439
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۴ / ۱۵

الميرزا الشيرازي

۸۸۵.كتب آية اللّه‏ الشيخ مرتضى الحائريّ اليزديّ:
نقل السيّد روح اللّه‏ الخاتميّ۱ عن رجل محلّ ثقته، قال: كان أبي موضع ثقة الميرزا الشيرازيّ الذي جعله وكيلاً له في كربلاء، فكان يُرسل الأسئلة والأموال الشرعيّة والوصولات إلى الميرزا في سامرّاء [أتذكّر أن ما يرتبط بالحادثة هي الوكالة، أمّا كلمة الأموال الشرعيّة فلا أتذكّرها]، ويُجيب المرحوم الميرزا كلّ أُسبوعين مرّة. ويبدو أنّ الميرزا الشيرازي كتب له أن يبذل مزيداً من الدقّة في صرف الأموال الشرعيّة، وروى حادثة تتعلّق بهذا الموضوع، فقال:
رأيت في عالم الرؤا أنّهم قالوا بتشريف حجّة العصر ـ عليه وعلى آبائه التحيّة والثناء ـ في الصحن، وأمر بأن أحضر مع سجلّي. فذهب للتشرّف بخدمة إمام العصر عليه‏السلام مع السجلّ الذي أثبت فيه ما دفعه للأشخاص من أموال شرعيّة تتعلّق بسهم الإمام، فوصل إليه وسلّم عليه بإجلال واحترام، فقال له الإمام بما يقرب من هذا النصّ: اقرأ تفاصيل الحساب. فقرأ مثلاً ما يقرب من عشرة موارد، والإمام يقول على أغلبها مثلاً: لا أقبلها. وفقاً لما أتذكّر، وقال الإمام عليه‏السلام على ما يقرب من ثلثها: أقبَلُها.
فقال الميرزا للإمام عليه‏السلام: سيّدي، أنا لا أستطيع أن أفعل أكثر من هذا، وسأُسلّم السجلّ إلى أيّ من تأمرني بتسليمه إليه، وأنا أتّبع أمره. فابتسم الإمام وقال: إنّه أنت،

1.. آية اللّه‏ السيّد روح اللّه‏ الخاتميّ ۱۳۲۴ـ ۱۴۰۸ه ، بدأ بدراسة العلوم الدينيّة تحت إشراف والده وهوفي الثالثة عشرة من عمره بصفته أحد طلبة الحوزة العلميّة في محلّ ولادته؛ مدينة أردكان التابعة لمحافظة يزد، أكمل دراسته في حوزة إصفهان، ونال إجازة الاجتهاد من السيّد محمّد الفشاركيّ. قام بنشاطات دينيّة وسياسيّة مناهضة للحكم الملكيّ الجائر. نُصّب بعد الشهيد صدوقي إماماً لجمعة يزد وممثّلاً للإمام الخمينيّ في المحافظة المذكورة. من مؤّفاته: روزه راستين وآينه مكارم (بالفارسيّة) (راجع: گلشن أبرار (بالفارسيّة): ج ۵ ص ۴۸۲) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
438

لا ينبغي النوم في هذه الليلة. وتمدّدت في الفراش ولكنّي ألزمت نفسي بإبقائها متيقّظة، حتّى حان وقت الليلة السابقة، فرأيت الشيخ قد توضّأ ولبس عباءته وذهب.
فنهضت وسرت خلفه بحيث لايراني، حتّى وصلنا إلى مكان الليلة الفائتة. ولمّا وصل الشيخ إلى ذلك الموضع ألقى السلام وجاءه الردّ، ثمّ سأل: والآن هل مسموح لي بالذهاب غداً؟ فأُجيب: هل أنجزت الأمر؟ قال: نعم. فأُجيب: مسموح لك.
عاد الشيخ، وأقفلت راجعاً قبله ونمت في فراشي. تحرّكنا صباحاً، ولمّا خرجنا من بوّابة المدينة ووصلنا وسط الصحراء واختلوت بالشيخ، التفتّ إليه وقلت: شيخنا، سؤلان ومسألتان. فتصوّر الشيخ أنّه سؤل علميّ، وقال: قل، قلت: أوّلاً لماذا يجب عليه ترك الصحن وحجراته ولا ينزل فيه، ويذهب إلى عند بوّابة بغداد في بيت عربيّ صغير؟
فنظر إليّ الشيخ بتجاهل وقال: عمّن تتحدّث؟ قلت: أنا مطّلع وأعلم بالأمر، قل لي سرّ هذا الموضوع. ولمّا رأى الشيخ مدى معرفتي (ولأنّ السيّد صاحب كرامات، ظنّ الشيخ أنّه اطّلع على الأمر عن طريق الكرامة) أجاب بما حاصله قريب من هذا المعنى: لم يتّخذ الصحن منزلاً احتراماً له، كما أنّ الصحن ليس مكاناً مناسباً لسكنه ونومه.
ثمّ قلت: سؤل ثانٍ وهو: ما هي تلك القضيّة التي سألك عنها الإمام عليه‏السلام في الليلة الأُولى بقوله: هل أنجزتها؟ فقلتَ: لا، فلم يأذن لك بالذهاب، وفي الليلة الثانية سألك أيضاً: هل أنجزتها؟ فقلت: نعم، ثمّ سمح لك؟
فقال الشيخ: هذا ما لا أُخبرك به. ومهما أصرّ السيّد لم يظهره الشيخ الذي أخذ عهداً منه على ألاّ يُخبر أحداً بهذه الحادثة مادام حيّاً، فلم يقصّها السيّد إلى ما بعد وفاة الشيخ. رحمة اللّه‏ عليهما وعلى سائر العلماء المرضيّين.۱

1.. شرح أحوال حضرة آية اللّه‏ العظمى أراكى بالفارسيّة ، لرضا أُستادي: ص ۵۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12358
صفحه از 458
پرینت  ارسال به