كَأَنّي بِقَومٍ قَد خَرَجوا بِالمَشرِقِ يَطلُبونَ الحَقَّ فَلا يُعطَونَهُ، ثُمَّ يَطلُبونَهُ فَلا يُعطَونَهُ، فَإِذا رَأَوا ذلِكَ وَضَعوا سُيوفَهُم عَلى عَواتِقِهِم، فَيُعطَونَ ما سَأَلوهُ فَلا يَقبَلونَهُ حَتّى يَقوموا، ولا يَدفَعونَها إلاّ إلى صاحِبِكُم، قَتلاهُم شُهَداءُ، أما إنّي لَو أدرَكتُ ذلِكَ لاَستَبقَيتُ نَفسي لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ.۱
۱۰۱۶.الإقبال: هذا ما رَوَيناهُ ورَأَينا عَن أبي بَصيرٍ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام، قالَ: اللّهُ أجَلُّ وأَكرَمُ وأَعظَمُ مِن أن يَترُكَ الأَرضَ بِلا إمامٍ عادِلٍ.
قالَ: قُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداكَ، فَأَخبِرني بِما أستَريحُ إلَيهِ.
قالَ: يا أبا مُحَمَّدٍ، لَيسَ يَرى اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله فَرَجا أبَدا مادامَ لِوُلدِ بَني فُلانٍ مُلكٌ حَتّى يَنقَرِضَ مُلكُهُم، فَإِذَا انقَرَضَ مُلكُهُم أتاحَ اللّهُ لاُِمَّةِ مُحَمَّدٍ رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ، يُشيرُ بِالتُّقى ويَعمَلُ بِالهُدى ولا يَأخُذُ في حُكمِهِ الرُّشا۲. وَاللّهِ ! إنّي لَأَعرِفُهُ بِاسمِهِ وَاسمِ أبيهِ. ثُمَّ يَأتينَا الغَليظُ القَصَرَةِ۳ ذُو الخالِ وَالشّامَتَينِ، القائِمُ العادِلُ الحافِظُ لِمَا استودِعَ، يَملَؤُها قِسطا وعَدلاً كَما مَلَأَهَا الفُجّارُ جَورا وظُلما.۴
۱۰۱۷.الكافي: عِدَّةٌ مِن أصحابِنا، عَن سَهلِ بنِ زِيادٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ الأَصَمِّ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القاسِمِ البَطَلِ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام في قَولِهِ تَعالى:
«وَ قَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَ ءِيلَ فِى الْكِتَبِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ»۵، قالَ: قَتلُ عَلِيِّ بنِ
1.. الغيبة للنعماني : ص ۲۷۳ ح ۵۰ بسند معتبر ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۴۳ ح ۱۱۶ .
2.. الرِّشوة والرُّشوة : الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة ، فالراشي : مَن يُعطي الذي يعينه على الباطل ، والمُرتشي : الآخذ النهاية : ج ۲ ص ۲۲۶ «رشا» .
3.. القَصَرَة : العُنُق وأصلُ الرقَبَة لسان العرب : ج ۵ ص ۱۰۱ «قصر» .
4.. الإقبال : ج ۳ ص ۱۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۶۹ ح ۱۵۸ .
5.. الإسراء : ۴ .