الكتاب كلّه ماعدا مسألة واحدة.
وأثار آية اللّه السيّد الشبيري الزنجاني افتراض أنّ الوكلاء الخاصّين لم يستطيعوا إقامة جسور الاتّصال بالشيعة في المسائل التي لها طرق حلّ ظاهرية، واحتملّ أن هذا هو السبب الكامن وراء عدم كون أيّ سفير من السفراء الأربعة من مراجع وعلماء الإماميّة، فأغلب اتّصال الشيعة بهم لحلّ المعضلات عن طريق الغيب.۱
كما نقل أبو سهل إسماعيل بن عليّ النوبختيّ أنّ التوقيعات قُطعت دفعة واحدة لمدّة استغرقت عشرة أعوام في الأقلّ خلال مايقرب من ۲۸۰ إلى ۲۹۰ه، ويُحتمل استمرار انقطاعها إلى آخر حياة محمّد بن عثمان العَمريّ سنة ۳۰۵ه ؛ أي قرابة ۲۵ عاماً۲. ومع هذا تُظهر بعض الشواهد أنّ هناك أسئلة متكاثرة من جميع مناطق الشيعة۳، وأغلبها بالطبع لم يصل إلينا.
ونقل محمّد بن أحمد الصفوانيّ عن القاسم بن العلاء۴ ـ الذي سكن بمدينة ران بين مراغة وزنجان ـ أنّه كانت تصله دائماً توقيعات إمام العصر عليهالسلام في أيّام النائبين الثاني والثالث، ولكنّها انقطعت ما يناهز شهرين، فانتابه قلق لذلك، ثمّ وصله مبعوث من العراق وحمل معه ما أدخل السرور على نفسه.۵
وتشير بعض كتب الببليوغرافيا إلى تأليف بعض المصنّفات في موضوع رسائل الأئمّة عليهمالسلام وتوقيعاتهم، ولكنّها لم تصل إلينا، وكنموذج واضح عليها: كتاب رسائل الأئمّة عليهمالسلام المشتمل على توقيعات إمام العصر عليهالسلام أيضاً، تأليف الشيخ الكلينيّ، وكان
1.. جرعهاى از دريا بالفارسيّة: ج ۱ ص ۱۷۳ ـ ۱۷۴.
2.. راجع: كمال الدين: ص ۹۳.
3.. راجع منها: ص ۱۸۷ ح ۷۲۸ الغيبة للطوسي.
4.. راجع : ص ۳۵ ح ۶۶۷ الهامش ۴ .
5.. راجع: ص ۲۰۱ ح ۷۴۳ الغيبة للطوسي.