موته، فأوّل من يحضر تشييع جنازته هو إمام ذلك العصر، لهذ أودّ أن تحدث هذه السعادة العظمى في تشييع جنازة والدي. فأمرت بأنّي أرغب في هذا الأمر بالرغم من معرفة الناس.
والحاصل، صعد المنادي، وما أن تعالى صوته حتّى صار في قلبي ـ من دون أن يتلفّظ به لساني ـ ومرّ في ذهني هذا المعنى: اللّهمّ، إنّ هذا الصوت داع ٍ إلى الحقّ، وأولى الناس بإجابته الحجّة عليهالسلام، وأرغب في أن يشرّفنا ويحضر تشييع جنازة والدي.
وبعد غسل وتكفين جثمان والدي، حملوه إلى حافّة قبره الموجود حالياً، وعندما أرادوا إنزاله في القبر تقدّمت لأُباشر هذا العمل، فلم يقبلوا وقالوا: أنت الآن ليس في وسعك أداء هذا العمل، فكلّف به شخصاً آخر.
فزحفت على الحافّة إلى جانب السالك إلى العوالم الباطنيّة وصاحب المقامات الشامخة الملاّ زمان، الذي كان من أوتاد الزمان، وفجأة رأيت رعشة سرت في كيانه، فألصق نفسه بي من دون قصد وهو يقول: سيّد حسن، حضرة الحجّة هنا، حضرة الحجّة هنا! وهو يُشير بيده إلى جهة القبر، ثمّ قلت له: من أين تعلم؟ أجاب قائلاً: أنا أعرفه من رائحته.۱
۴ / ۲۰
السيّد عبد الحسين اللاّريّ۲
۸۹۱.نقل الشيخ عبد الحميد المهاجريّ۳ عن شخصٍ من أهل الثقة، عن سلطان الواعظين آية اللّه
1.. شرح أحوال حضرت آية اللّه العظمى أراكي بالفارسيّة : ص ۵۲۶ وراجع العبقريّ الحسان: ج ۲ ص ۱۶۲ ياقوت۶۰.
2.السيّد عبد الحسين الموسويّ اللاّريّ ۱۲۶۴ ـ ۱۳۴۲ ه ، من علماء محافظة فارس الكبار. ولد في النجف ، وتلمّذ لعدّة أساتذة، منهم: الميرزا الشيرازيّ والشيخ حسين قلي الهمدانيّ، وأمره الميرزا الشيرازيّ بالإقامة في مدينة لار . توفّي في جهرم .
3.. من أئمّة الجماعة وخطباء المنبر في مدينة جهرم.