449
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

نجل المرحوم الحاج ميرزا خليل الطهرانيّ حينما يتشرّف بزيارة الإمامين العسكريّين عليهما الصلاة والسلام.
وفي أحد الأيّام جاء من النجف الأشرف إلى منزلنا كالعادة، وحلّ الليل، وفي وقت التهجّد استيقظت على صوته وهو يناديني: انهض وصلِّ صلاة الليل، فقلت له ممازحاً: شُغلت بالمطالعة أوّل المساء، وهي أهمّ من صلاة الليل، والآن يجب أن أرتاح! قال: انهض وصلّ صلاة الليل بهذه النيّة؛ وهي أنّه غدا في يوم القيامة يسير مصلّو صلاة الليل خلف قائدهم وهو جدّك أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين عليه‏السلام، عندئذٍ يمكنك أن تُزيد عدد تلك الجموع شخصاً واحداً.
فقمنا وتوضّأنا، ثمّ قال: الأفضل أن نتشرّف بالسرداب المطهّر ونتهجّد هناك، قلت: حسناً جدّاً. فسار الملاّ عليّ في الأمام وأنا أتبعه حتّى وصلنا إلى باب الصحن المقدّس الذي يمكن فتحه من الخارج في ذلك الوقت خلافاً لما في زماننا.
وهكذا فتحنا الباب ودخلنا الصحن إلى أن بلغنا السلالم التي يجب النزول فيها إلى الأسفل والدخول في السرداب المقدّس، وما أن وصلنا أوّل الدرجات حتّى رأينا فجأة في ذلك الليل الحالك قطعة من النور بقدر قامة إنسان واقف في آخر السلم المتّصل بالسرداب، ولم تتّضح سماته المباركة في وسط النور الذي منعنا من رؤتها.
التفت إليّ الملاّ عليّ الذي كان يتقدّمني وقال: «تشوف»؟ يعني: أترى؟ قلت: نعم. وبقينا على حالنا لم نتحرّك، وبقي ذلك النور المقدّس في مكانه ونحن ننظر إليه، حتّى انقضت قرابة عشر دقائق، ثمّ انتقل إلى داخل السرداب، فنزلنا من السلالم ووصلنا السرداب، فلم يظهر شيء أمام عينيّ، وأمّا في ناظري الملاّ عليّ هل كان مرئيّاً أم لا؟ العلم عند اللّه‏ تعالى.
الثانية: ونقل أيضاً عن السيّد نفسه ـ سلمّهما اللّه‏ إن شاء اللّه‏ ـ أنّه قال: عندما انتقل والدي السيّد هادي إلى رحمة اللّه‏، أمرت أن يصعد أحد على المئذنة ويعلن عن وفاته. قال بعض الحاضرين: جميع الناس يعلم بخبره، وقد أُغلقت محلاّت البيع والأسواق، فلا حاجة للصعود على المئذنة!
قال: وجدت في الأخبار ما مضمونه أنّه كلّما يموت مؤمن ويعلن المنادي عن


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
448

والجماعة التي هناك [في۱] السليمانيّة... ولم أتفطّن باستغاثتي منذ هذه المدّة وإغاثته إلاّ بعد زمان.۲

۴ / ۱۹

الملاّ عليّ الطهرانيّ۳

۸۹۰.قال آية اللّه‏ الشيخ محمّد عليّ الأراكيّ:
صعد المنبر جناب شريعة مآب زبدة الأخيار والأبرار السيّد مشهديّ إسماعيل التبريزيّ۴، في مسجد جناب شريعتمدار الحاج الشيخ أبو الحسن۵ الذي أقام مجلساً لقراءة دعاء الندبة، وذلك في يوم الخميس الخامس عشر من شعبان المعظّم سنة ألف وثلاثمئة وأربعين، ونقل القضيّتين الآتيتين:
الأُولى: نقل عن مجلسيّ زمانه والمتتبّع في الأخبار والرجال السيّد حسن الصدر الكاظمينيّ۶ ابن عمّ المرحوم آية اللّه‏ الصدر۷ وأخي زوجته، أنّه قال:
عندما كنت في سامرّاء أحضر درس المرحوم حجّة الإسلام الميرزا الشيرازيّ ـ أعلى اللّه‏ مقامه ـ كان يأتي إلى منزلنا المرحوم وحيد عصره الحاج الملاّ عليّ

1.. في المصدر : «نزيل» بدل «في» ، صحّحناه بما يقتضيه السياق .

2.. إلزام الناصب : ج ۲ ص ۷۴ ح ۳۹.

3.. الحاج الملاّ عليّ ابن الميرزا خليل الطبيب الطهرانيّ ۱۲۲۶ ـ ۱۲۹۰ أو ۱۲۹۶ه ، فقيه رجاليّ مضطلعبالأخبار، من العلماء الزاهدين والمتهجّدين، لم يُر أحد مثله في الزهد في زمانه. له عدّة تأليفات ومصنّفات. سكن النجف، وفيها توفّي (راجع: أعيان الشيعة: ج ۸ص ۲۴۰ وخاتمة مستدرك الوسائل: ج ۲ ص ۱۳۷ الرقم ۴ والذريعة: ج ۱۱ ص ۲۲ الرقم ۱۲۶) .

4.. نظم باسم تائب ، وله تأليفات كثيرة راجع: ص ۴۳۶ ح ۸۸۴ الهامش ۲ .

5.. هو أبو الحسن السربنديّ ت۱۳۵۰ه .

6.. مؤّف كتاب تأسيس الشيعة راجع: ص ۴۳۶ ح ۸۸۴ الهامش ۳ .

7.. السيّد إسماعيل بن محمّد بن صدر الدين بن صالح الموسويّ العامليّ الإصفهانيّ الكاظميّ المشهور بالسيّدإسماعيل الصدر ۱۲۵۸ ـ ۱۳۳۷ أو ۱۳۳۹ ه. وُلد بإصفهان ، و واصل دراسته في قم والنجف، ورافق الميرزا الشيرازيّ إلى سامرّاء، وحضر درسه. توفّي بالكاظميّة ، ودُفن في الرواق الشريف (راجع: أعيان الشيعة: ج ۳ ص ۴۰۳ الرقم ۱۱۷۷) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12008
صفحه از 458
پرینت  ارسال به