75
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

ووَرَدَ ـ أيَّدَكَ اللّه‏ُ ـ كِتابُكَ إلى جَماعَةٍ مِنهُم في أمرٍ أمَرتَهُم بِهِ مِن مُعاوَنَةِ «ص»۱، وأَخرَجَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مالِكٍ المَعروفُ بادوكة۲، وهُوَ خَتَنُ۳ «ص» رَحِمَهُمُ اللّه‏ُ مِن بَينِهِم، فَاغتَمَّ بِذلِكَ، وسَأَلَني ـ أيَّدَكَ اللّه‏ُ ـ أن اُعلِمَكَ ما نالَهُ مِن ذلِكَ، فَإِن كانَ مِن ذَنبٍ استَغفَرَ اللّه‏َ مِنهُ، وإن يَكُن غَيرَ ذلِكَ عَرَّفتَهُ ما يَسكُنُ نَفسُهُ إلَيهِ إن شاءَ اللّه‏ُ.
التَّوقيعُ: «لَم نُكاتِب إلاّ مَن كاتَبَنا».
وقَد عَوَّدتَني ـ أدامَ اللّه‏ُ عِزَّكَ ـ مِن تَفَضُّلِكَ ما أنتَ أهلٌ أن تُجرِيَني عَلَى العادَةِ، وقِبَلَكَ ـ أعَزَّكَ اللّه‏ُ ـ فُقَهاءُ، أنَا مُحتاجٌ إلى أشياءَ تَسأَلُ لي عَنها:
[۱] فَرُوِيَ لَنا عَنِ العالِمِ عليه‏السلام: أنَّهُ سُئِلَ عَن إمامِ قَومٍ صَلّى بِهِم بَعضَ صَلاتِهِم وحَدَثَت عَلَيهِ حادِثَةٌ، كَيفَ يَعمَلُ مَن خَلفَهُ ؟ فَقالَ: يُؤَخَّرُ ويُقَدَّمُ بَعضُهُم، ويُتِمُّ صَلاتَهُم، ويَغتَسِلُ مَن مَسَّهُ.
التَّوقيعُ۴: «لَيسَ عَلى مَن نَحّاهُ إلاّ غَسلُ اليَدِ، وإذا لَم تَحدُث حادِثَةٌ تَقطَعُ الصَّلاةَ تَمَّمَ صَلاتَهُ مَعَ القَومِ».
[۲] ورُوِيَ عَنِ العالِمِ عليه‏السلام: أنَّ مَن مَسَّ مَيِّتا بِحَرارَتِهِ غَسَلَ يَدَيهِ، ومَن مَسَّهَ وقَد بَرَدَ فَعَلَيهِ الغُسلُ. وهذَا الإِمامُ في هذِهِ الحالَةِ لا يَكونُ مَسُّهُ إلاّ بِحَرارَتِهِ، وَالعَمَلُ مِن ذلِكَ عَلى ما هُوَ، ولَعَلَّهُ يُنَحّيهِ بِثِيابِهِ ولا يَمَسُّهُ، فَكَيفَ يَجِبُ عَلَيهِ الغُسلُ ؟
التَّوقيعُ: «إذا مَسَّهُ عَلى هذِهِ الحالَةِ لَم يَكُن عَلَيهِ إلاّ غَسلُ يَدِهِ».

1.. عبّر عن المُعانِ برمز ص للمصلحة بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۴ ، من المرجّح و من أجل إخفاء الشخص الذي تمت مساعدته، فقد ذكر برمز «ص» .

2.. لم يذكره ، وفي بحار الأنوار : «المَعروفُ بمالِكِ بادوكة» .

3.. خَتَنُ الرجل : أي زوج ابنته النهاية : ج ۲ ص ۱۰ «ختن» .

4.. أي جواب الإمام المكتوب الذي كان على الأرجح بشكل هامش في جنب هذا الموضوع نفسه، أو في تضاعيفه.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
74

خُروجِ ما خَرَجَ عَلى أيديهِم، وإنَّ ذلِكَ صَحيحٌ. ورُوِيَ قَديما عَن بَعضِ العُلَماءِ عَلَيهِمُ السَّلامُ وَالصَّلاةُ وَالرَّحمَةُ، أَنّهُ سُئِلَ عَن مِثلِ هذا بِعَينِهِ في بَعضِ مَن غَضِبَ اللّه‏ُ عَلَيهِ، وقالَ عليه‏السلام: العِلمُ عِلمُنا، ولا شَيءَ عَلَيكُم مِن كُفرِ مَن كَفَرَ، فَما صَحَّ لَكُم مِمّا خَرَجَ عَلى يَدِهِ بِرِوايَةِ غَيرِهِ لَهُ مِنَ الثِّقاتِ رَحِمَهُمُ اللّه‏ُ، فَاحمَدُوا اللّه‏َ وَاقبَلوهُ، وما شَكَكتُم فيهِ أو لَم يَخرُج إلَيكُم في ذلِكَ إلاّ عَلى يَدِهِ فَرُدّوهُ إلَينا لِنُصَحِّحَهُ أو نُبطِلَهُ، وَاللّه‏ُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وجَلَّ ثَناؤُهُ وَلِيُّ تَوفيقِكُم، وحَسُبنا في اُمورِنا كُلِّها ونِعمَ الوَكيلُ».
وقالَ ابنُ نوحٍ: أوَّلُ مَن حَدَّثَنا بِهذَا التَّوقيعِ أبُو الحُسَينِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمّامٍ، وذَكَرَ أنَّهُ كَتَبَهُ مِنَ ظَهرِ الدَّرجِ۱ الَّذي عِندَ أبِي الحَسَنِ بنِ داودَ، فَلَمّا قَدِمَ أبُو الحَسَنِ بنُ داودَ وقَرَأتُهُ عَلَيهِ، ذَكَرَ أنَّ هذَا الدَّرجَ بِعَينِهِ كَتَبَ بِهِ أهلُ قُمَّ إلَى الشَّيخِ أبِي القاسِمِ وفيهِ مَسائِلُ، فَأَجابَهُم عَلى ظَهرِهِ بِخَطِّ أحمَدَ بنِ إبراهيمَ النَّوبَختِيِّ، وحَصَلَ الدَّرجُ عِندَ أبِي الحَسَنِ بنِ داودَ.
نُسخَةُ الدَّرجِ: مَسائِلُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ جَعفَرٍ الحِميَرِيِ:
بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أطالَ اللّه‏ُ بَقاءَكَ، وأَدامَ عِزَّكَ وتَأييدَكَ وسَعادَتَكَ وسَلامَتَكَ، وأَتَمَّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ، وزادَ في إحسانِهِ إلَيكَ، وجَميلِ مَواهِبِهِ لَدَيكَ، وفَضلِهِ عِندَكَ، وجَعَلَني مِنَ السّوءِ فِداكَ، وقَدَّمَني قِبَلَكَ، النّاسُ يَتَنافَسونَ فِي الدَّرَجاتِ، فَمَن قَبِلتُموهُ كانَ مَقبولاً، ومَن دَفَعتُموهُ كانَ وَضيعا، وَالخامِلُ مَن وَضَعتُموهُ، ونَعوذُ بِاللّه‏ِ مِن ذلِكَ، وبِبَلَدِنا ـ أيَّدَكَ اللّه‏ُ ـ جَماعَةٌ مِنَ الوُجوهِ، يَتَساوَونَ ويَتَنافَسونَ فِي المَنزِلَةِ.

1.. الدَّرْج ـ بالفتح ـ : الذي يكتب فيه ، ويحرّك ، يقال : أنفذته في درج الكتاب : أي طيّه تاج العروس : ج ۳ ص ۳۶۳ «درج».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12640
صفحه از 458
پرینت  ارسال به