وَلَدٌ، فَجاءَت بِابنٍ، فَتَحَرَّجَ الرَّجُلُ أن لا يَقبَلَهُ، فَقَبِلَهُ وهُوَ شاكٌّ فيهِ، وجَعَلَ يُجرِي النَّفَقَةَ عَلى اُمِّهِ وعَلَيهِ حَتّى ماتَتِ الاُمُّ، وهُوَ ذا يُجري عَلَيهِ غَيرَ أنَّهُ شاكٌّ فيهِ لَيسَ يَخلِطُهُ بِنَفسِهِ، فَإِن كانَ مِمَّن يَجِبُ أن يَخلِطَهُ بِنَفسِهِ ويَجعَلَهُ كَسائِرِ وُلدِهِ فَعَلَ ذلِكَ، وإن جازَ أن يَجعَلَ لَهُ شَيئا مِن مالِهِ دونَ حَقِّهِ فَعَلَ ؟
فَأَجابَ عليهالسلام: «الاِستِحلالُ بِالمَرأَةِ يَقَعُ عَلى وُجوهٍ، وَالجَوابُ يَختَلِفُ فيها، فَليَذكُرِ الوَجهَ الَّذي وَقَعَ الاِستِحلالُ بِهِ مَشروحا، لِيَعرِفَ الجَوابَ فيما يَسأَلُ عَنهُ مِن أمرِ الوَلَدِ إن شاءَ اللّهُ».
[۸] وسَأَلَهُ الدُّعاءَ لَهُ.
فَخَرَجَ الجَوابُ: «جادَ اللّهُ عَلَيهِ بِما هُوَ جَلَّ وتَعالى أهلُهُ، إيجابَنا لِحَقِّهِ، ورِعايَتَنا لِأَبيهِ رَحِمَهُ اللّهُ، وقُربِهِ مِنّا، وقَد رَضينا بِما عَلِمناهُ مِن جَميلِ نِيَّتِهِ، ووَقَفنا عَلَيهِ مِن مُخاطَبَتِهِ المُقَرِّبَةِ لَهُ مِنَ اللّهِ، الَّتي تُرضِي اللّهَ عز و جل ورَسولَهُ وأَولِياءَهُ عليهمالسلام وَالرَّحمَةَ بِما بَدَأَنا، نَسأَلُ اللّهَ بِمَسأَلَتِهِ ما أمَّلَهُ مِن كُلِّ خَيرٍ عاجِلٍ وآجِلٍ، وأَن يُصلِحَ لَهُ مِن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ ما يُحِبُّ صَلاحَهُ، إنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ».۱
۶۹۰.الاحتجاج: وكَتَبَ [مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحِميَرِيُّ] إلَيهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ أيضا في سَنَةِ ثَمانٍ وثَلاثِمِئَةٍ كِتابا سَأَلَهُ فيهِ عَن مَسائِلَ اُخرى.
[۱] كَتَبَ فيهِ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أطالَ اللّهُ بَقاءَكَ، وأَدامَ عِزَّكَ وكَرامَتَكَ، وسَعادَتَكَ وسَلامَتَكَ، وأَتَمَّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ، وزادَ في إحسانِهِ إلَيكَ، وجَميلِ مَواهِبِهِ لَدَيكَ، وفَضلِهِ عَلَيكَ، وجَزيلِ قِسَمِهِ لَكَ، وجَعَلَني مِنَ السّوءِ كُلِّهِ فِداكَ، وقَدَّمَني قِبَلَكَ، إنَّ قِبَلَنا مَشايِخَ وعَجايِزَ يَصومونَ رَجَبا مُنذُ ثَلاثينَ سَنَةً وأَكثَرَ، ويَصِلونَ بِشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ. ورَوى لَهُم بَعضُ أصحابِنا أنَّ صَومَهُ مَعصِيَةٌ ؟
فَأَجابَ عليهالسلام: «قالَ الفَقيهُ: يَصومُ مِنهُ أيّاما إلى خَمسَةَ عَشَرَ يَوما ثُمَّ يَقطَعُهُ، إلاّ أن