر فستحصد ثوابه، وإذا أثمر فاحمد اللّه عليه، وهو أن تذهب أربعين ليلة أربعاء إلى مسجد جمكران، وتوسّل هناك)۲، فإذا رأى اللّه خيراً في الأمر كتب لك الشفاء.
فقبلت إرشاده، ونظّمت وقتي بنحوٍ أذهب أربعين أُسبوعاً متسلسلاً من مشهد إلى جمكران، ولهذا حجزت دائماً تذاكر طائرة وحافلة للنقل لعدّة أسابيع، فإذا لم يحصل السفر عن طريق الطائرة، سافرت بالحافلة، وهكذا استمرّ البرنامج إلى أربعين أُسبوعاً، وإذا توقّف أعدته من جديد.
وفي الأُسبوع السادس والثلاثين أو السابع والثلاثين، شُغلت بأعمال مسجد جمكران في ليلة الأربعاء، ووضعت رأسي على الأرض في حالة السجود لأقرأ الصلوات على محمّد وآله مئة مرّة، وفجأة سمعت أصواتاً تتعالى: «جاء إمام الزمان عليهالسلام»، وأنا في السجود لم أعرف ما هي وظيفتي؟ هل أترك نذري وأدرك فيض وجود الإمام، أم أُتابع برنامجي؟ فقلت في نفسي: وظيفتي أن أعمل بعهدي ونذري فهو الأكثر وجوباً.
ولمّا أتممت الصلوات نهضت لأشترك في صلاة الإمام، فأدركت تشهّده، وعندما أراد الذهاب هجمت جموع الناس، وأنا لم تكن لي القدرة الكافية، فنهضت واستندت إلى الجدار، وعندما وصل إليّ انقلب كياني، وحينما وقعت عيناه عليّ قال بقوّة عجيبة وغريبة: «استُجيبت دعوتك، سلّم بصوت مرتفع». فسلّمت، وتمّ الأمر.
ولكن تلك الهيبة وشدّة البيان أذهبا بصوابي، فسقطت على الأرض ولم أعد أحسّ