443
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

أوصلت بعض حقّنا إلى وكلائنا في النجف الأشرف أيضاً. وجرى على لساني أنّي قلت له: ما أدّيته مقبول؟ فقال: نعم.
ثمّ خطر في نفسي أنّ هذا السيّد يقول بالنسبة إلى العلماء الأعلام: «وكلائنا»، واستعظمت ذلك، ثمّ قلت [في نفسي]: العلماء وكلاء على قبض حقوق السادة، وشملتني الغفلة.
ثمّ قلت: يا سيّدنا، قرّاء تعزية الحسين عليه‏السلام يقرؤون حديثاً أنّ رجلاً رأى في المنام هودجاً بين السماء والأرض، فسأل عمّن فيه، فقيل له: فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى، فقال: إلى أين يريدون؟ فقيل: زيارة الحسين عليه‏السلام في هذه الليلة ليلة الجمعة، ورأى رقاعاً تتساقط من الهودج مكتوب فيها: «أمان من النار لزوّار الحسين عليه‏السلام في ليلة الجمعة»، هذا الحديث صحيح؟ فقال عليه‏السلام: نعم، زيارة الحسين عليه‏السلام في ليلة الجمعة أمان من النار يوم القيامة.
قال: وكنت قبل هذه الحكاية بقليل قد تشرّفت بزيارة مولانا الرضا عليه‏السلام، فقلت له: يا سيّدنا، قد زرت الرضا عليّ بن موسى، وقد بلغني أنّه ضمن لزوّاره الجنّة، هذا صحيح؟ فقال عليه‏السلام: هو الإمام الضامن. فقلت: زيارتي مقبولة؟ فقال عليه‏السلام: نعم مقبولة.
وكان معي في طريق الزيارة رجل متديّن من الكسبة، وكان خليطاً لي وشريكاً في المصرف، فقلت له: يا سيّدنا، إنّ فلاناً كان معي في الزيارة، زيارته مقبولة؟ فقال: نعم، العبد الصالح فلان بن فلان زيارته مقبولة.
ثمّ ذكرت له جماعة من كسبة أهل بغداد كانوا معنا في تلك الزيارة، وقلت: إنّ فلاناً وفلاناً ـ وذكرت أسماءهم ـ كانوا معنا، زيارتهم مقبولة؟ فأدار عليه‏السلام وجهه إلى الجهة الأُخرى وأعرض عن الجواب، فهبته وأكبرته وسكتّ عن سؤله.
فلم أزل ماشياً معه على الصفة التي ذكرتها حتّى دخلنا الصحن الشريف، ثمّ دخلنا الروضة المقدّسة من الباب المعروف بباب المراد، فلم يقف على باب الرواق، ولم يقل شيئاً حتّى وقف على باب الروضة من عند رجلي الإمام موسى عليه‏السلام، فوقفت بجنبه وقلت له: يا سيّدنا، اقرأ حتّى أقرأ معك. فقال:


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
442

معناه:
إنّه في سنة من سنيّ عشرة السبعين (۱۲۷۰ ـ ۱۲۷۹ه)، كان عندي مقدار من مال الإمام عليه‏السلام عزمت على إيصاله إلى العلماء الأعلام في النجف الأشرف، وكان لي طلب على تجّارها، فمضيت إلى زيارة أمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام في إحدى زياراته المخصوصة، واستوفيت ما أمكنني استيفاؤ من الديون التي كانت لي، وأوصلت ذلك إلى متعدّدين من العلماء الأعلام من طرف الإمام عليه‏السلام، لكن لم يِف بما كان عليّ منه، بل بقي عليّ مقدار عشرين توماناً، فعزمت على إيصال ذلك إلى أحد علماء مشهدالكاظمين. فلمّا رجعت إلى بغداد أحببت أداء ما بقي في ذمّتي على التعجيل، ولم يكن عندي من النقد شيء، فتوجّهت إلى زيارة الإمامين عليهماالسلام في يوم الخميس، وبعد التشرّف بالزيارة دخلت على المجتهد دام توفيقه، وأخبرته بما بقي في ذمّتي من مال الإمام عليه‏السلام، وسألته أن يحوّل ذلك عليّ تدريجاً، ورجعت إلى بغداد في أواخر النهار... ماشياً؛ لعدم تمكّني من كراء دابّة.
فلمّا تجاوزت نصف الطريق، رأيت سيّداً جليلاً مهاباً متوجّهاً إلى مشهد الكاظمين ماشياً، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، وقال لي: يا فلان ـ وذكر اسمي ـ لِم لَم تبقَ هذه الليلة الشريفة ليلة الجمعة في مشهد الإمامين؟ فقلت: يا سيّدنا، عندي مطلب مهمّ منعني من ذلك، فقال لي: ارجع معي وبت هذه الليلة الشريفة عند الإمامين، وارجع إلى مهمّتك غدا إن شاء اللّه‏. فارتاحت نفسي إلى كلامه، ورجعت معه منقاداً لأمره، ومشيت معه بجنب نهر جارٍ تحت ظلال أشجار خضرة نضرة متدلّية على رؤسنا، وهواء عذب، وأنا غافل عن التفكّر في ذلك، وخطر ببالي أنّ هذا السيّد الجليل سمّاني باسمي مع أنّي لا أعرفه، ثمّ قلت في نفسي: لعلّه هو يعرفني وأنا ناسٍ له. ثمّ قلت في نفسي: إنّ هذا السيّد كأنّه يريد منّي من حقّ السادة، وأحببت أن أُوصل إلى خدمته شيئاً من مال الإمام الذي عندي.
فقلت له: يا سيّدنا، عندي من حقّكم [السادات] بقيّة، لكن راجعت فيه جناب الشيخ الفلانيّ لأُؤدّي حقّكم بإذنه؛ وأنا أعني السادة، فتبسّم في وجهي وقال: نعم، وقد

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12439
صفحه از 458
پرینت  ارسال به