83
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

موجوداً إلى أيّام السيّد ابن طاووس في القرن السابع، واستنتج بعض الباحثين من ظاهر كلام صدر المتألّهين أنّ هذا الكتاب بقي إلى زمانه في القرن الحادي عشر۱، وعلى الرغم من أنّ ذلك يبدو بعيداً، إلاّ أنّ المتيقّن منه عدم وصوله إلى متناول العلاّمة المجلسيّ.

وعلى كلّ حال، فالأمر كما نقل الشيخ الطوسيّ عن أبي نصر هبة اللّه‏ من أنّ النائب الثاني للإمام المهديّ عليه‏السلام محمّد بن عثمان العَمريّ، نقل خلال ما يربو على أربعين عاماً من وكالته توقيعات الإمام للشيعة في أُمور الدين والدنيا، وفي جواب كلّ ما يسألون.۲

۲. الامتزاج بأجواء التقيّة

أفضى اهتمام المجتمع الشيعيّ ـ بنحو عام ولا سيّما النوّاب الخاصّين ـ بعدم عثور المخالفين على إمام العصر عليه‏السلام وإخفاء وجوده، وضرورة الاكتفاء بأدنى مستوى من الاتّصالات غير المباشرة كما أشرنا إليه، أفضى كلّ ذلك إلى نشوء تعقيدات وقيود كثيرة۳ ازدادت شدّتها في الأسئلة والأجوبة التحريريّة، ولم تقتصر على أصل الاتّصال فحسب، بل تسبّبت أحياناً بصدور أجوبة يرى الآخرون فيها غموضاً أو عدم اتّساق مع بقيّة الأدلّة، وهذا ما اجتذب ملاحظة بعض الفقهاء.۴

وتُجسّد هذه الحقيقة التعابير الكنائيّة عن الإمام عليه‏السلام، مثل: العالم، الفقيه، الغريم، الصاحب، بعض الفقهاء، الرجل، والناحية.

1.. راجع: حياة الشيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ص ۲۹۷.

2.. راجع: ج ۲ ص ۳۷۳ ح ۶۲۷.

3.. للاطلاع على مساعي الحكومة في العثور على الإمام المهديّ عليه‏السلام راجع على سبيل المثال: الكافي: ج ۱ ص ۵۲۵،ح ۳۰. ولمعرفة طرق المحافظة الدقيقة للنوّاب على إخفاء مكان الإمام عليه‏السلام راجع: هذه الموسوعة : ص ۲۶۶ ح ۷۹۱ والكافي: ج ۱ ص ۳۳۳ .

4.. برّر آية اللّه‏ السيّد موسى الشبيريّ الزنجانيّ أحد التوقيعات فقال بأنّ الإمام عليه‏السلام لم يرد الإجابة بصراحة عنالسؤل، فينبغي رفع مستوى الاحتياط كثيراً في الأجوبة التحريريّة التي تتداولها أياد مختلفة، ولتجنّب وقوع المتاعب للإشخاص لم يصرّح بالجواب، ولم يرد أن يجيب راجع: كتاب النكاح: ج ۸ ص ۲۴۸۰ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
82

الكتاب كلّه ماعدا مسألة واحدة.

وأثار آية اللّه‏ السيّد الشبيري الزنجاني افتراض أنّ الوكلاء الخاصّين لم يستطيعوا إقامة جسور الاتّصال بالشيعة في المسائل التي لها طرق حلّ ظاهرية، واحتملّ أن هذا هو السبب الكامن وراء عدم كون أيّ سفير من السفراء الأربعة من مراجع وعلماء الإماميّة، فأغلب اتّصال الشيعة بهم لحلّ المعضلات عن طريق الغيب.۱

كما نقل أبو سهل إسماعيل بن عليّ النوبختيّ أنّ التوقيعات قُطعت دفعة واحدة لمدّة استغرقت عشرة أعوام في الأقلّ خلال مايقرب من ۲۸۰ إلى ۲۹۰ه، ويُحتمل استمرار انقطاعها إلى آخر حياة محمّد بن عثمان العَمريّ سنة ۳۰۵ه ؛ أي قرابة ۲۵ عاماً۲. ومع هذا تُظهر بعض الشواهد أنّ هناك أسئلة متكاثرة من جميع مناطق الشيعة۳، وأغلبها بالطبع لم يصل إلينا.

ونقل محمّد بن أحمد الصفوانيّ عن القاسم بن العلاء۴ ـ الذي سكن بمدينة ران بين مراغة وزنجان ـ أنّه كانت تصله دائماً توقيعات إمام العصر عليه‏السلام في أيّام النائبين الثاني والثالث، ولكنّها انقطعت ما يناهز شهرين، فانتابه قلق لذلك، ثمّ وصله مبعوث من العراق وحمل معه ما أدخل السرور على نفسه.۵

وتشير بعض كتب الببليوغرافيا إلى تأليف بعض المصنّفات في موضوع رسائل الأئمّة عليهم‏السلام وتوقيعاتهم، ولكنّها لم تصل إلينا، وكنموذج واضح عليها: كتاب رسائل الأئمّة عليهم‏السلام المشتمل على توقيعات إمام العصر عليه‏السلام أيضاً، تأليف الشيخ الكلينيّ، وكان

1.. جرعه‏اى از دريا بالفارسيّة: ج ۱ ص ۱۷۳ ـ ۱۷۴.

2.. راجع: كمال الدين: ص ۹۳.

3.. راجع منها: ص ۱۸۷ ح ۷۲۸ الغيبة للطوسي.

4.. راجع : ص ۳۵ ح ۶۶۷ الهامش ۴ .

5.. راجع: ص ۲۰۱ ح ۷۴۳ الغيبة للطوسي.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12023
صفحه از 458
پرینت  ارسال به