11
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع

لكي تظهر عطفها ومحبّتها بهذا النحو؟ أجابتني وهي تبكي بأنّ الدكتور شمس قال: لقد قُطع عصب النطق لديكَ، ولن تتحسّن أبداً.

راجعتُ أطباء آخرين في طهران وإصفهان وشيراز، ولكن دون جدوى، حتّى جاء يوم قدمت فيه إلى طهران، وصلّيت في مسجد الإمام فرادى ونفسي توسوس لي، وبعد الصلاة حدث تغيّر جذريّ في داخلي، فشُغلت بنفسي، وإذا بي أرى سيّداً [بملابس رجال الدين]قد وضع يديه على ظهري وقبّلني في وجهي، وقال: ماذا حدث؟ أيّ مشكلة لديك؟ تحدّث أنا أحلّها لك.

لم أمتلك القدرة على الحديث، وأشرت إليه مرّتين أو ثلاثة بأنّي لا أستطيع الكلام، وأخيراً اضطررت لإخراج ورقة وقلم وأكتب: أنا ليس لي القدرة عليالكلام مطلقاً، ومشكلتي أنّني لا أستطيع التحدّث، فماذا تقول؟

فقال: أنا السيّد جلال العلويّ الطهرانيّ، هل تنتظر أحداً هنا؟ قلت: نعم، اتّفقت مع أخي ليأتي إليّ في الساعة الثانية، وهي لم تحن بعد.

وفي الثانية جاء أخي ليأخذني والسيّد العلويّ حاضر، فقال: يا سيّد بلورساز، لن أتركه بمفرده، يجب أن تأتيا إلى منزلنا. فدعانا إلى الغداء في داره الواقعة بمنطقة قلهك، وكلّ أجوبتي عن أسئلته كانت بالكتابة.

بعد تناول الغداء قال السيّد العلويّ لأخي: إذا كنت راغباً في الذهاب فيمكنك ذلك، أمّا هو فسيبقى ضيفاً عندي في هذه الليلة، فلا تنتظروه. وأعطاه عنوان داره ورقم هاتفه. فكتبت له: اسمحوا لنا بالذهاب ورفع الزحمة عنكم. لكنّه رفض ذلك.

بقيت في بيته في الليل، وقال لي بعد التهجّد: أنا أبقى مستيقظا إلى طلوع الشمس، وبعد صلاة الصبح أقوم بقراءة القرآن وتأدية الأعمال المستحبّة، فاسترح إذا رغبت في ذلك. فكتبت له: لا، سأبقى في خدمتك إلى طلوع الشمس.

ثمّ قال لي بعد الإفطار: استخرت بالقرآن [وأضمرت في نفسى] أنّها [الاستخارة] إن كانت جيّدة أرشدتك إلى طريق العلاج، فخرجت هذه الآية: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
10

وهي واقعة بالقرب من متنزّه الشعب (بارك ملّت) في مشهد.

جلست حتى حان دوري، فجاء أحد الموظّفين وأخذني إلى حيث اهتمّوا بي طبّياً، فقالوا: يجب أن تأخذ حقنتين لتتهيّأ. أعطوني حقنتين، وجاؤا بعد نصف ساعة وضربوني على وجهي وقالوا: الآن جاهز. فألبسوني ملابس خاصّة وأجلسوني تحت يد طبيب قلع لي سنّي.

وبعد ربع ساعة قال الطبيب لابني ـ الذي هو طبيب أيضاً باسم محمود بلورساز ـ: وجدنا كيساً خطراً في فمه، أخبره، فإذا رأى المصلحة في استئصاله فنحن الآن جاهزون في غرفة العمليات، فأشرت إليه أن لا مانع في ذلك. فكتب الطبيب ما يحتاج إليه وجلبوه له، وأناموني على السرير، وأزالوا الكيس [بعمليّة جراحيّة].

غبت عن الوعي حتّى إنّي لم ألتفت في أيّ وقت أدخلوني إلى الغرفة، وبعد ساعة نقلوني إلى البيت، كنت مستاءً جدّاً [وأُعاني من الألم]، فقبل هذه العمليّة [الجراحيّة] كنت أشعر براحة أكثر، راجَعَت [أُسرتي] الطبيب وأخبروه بأنّه يكابد آلاما كثيرة، فقال: بأنّ عمليّته صعبة، وستزول آلامه. انقضت عدّة أيّام ولكنّي لم أعد أملك القدرة على الكلام.

استمرّ هذا الوضع مدّة شهرين أو ثلاثة أشهر، راجعت بعدها الطبيب فقال: لا شيء مهمّ، لقد تعرّضت لصدمة، وإذا لم تذهب [هذه الصدمة] لا ترجع قدرتك على الكلام مثل السابق. وبقيتُ على هذا الحال لا أتمكّن من الكلام، وإذا سألني شخص أُجيبه عن طريق الكتابة.

بعد مدّة تعرّضت زوجتي لألم في سنّها، وراجعت الدكتور شمس، وعندما حاول خلع سنّها ارتعش جسمها من الخوف، فقال لها الطبيب: سيّدتي، لا ألم في خلع السنّ، فلماذا أنت منزعجة؟ فأجابته بأنّ هذه الحادثة وقعت لزوجي، وهو لايستطيع الكلام قرابة ثلاثة أشهر، فقال لها الطبيب: أنا لا أخلع سنّك....

بعد هذه القصّة تغيّر سلوك زوجتي معي، فراحت تظهر كثير مودّتها لي. وفي أربعين سيّد الشهداء عليه‏السلام شُغلت بقراءة زيارته، فأقسمت عليها أن تقول ماذا حدث

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10778
صفحه از 416
پرینت  ارسال به