لكي تظهر عطفها ومحبّتها بهذا النحو؟ أجابتني وهي تبكي بأنّ الدكتور شمس قال: لقد قُطع عصب النطق لديكَ، ولن تتحسّن أبداً.
راجعتُ أطباء آخرين في طهران وإصفهان وشيراز، ولكن دون جدوى، حتّى جاء يوم قدمت فيه إلى طهران، وصلّيت في مسجد الإمام فرادى ونفسي توسوس لي، وبعد الصلاة حدث تغيّر جذريّ في داخلي، فشُغلت بنفسي، وإذا بي أرى سيّداً [بملابس رجال الدين]قد وضع يديه على ظهري وقبّلني في وجهي، وقال: ماذا حدث؟ أيّ مشكلة لديك؟ تحدّث أنا أحلّها لك.
لم أمتلك القدرة على الحديث، وأشرت إليه مرّتين أو ثلاثة بأنّي لا أستطيع الكلام، وأخيراً اضطررت لإخراج ورقة وقلم وأكتب: أنا ليس لي القدرة عليالكلام مطلقاً، ومشكلتي أنّني لا أستطيع التحدّث، فماذا تقول؟
فقال: أنا السيّد جلال العلويّ الطهرانيّ، هل تنتظر أحداً هنا؟ قلت: نعم، اتّفقت مع أخي ليأتي إليّ في الساعة الثانية، وهي لم تحن بعد.
وفي الثانية جاء أخي ليأخذني والسيّد العلويّ حاضر، فقال: يا سيّد بلورساز، لن أتركه بمفرده، يجب أن تأتيا إلى منزلنا. فدعانا إلى الغداء في داره الواقعة بمنطقة قلهك، وكلّ أجوبتي عن أسئلته كانت بالكتابة.
بعد تناول الغداء قال السيّد العلويّ لأخي: إذا كنت راغباً في الذهاب فيمكنك ذلك، أمّا هو فسيبقى ضيفاً عندي في هذه الليلة، فلا تنتظروه. وأعطاه عنوان داره ورقم هاتفه. فكتبت له: اسمحوا لنا بالذهاب ورفع الزحمة عنكم. لكنّه رفض ذلك.
بقيت في بيته في الليل، وقال لي بعد التهجّد: أنا أبقى مستيقظا إلى طلوع الشمس، وبعد صلاة الصبح أقوم بقراءة القرآن وتأدية الأعمال المستحبّة، فاسترح إذا رغبت في ذلك. فكتبت له: لا، سأبقى في خدمتك إلى طلوع الشمس.
ثمّ قال لي بعد الإفطار: استخرت بالقرآن [وأضمرت في نفسى] أنّها [الاستخارة] إن كانت جيّدة أرشدتك إلى طريق العلاج، فخرجت هذه الآية: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ