129
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

دراسة في أهمّ وظيفة لشيعة أهل البيت علیهم السلام خلال عصر الغيبة

يتولّى هذا الفصل دراسة قضيّة غاية في الأهمّية، هي: ما أعظمُ وظيفةٍ للمسلمين ـ ولاسيّما شيعة أهل البيت عليهم‏السلام ـ في عصر غيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام ؟ أليس عليهم تأسيس حكومة إسلاميّة وتطبيق القيم الدينيّة؟ أم تتلخّص وظائفهم في أداء الواجبات الفرديّة، والدعاء لظهور الإمام الغائب، وانتظار ظهوره، والتمهّل في إقامة أحكام الإسلام السياسيّة والاجتماعيّة؟ ألا تقع على عاتق المسلمين أيّ مسؤلية في تأسيس حكومة تستند إلى الأحكام والتشريعات الإسلاميّة، وفي التمهيد الثقافيّ والسياسيّ لحكومة الإمام المهديّ عليه‏السلام العالميّة؟

نظريّتان في تأسيس الحكومة خلال عصر الغيبة

حاز هذا الموضوع أهمّية مضاعفة بعد استتباب نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الخمينيّ رحمه‏الله، وهناك نظريّتان في هذا المجال، هما:

۱. تأسيس الحكومة هي أهمّ الوظائف في عصر الغيبة

ترى النظريّة الأُولى أنّ أهمّ واجبات المسلمين وبخاصّة شيعة أهل البيت عليهم‏السلام في عصر الغيبة: تأسيس حكومة تقيم الأحكام والحدود الإلهيّة، وتمهّد لحكومة الإمام المهديّ عليه‏السلام العالميّة. والذي هو موضوع هذه الدراسة أيضا.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
128

ويَقومونَ مَعَهُ، ويَستَقيمونَ عَلَيهِ ويَنصُرونَهُ.۱

۱۰۲۰.بحار الأنوار: عَن عَلِيِّ بنِ عيسى، عَن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الرَّبيعِ، عَن صَفوانَ بنِ يَحيى بَيّاعِ السّابِرِيِّ۲، قالَ:
كُنتُ يَوما عِندَ أبِي الحَسَنِ عليه‏السلام فَجَرى ذِكرُ «قُمَّ» وأَهلِهِ ومَيلِهِم إلَى المَهدِيِ عليه‏السلام، فَتَرَحَّمَ عَلَيهِم وقالَ: رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُم. ثُمَّ قالَ: إنَّ لِلجَنَّةِ ثَمانِيَةَ أبوابٍ وواحِدٌ مِنها لِأَهلِ «قُمَّ»، وهُم خِيارُ شيعَتِنا مِن بَينِ سائِرِ البِلادِ، خَمَّرَ اللّه‏ُ تَعالى وَلايَتَنا في طينَتِهِم.۳

۱۰۲۱.بحار الأنوار: رَوى بَعضُ أصحابِنا، قالَ: كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام جالِسا، إذ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلَلَ الدِّيَارِ وَ كَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً».
فَقُلنا: جُعِلنا فِداكَ، مَن هؤُلاءِ ؟ فَقالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ: هُم وَاللّه‏ِ أهلُ «قُمَّ».۴

۱۰۲۲.بحار الأنوار: عَن عَلِيِّ بنِ عيسى، عَن أيّوبَ بنِ يَحيَى الجَندَلِ، عَن أبِي الحَسَنِ الأَوَّلِ عليه‏السلام، قالَ:
رَجُلٌ مِن أهلِ «قُمَّ» يَدعُو النّاسَ إلَى الحَقِّ، يَجتَمِعُ مَعَهُ قَومٌ كَزُبَرِ۵ الحَديدِ، لا تُزِلُّهُمُ الرِّياحُ العَواصِفُ، ولا يَمَلّونَ مِنَ الحَربِ، ولا يَجبُنونَ، وعَلَى اللّه‏ِ يَتَوَكَّلونَ، وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ.۶

راجع: ج ۵ ص ۹۵ (القسم العاشر/الفصل الثاني/إفاضة العلم من قمّ إلى سائر البلاد).

1.. بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۱۶ ح ۳۸ عن تاريخ قم .

2.. ضرب من الثياب الرقاق تُعمَل بسابور ؛ موضع بفارس .

3.. بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۱۶ ح ۳۹ عن تاريخ قم .

4.. بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۱۶ ح ۴۰ عن تاريخ قم .

5.. زُبَرُ الحَديدِ ـ بفتح الباء وضمّها ـ : أي قطع الحديد مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۳۶ «زبر» .

6.. بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۲۱۶ ح ۳۷ نقلاً عن تاريخ قم .

تعداد بازدید : 11843
صفحه از 416
پرینت  ارسال به