فَعِندَ ذلِكَ سُبَّت شيعَةُ عَلِيٍّ، سَبَّها أعداؤُها، وظَهَرَت عَلَيهَا الأَشرارُ وَالفُسّاقُ بِاحتِجاجِها، حَتّى إذا بَقِيَتِ الاُمَّةُ حَيارى، وتَدَلَّهَت۱ وأَكَثَرَت في قَولِها: إنَّ الحُجَّةَ هالِكَةٌ وَالإِمامَةَ باطِلَةٌ، فَوَرَبِّ عَلِيٍّ ! إنَّ حُجَّتَها عَلَيها قائِمَةٌ ماشِيَةٌ في طُرُقِها، داخِلَةٌ في دورِها وقُصورِها، جَوّالَةٌ في شَرقِ هذِهِ الأَرضِ وغَربِها، تَسمَعُ الكَلامَ، وتُسَلِّمُ عَلَى الجَماعَةِ، تَرى ولا تُرى إلَى الوَقتِ وَالوَعدِ، ونِداءِ المُنادي مِنَ السَّماءِ: ألا ذلِكَ يَومٌ (فيهِ) سُرورُ وُلِد عَلِيٍّ وشيعَتِهِ.۲
۹۷۸.كمال الدين: حَدَّثَنا أبي رضىاللهعنه، قالَ: حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أبِي الخَطّابِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ بَزيعٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ الأَصَمِّ، عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختارِ القَلانِسِيِّ، عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَيابَةَ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام أنَّهُ قالَ:
كَيفَ أنتُم إذا بَقيتُم بِلا إمامِ هُدىً ولا عَلَمٍ، يَتَبَرَّأُ بَعضُكُم مِن بَعضٍ ؟ فَعِندَ ذلِكَ تُمَيَّزونَ وتُمَحَّصونَ وتُغَربَلونَ.۳
۹۷۹.كفاية الأثر: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ إسماعيلَ، قالَ حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ هَمّامٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحِميَرِيِّ، عَن موسَى بنِ مُسلِمٍ، عَن مَسعَدَةَ، عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليهالسلام ـ في حَديثٍ ـ:
وَاللّهِ ! لَو لَم يَبقَ مِنَ الدُّنيا إلاّ يَومٌ واحِدٌ، لَطَوَّلَ اللّهُ ذلِكَ اليَومَ حَتّى يَخرُجَ قائِمُنا أهلَ البَيتِ، ألا وإنَّ شيعَتَنا يَقَعونَ في فِتنَةٍ وحَيرَةٍ في غَيبَتِهِ، هُناكَ يَثبُتُ عَلى هُداهُ الُمخلِصونَ۴، اللّهُمَّ أعِنهُم عَلى ذلِكَ.۵
1.. دَلَّهَهُ : أي حيّره وأدهشه النهاية : ج ۲ ص ۱۳۱ «دله» .
2.. الغيبة للنعماني : ص ۱۴۲ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۷۰ ح ۳۱ .
3.. كمال الدين : ص ۳۴۷ ح ۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۱۲ ح ۲۲ .
4.. في المصدر : «المخلصين» ، والصواب ما أثبتناه ، كما في المصادر الاُخرى .
5.. كفاية الأثر : ص ۲۶۰ ـ ۲۶۲ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۴۰۸ ح ۱۷ .