445
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

السنّ، أحسن اللّه‏ عاقبته.۱

۴ / ۱۷

السيّد محمّد الفشاركيّ۲

۸۸۸.نقل آية اللّه‏ الشيخ مرتضى الحائريّ عن الشيخ حسن فريد الأراكيّ۳ أنّه قال:
عندما كان الشيخ۴ في أراك، جاء إلى هذه المدينة رجل فاضل۵ من العراق (لعلّه يريد السفر إلى مشهد)، من طلاّب السيّد محمّد الفشاركيّ، ويبدو أنّه من طلاّب الميرزا محمّد تقيّ الشيرازيّ، وله علاقة صداقة مع الشيخ مصطفى الأراكيّ أحد علماء الشيعة من الدرجة الأُولى، وأبو الشيخ حسن فريد الأراكي. قال ذلك الرجل:
كان السيّد محمّد الفشاركيّ يفكّر كثيراً في مسألة، ويتباحث مع من يتّسم بالدقّة مثل الميرزا محمّد تقيّ، ولكنّ مشكلته لم تُحلّ، فيجلس في حفرة أوجدها الفيضان في وسط صحراء سامرّاء؛ ليختفي عن أعين الناظرين من بعيد، ولا يضايقه أحد وهو يفكّر في تلك المسألة.
وفجأة رأى رجلاً بزيّ الأعراب يقف أمامه ويسأله: في أيّ شيء تفكّر؟ فأجابه بحالة يُظهر فيها انزعاجه مِن وجود مَن يضايقه، وعدم المناسبة لذكر التفاصيل العلميّة

1.. جنّة المأوى : ص ۳۱۲ ح ۵۹، مفاتيح الجنان: زيارة الكاظمين حكاية الحاج عليّ البغداديّ.

2.. السيّد محمّد بن قاسم الفشاركيّ الإصفهانيّ ۱۲۵۳ ـ ۱۳۱۶ ه ، من كبار تلاميذ وخواصّ الميرزا الشيرازيّ ،واُستاذ الشيخ عبد الكريم الحائريّ. ولد في فشارك بإصفهان . سافر إلى سامرّاء مع آية اللّه‏ الشيرازيّ سنة (۱۲۹۱ه )، وحفظ رونق حوزة سامرّاء بتدريسه بعد وفاة أُستاذه. دُفن في إحدى حجرات الصحن العلويّ الشريف.

3.. قضى الأعوام الأخيرة من حياته بمدينة قمّ، وزاول تدريس خارج الفقه والأُصول هامش المصدر.

4.. يقصد الشيخ عبد الكريم الحائريّ.

5.. جاء في المصدر ص ۹۳ : هذا الرجل الفاضل هو محمّد رضا القدريجانيّ ، وفقاً لما في ذاكرة الحقير ، ولكنّي لست متيقّناً . ونقل الشيخ أبو القاسم الوافيّ أحد فضلاء حوزة قم العلميّة أنّ السيّد فريد قال : هو الشيخ محمّد رضا نفسه .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
444

السلام عليك يا رسول اللّه‏، السلام عليك يا أمير المؤمنين... وساق على باقي أهل العصمة عليهم‏السلام حتّى وصل إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام. ثمّ التفت إليّ بوجهه الشريف، ووقف مبتسماً وقال: أنت إذا وصلت إلى السلام على الإمام العسكريّ ما تقول؟ فقلت: أقول: السلام عليك يا حجّة اللّه‏ يا صاحب الزمان.
قال: فدخل الروضة الشريفة، ووقف على قبر الإمام موسى عليه‏السلام والقبلة بين كتفيه. فوقفت إلى جنبه وقلت: يا سيّدنا، زر حتّى أزور معك. فبدأ عليه‏السلام بزيارة أمين اللّه‏ الجامعة المعروفة، فزار بها وأنا أُتابعه، ثمّ زار مولانا الجواد عليه‏السلام. ودخل القبّة الثانية قبّة محمّد بن عليّ، ووقف يصلّي، فوقفت إلى جنبه متأخّراً عنه قليلاً احتراماً له، ودخلت في صلاة الزيارة، فخطر ببالي أن أسأله أن يبات معي تلك الليلة لأتشرّف بضيافته وخدمته، ورفعت بصري إلى جهته وهو بجنبي متقدّماً عليّ قليلاً، فلم أره!
فخفّفت صلاتي وقمت، وجعلت أتصفّح وجوه المصلّين والزوّار لعلّي أصل إلى خدمته، حتّى لم يبق مكان في الروضة والرواق إلاّ ونظرت فيه، فلم أرَ له أثراً أبداً.
ثمّ انتبهت وجعلت أتأسّف على عدم التنبّه لما شاهدته من كراماته وآياته، ومع ما أخبرني به من حوادث لايعلمها غيري، ولكنّي لم أنتبه. ثمّ تذكّرت أنّي مشيت معه بجنب نهرٍ جارٍ تحت أشجار مزهرة متدلّية على رؤسنا، وأين طريق بغداد وظلّ الأشجار الزاهرة في ذلك التاريخ؟!... ممّا أفادني القطع بأنّه هو الإمام الثاني عشر صلوات اللّه‏ عليه وعلى آبائه الطاهرين.
قال المحدّث النوري:
ثمّ سألته [السيّد محمّد بن حيدر الكاظمي كاتب هذه الحكاية] أيّده اللّه‏ تعالى عن اسمه، وحدّثني غيره أيضاً أنّ اسمه الحاج عليّ البغداديّ، وهو من التجّار، وأغلب تجارته في طرف جدّة ومكّة وما والاها بطريق المكاتبة، وحدّثني جماعة من أهل العلم والتقوى من سكنة بلدة الكاظم عليه‏السلام بأنّ الرجل من أهل الصلاح والديانة والورع، والمواظبين على أداء الأخماس والحقوق، وهو في هذا التاريخ طاعن في

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12460
صفحه از 458
پرینت  ارسال به