مَعَهُ، فَقالَ لَهُ: هُوَ ذا۱ يَجبِي الأَموالَ ولَهُ وُكَلاءُ ! وسَمَّوا جَميعَ الوُكَلاءِ فِي النَّواحي، واُنهِيَ ذلِكَ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ سُلَيمانَ الوَزيرِ، فَهَمَّ الوَزيرُ بِالقَبضِ عَلَيهِم، فَقالَ السُّلطانُ: اُطلُبوا أينَ هذَا الرَّجُلُ ؟ فَإِنَّ هذا أمرٌ غَليظٌ. فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ سُلَيمانَ: نَقبِضُ عَلَى الوُكَلاءِ، فَقالَ السُّلطانُ: لا، ولكِن دُسّوا لَهُم قَوماً لا يُعرَفونَ بِالأَموالِ، فَمَن قَبَضَ مِنهُم شَيئاً قُبِضَ عَلَيهِ.
قالَ: فَخَرَجَ بِأَن يَتَقَدَّمَ إلى جَميعِ الوُكَلاءِ ألاّ يَأخُذوا مِن أحَدٍ شَيئاً وأَن يَمتَنِعوا مِن ذلِكَ ويَتَجاهَلُوا الأَمرَ، فَاندَسَّ لِمُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ رَجُلٌ لا يَعرِفُهُ وخَلا بِهِ، فَقالَ: مَعِيَ مالٌ اُريدُ أن اُوصِلَهُ. فَقالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: غَلِطتَ، أنَا لا أعرِفُ مِن هذا شَيئاً، فَلَم يَزَل يَتَلَطَّفُهُ ومُحَمَّدٌ يَتَجاهَلُ عَلَيهِ. وبَثُّوا الجَواسيسَ، وَامتَنَعَ الوُكَلاءُ كُلُّهُم ؛ لِما كانَ تَقَدَّمَ إلَيهِم.۲
۱ / ۱۴
وُقوعُ الغَيبَةِ التّامَّةِ
۶۸۲.الاحتجاج: أمَّا الأَبوابُ المَرضِيّونَ، وَالسُّفَراءُ المَمدوحونَ في زَمانِ الغَيبَةِ، فَأَوَّلُهُم: الشَّيخُ المَوثوقُ بِهِ أبو عَمرٍو عُثمانُ بنُ سَعيدٍ العَمرِيُّ، نَصَبَهُ أوَّلاً أبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ العَسكَرِيُّ، ثُمَّ ابنُهُ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ، فَتَوَلَّى القِيامَ بِاُمورِهِما حالَ حَياتِهِما عليهماالسلام، ثُمَّ بَعدَ ذلِكَ قامَ بِأَمرِ صاحِبِ الزَّمانِ عليهالسلام، وكانَت تَوقيعاتُهُ وجَوابُ المَسائِلِ تَخرُجُ عَلى يَدَيهِ.
فَلَمّا مَضى لِسَبيلِهِ، قامَ ابنُهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ مَقامَهُ، ونابَ مَنابَهُ في جَميعِ ذلِكَ. فَلَمّا مَضى هُوَ، قامَ بِذلِكَ أبُو القاسِمِ حُسَينُ بنُ روحٍ مِن بَني نَوبَختَ.