وإضافة إلى الضغوط وعوامل الهدم والفساد من قبل بعض الوكلاء الذين آل بهم الأمر إلى الانحراف والضلال، أو بعض الحركات مثل جعفر الكذّاب وأمثاله، إضافة إلى ما ذُكر، خلق الحكّام وعملاؤم أوضاعاً عصيبة جدّا، هذا بالرغم من جود بعض الشيعة أو الأُسر الشيعيّة المتنفّذة والمعتبرة في المجتمع وأجهزة الحكم مثل آل نوبخت، بحيث حينما سُئل أبو سهل النوبختيّ ـ وهو ممّن تشرّف برؤة الإمام المهديّ عليهالسلام في الساعات الأخيرة من عمر الإمام العسكريّ عليهالسلام وحضر حين وفاته۱ ـ:
كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال:
هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأُناظرُهم، ولو علمتُ بمكانه [أي الإمام] عليهالسلام كما علم أبو القاسم وضَغَطَتني الحجّةُ، لعلّي كنت أدلّ على مكانه، وأبو القاسم فلو كانت الحجّة تحت ذيله وقُرض بالمقاريض، ما كشف الذيلَ عنه.۲
فالحسين بن روح ملتزم غاية الالتزام بالتقيّة بحيث غدا شخصيّة مقبولة لدى الموافق والمخالف، ليس هذا فحسب، بل حظي بمنزلة خاصّة عند المقتدر باللّه العبّاسيّ ووالدته، وحضر مجلسه.
ومن صفاته ما يصوّره هذا الخبر: أنّه أبدى رأياً وفقاً للتقيّة في أحد مجالس المناظرة، فصدرت من أحد أتباعه ضحكة في غير محلّها بنحوٍ يُحتمل فيه أن تتّضح حقيقة رأي الحسين بن روح، فاعترض عليه الأخير بشدّة خارج المجلس، وأكّد عليه أنّه لو تكرّر منه ذلك فسوف يقطع علاقته به.۳
وحينما أُخبِر أنّ أحد الخدم في بيته سبّ معاوية ولعنه، أمر بطرده، وبالرغم من طلباته المكرّرة بالرجوع إلى عمله إلاّ أنّه واجهه بالرفض، فاضطرّ الخادم إلى العمل في مكان