453
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۴ / ۲۲

الشيخ عبد الكريم الحائري

۸۹۳.نقل آية اللّه‏ السيّد محمّد رضا الگلپايگانيّ۱ في سنة ۱۳۹۷ه، فقال:
أسّس الشيخ عبد الكريم الحائريّ في البداية حوزة علميّة في أراك، بعدها سافر إلى قم للزيارة، ثمّ قرّر أن يبقى هناك، وفي ذلك الوقت كتب لي رسالة مازالت موجودة، جاء فيها: إذا كنت ترغب فَائتِ إلى قم، فيمكن أن يوجد خبز شعير نأكله معاً. فسافرت على إثر رسالته وأتيت مدينة قم.
انقضت مدّة وحلّ شهر رمضان المبارك، والأوضاع المادّية لرجال الدين والحوزة العلميّة سيّئة جدّاً؛ لأنّ الأموال الشرعيّة لا تأتي إلى قم. وفي يومٍ سافر سيّد من أهل العلم للتبليغ الدينيّ، وعانت أُسرته من الفقر، فجاءني شخص وطلب منّي إخبار الشيخ عبد الكريم لأن يعطي الراتب الشهريّ لذلك السيّد.
فأخبرت الشيخ محمّد تقي البافقيّ الّذي يوزّع الرواتب الشهريّة بالأمر، فقال: لدينا أموال قليلة، وإذا أردنا أن نقسّمها، فسيكون نصيب كلّ شخص شيئاً قليلاً: قرانين مثلاً. وفي يوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك كنت نائماً في حجرتي بمدرسة الفيضيّة، فرأيت في عالم الرؤا أنّني أجلس مقابل القبلة مع المرحوم الميرزا مهدي البروجرديّ في هذه الحجرة، ولكنّها أكبر قليلاً وفيها سراجان مضيئان، وفجأة جاء شخص محترم ونظر في وجهه وقال: ميرزا مهدي، قال حضرة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قل للشيخ عبد الكريم ألاّ يقلق، فستأتي أموال إلى حوزة قم نتيجة لبكاء إمام العصر عليه‏السلام.
فاستيقظت من النوم، ولم أقصص رؤاي على الشيخ عبد الكريم، بل نقلتها للمرحوم الميرزا هداية اللّه‏ وحيد الگلپايگانيّ.

1.. آية اللّه‏ السيّد محمّد رضا الگلپايگانيّ ۱۳۱۶ ـ ۱۴۱۴ ه، من مراجع تقليد الشيعة المعاصرين. درس لدىالشيخ عبد الكريم الحائريّ اليزديّ، ونال إجازة الاجتهاد من آية اللّه‏ البروجرديّ، وإجازة الرواية من الشيخ المحدّث عبّاس القمّي والشيخ محمّد رضا الإصفهانيّ. توفّي عن عمر بلغ السادسة والتسعين و دفن في حرم السيّدة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه‏السلام .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
452

من جملة ما رأيناه [نحن أعضاء الأُسرة] عنه [الشيخ عبّاس التربتيّ]: أحدها ما حدث في يوم الأحد قبل أُسبوع من وفاته، فبعد صلاة الصبح نام وهو مريض في مقابل القبلة، وغطّى وجهه بعباءته، وفجأة مثلما تشرق الشمس من كوّة على مكانٍ ما، أو يوجّه ضوء كشّاف إلى محلّ معيّن، امتلأ جسمه من رأسه إلى قدميه بالنور، وغدا وجهه متلألأ شفّافاً بعد أن أنهكته صفرة المرض، كما يبدو من تحت عباءته الرقيقة.
فتحرّك وقال: السلام عليكم يا رسول اللّه‏، أجئت لترى هذا العبد الذي لا قيمة له؟ وبعدها راح يسلّم على أمير المؤمنين عليه‏السلام وعلى الأئمّة واحداً بعد الآخر إلى الإمام الثاني عشر عليهم‏السلام، وكأنّهم يحضرون لرؤته، ويعرب لهم عن شكره لمقدمهم، ثمّ سلّم على فاطمة الزهراء، ثمّ السيّدة زينب. وهنا بكى كثيراً وقال: سيّدتي، لقد بكيت من أجلك كثيراً. ثمّ سلّم على أُمّه وقال: أُمّي، أشكرك لقد أرضعتيني لبناً طاهراً.
واستمرّ هذا الوضع إلى ساعتين بعد شروق الشمس، وبعدها زال النور الذي يتلألأ من على جسمه، ورجع إلى حالته العاديّة، كما عاد لونُ وجهه إلى اصفراره المرَضيّ، وفي يوم الأحد المقبل تماماً في تينك الساعتين اجتاز حالة الاحتضار، وسلّم روحه للحقّ بهدوء.
وفي أحد الأيّام الواقعة بين هذين الأُسبوعين، قلت له: نحن نسمع أشياء تُروى عن الأنبياء والعظماء ونتمنّى أن نكون معهم لنفهم منهم! والآن تُلاحظ الحالةُ نفسها عليك، وأنت أقرب شخص بالنسبة لي، وأنا أُريد أن أفهم أيّ شيءكان ذلك؟ فصمت ولم يقل شيئاً. كرّرت السؤل مرّتين وثلاث مرّات بعبارات مختلفة، فلم يجب أيضاً. وفي المرّة الرابعة أو الخامسة قال: لاتؤني حسين علي! قلت: كنت أقصد أن أفهم شيئاً، فقال: أنا لا أستطيع أن أُفهمك، اذهب وافهم بنفسك.۱

1.. فضيلت‏هاى فراموش شده بالفارسيّة: ص ۱۴۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12437
صفحه از 458
پرینت  ارسال به