وموضعاً لثقتهما۱. وقد أشرنا إلى نموذج منها بسند معتبر جدّاً عن الشيخ الكلينيّ.۲
وذُكر تاريخ حياة النوّاب الخاصّين وقدرهم ومنزلتهم في مواضع أُخرى كالمصادر الرجالية، ولم تضمّ أيّ ترديد في تمام وثاقتهم وعظم شأنهم، ليس هذا فحسب، بل استقرّ مذهب الإمامية بنحوٍ عامّ على ركيزة الاعتماد والاعتقاد بوكالتهم ونيابتهم في تاريخه المتواصل.
والملاحظة البارزة بشأن الوكلاء الخاصّين هي ـ ما أشار إليها آية اللّه السيّد الشبيريّ الزنجانيّ ـ أنّ أيّ واحد منهم لم يكن من المراجع العلميّة للطائفة الإماميّة۳، فعلى الرغم ممّا تميّزوا به من شخصيّة معروفة حازت الثقة والاعتماد، لم يُعتبروا في عداد العلماء من الطراز الأوّل. ويؤّد هذا قول المحقّق الحلّيّ في إشارة واضحة إلى السفير الثاني محمّد بن عثمان العَمريّ الذي تولىّ الوكالة مدّة ثلثي عصر الغيبة الصغرى، حيث عرّفه بتعبير «بعض فضلائنا»، لا أنّه أحد الفقهاء القدماء.۴
وكذلك لم تُدرج أسماء السفراء الخاصّين، ولم تُذكر لهم مصنّفات في مصادر التعريف بالمؤّفين الشيعة وكتبهم، من قبيل الفهرست للشيخ الطوسي ورجال النجاشي.
وأشرنا سابقاً أنّ الحسين بن روح أرسل كتاب التأديب للتقييم إلى مدينة قم، وأنّ أبا سهل إسماعيل بن عليّ النوبختيّ له مكانة علميّة أعلى من الحسين بن روح، ومع ذلك نُصّب الأخير بمنصب السفير الثالث. ولكن جاء في بعض الأخبار أنّ محمّد بن عثمان وحده له كتب في الفقه، وهي ما سمعه مباشرة من الإمامين العسكريّ والمهديّ عليهماالسلام، أو ما نقله عن والده عثمان بن سعيد العَمريّ عن الإمامين الهادي والعسكريّ.۵