447
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

جمع كثير قبلنا، ومعنا عمّنا الرجل التقيّ النقيّ المعروف بالصلاح، ويُدعى الحاج عبد الحسين.
فخرجنا حتّى انتهينا إلى قريب من السدّة التي خارج البلدة قريب من مركز السليمانيّة... وإذا بانقلاب الهواء وهبوب الأرياح العاصفة والعجاج الثائر، فتراكمت السحب السود، وأخذت [السماء۱] تمطر مطيرات ناعمة إلى أن اشتدّ المطر وأغزر، فأمطرت البَرد والحالوب الشديد، فكأنّها مقامع من حديد، وكانت ما تقرب من جوزة كبيرة أو نارنجة صغيرة، واشتدّ الأمر وضاق الفضاء ونزل البلاء وأيقنّا بالموت والفناء، فهلك بها المواشي والأنعام واضطرب منها الخاصّ والعامّ، فمنهم من [أصابته۲] في صدغه فقضى به نحبه في حينه وساعته... واستصعب البرد غايته واشتدّ إلى أن بلغ نهايته... فغدت الأرجل والأيادي مستجمدة، والأبدان كالخشبة البالية، فوقفت المطايا من السير ولم تتمكّن من الحركة.
فأشرت إلى عبد الحسين المذكور أن أدركنا بالوصول إلى مركز السليمانيّة حيث تقف السفن والسواجي، وإخبارها بنا كي تحملنا إليه وتضعنا لديه، وأنا متكفّل بالعيال والأطفال، فذهب وبالغ في ذلك، فلم يجد شيئا منها قطّ ولو ببذل دراهم كثيرة، وبقي في خيبة وأياس، ولم يقدر المراجعة عندنا وإخباره إيّانا.
وقد خفقت علينا أجنحة الموت، وأنشبت بنا المنيّة أظفارها، فتوسّلتُ حينئذٍ بالحجّة المنتظر والإمام الحيّ الثاني عشر، فبينما نحن على ذلك وإذا بساجة هناك وفيها سيّد ظننته من أهالي كربلاء وهو يقول: «إين حاج شيخ عليّ خودمانست»؛ أي: هذا الحاجّ الشيخ عليّ المنسوب إلينا.
ثمّ رحّب بنا وأمرنا بنقل العيال في ساجته، وأخَذَنا إلى المركز، فتحوّلنا إلى الحيّ

1.. في المصدر : «الهواء» بدل «السماء» ، صحّحناه بما يقتضيه السياق .

2.. في المصدر : «أصابتهم» ، صحّحناه .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
446

لأعرابيّ عادٍ: أُفكّر في المسألة الفلانيّة. فأجابه: ألا تفكّر بهذا النحو ولا تأخذ هذا الإيراد ثمّ لا تُجيب بهذا الجواب؟ وأشار إلى جميع تفاصيل المسألة، حتّى وصل إلى المشكلة نفسها التي ظلّ فيها السيّد المحترم عالقاً. وقال له: الخلل هذا، أو: هذا هو منشأ الإشكال.
فانحلّت المسألة فوراً، واختفى ذلك الشخص، وهو إمّا حضرة وليّ اللّه‏ الأعظم، أو أحد أصحابه وأعوانه.۱

۴ / ۱۸

الشيخ عليّ اليزديّ۲

۸۸۹.قال الشيخ عليّ اليزديّ الحائريّ:
وممّن فاز بتلك الدوحة العليا و نال التشرّف بتلك الطلعة الغرّاء في غيبته الكبرى: المؤّف الضعيف، وذلك في مسافرتي من محلّ إقامتي ومجاورتي ومدفني إن شاء اللّه‏ تعالى، وهو الحائر [المقدّس الحسينيّ۳] والبقعة المباركة الطيّبة، إلى زيارة مولانا أبي الأئمّة في وقفة البعثة النبويّة، السنة المعروفة بالغريقيّة، وذلك سنة ألف وثلاثمئة وخمس من الهجرة المقدّسة.
وذلك أنّه اتّفقت تلك الزيارة في فصل الربيع من تلك السنة الهائلة، خرج جمّ غفير من مجاوري كربلاء من العرب والعجم، وخرجنا بالعيال وثقل الأطفال بعد خروج

1.. سرّ دلبران بالفارسيّة: ص ۹۱، عنايات حضرت مهدى موعود به علماء ومراجع تقليد (بالفارسيّة): ص ۹۵وراجع روزنه‏هايى از عالم غيب (بالفارسيّة) .

2.. الشيخ عليّ اليزديّ الحائريّ البارجينيّ ت۱۳۳۳ه ، ولد في قرية بارجين بمدينة ميبد التابعة لمحافظة يزد.بدأ بالدراسة في محلّ ولادته منذ مرحلة الطفولة لدى والده، ثمّ في مدينة ميبد، وواصل دراسته في حوزتي كربلاء والنجف، وزاول التدريس في كربلاء . من مؤّفاته: إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب عليه‏السلام. توفّي وهو في الخامسة والستّين من عمره، ودُفن في صحن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب راجع: إلزام الناصب: «المقدّمة» والذريعة: ج ۱ ص ۴۸۹ الرقم ۲۴۲۱ و ص ۲۸۹ الرقم ۱۱۶۹.

3.. في المصدر : المقدّسة الحسينيّة ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12470
صفحه از 458
پرینت  ارسال به