437
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الزمان المرحوم السيّد عليّ الشوشتريّ۱، وهو غنيّ عن التعريف؛ لسطوع جلالة قدره، ونقل آقا مشهدي إسماعيل ناقل القضيّة أنّ هذا السيّد كان أُستاذاً للشيخ مرتضى في علم الأخلاق، وتلميذاً له في علم الفقه وأُصوله.
والحاصل، قال هذا السيّد: كانت عادتنا أنا والشيخ المرحوم مرتضى أن نذهب من النجف إلى كربلاء في أوقات الزيارات الخاصّة، وفي مرّة ذهبنا للزيارة مثلما نفعل دائماً، وبعد إتمامنا إيّاها ومضيّ يومين أو ثلاثة، قال الشيخ: ينبغي علينا أن نرجع، قلت: حسناً.
ولمّا حلّ الليل ونمنا، وبعد انتصافه رأيت الشيخ وقد نهض من مكانه، وذهب للوضوء ثمّ عاد ولبس عباءته وحذاءه وخرج من المنزل، فقلت في نفسي: لابدّ أنّ الشيخ أخطأ وتصوّر أنّه السحر فنهض، في حين أنّه منتصف الليل ولم يحن وقت التهجّد في كلّ ليلة. وما أن رأيته اجتاز باحة الدار حتّى دخلني الخوف، وقلت: يجب أن أذهب خلفه.
فقمت وارتديت ملابسي وتعقّبته بحيث أراه ولا ينتبه إليّ، فاجتاز أزقّة كربلاء الواحد تلو الآخر، حتّى وصل إلى مكان يُسمّى بوّابة بغداد وفيها بيت عربي صغير، فوقف الشيخ أمامه وألقى السلام، وجاء جواب سلامه من داخل البيت، ثمّ سأل الشيخ: هل يؤن لي بالذهاب غداً؟ فأتاه الجواب: هل أنجزت ذلك الأمر؟ فقال: لا. فأُجيب: ليس مأذوناً لك.
فرجع الشيخ، وعدت قبله ونمت في فراشي، ثمّ جاء ونام. لمّا أصبحنا قلت للشيخ: هل نسافر اليوم؟ قال: لا، ولم أسأله عن السبب. حتّى حلّ الليل، فقلت في نفسي:

1.. العارف الكامل والفقيه الزاهد السيّد عليّ الشوشتريّ ۱۲۲۲ ـ ۱۲۸۱ أو ۱۲۸۳ ه ، من أحفاد السيّد نعمة اللّه‏ الجزائريّ. ولد في شوشتر ، وسافر إلى النجف الأشرف ليدرس العلوم الدينيّة وينهل من معين أساتذتها على أكمل وجه. وصل إلى مقام عالٍ في العرفان وفقاً لإرشادات الملاّ قلي جولا. وإضافة إلى تبحّره في العلوم الدينيّة والعرفان برع في الطبّ أيضاً. توفّي بالنجف راجع: أعيان الشيعة: ج ۸ ص ۳۱۶ وگلشن ابرار «بالفارسيّة»: ج ۵ ص ۲۱۱ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
436

قال الحاج إسماعيل الذي أدرك الشيخ الأنصاريّ ما يقرب من عشرة أعوام: كنت أمشي يوماً مع الشيخ الأنصاريّ رحمه‏الله في النجف الأشرف، ورأيت مجموعة تحيط بشخص، فسألت: من يكون؟ قالوا: هذا الشخص يعلم ما في الضمائر.
أخبرت الشيخ بالموضوع، فتحرّك نحوه مباشرة، وتنحّى الناس المحيطون به جانباً احتراماً للشيخ الذي قال لذلك الشخص: هل تعلم ما في الضمير؟ قال: نعم، ويمكنك أن تنوي شيئاً حتّى أقوله لك. قال الشيخ: نويت. فأشار الشخص بإصبعيه فوراً وقال: أنت تشرّفت مرّتين برؤة بقية اللّه‏ عليه‏السلام، هل تريد أن أقول أين وكيف؟ فابتسم الشيخ ووضع عباءته على رأسه وذهب.
ومعلوم أنّ الشيخ أضمر في نفسه: هل تشرّفت بلقاء إمام العصر عليه‏السلام أم لا؟ وأجاب ذلك الشخص وفقاً للواقع.۱

۸۸۴.نقل آية اللّه‏ الأراكيّ أيضاً عن آقا مشهدي إسماعيل التبريزيّ۲ فقال:
في يوم الجمعة ۱۶ شعبان عن السيّد المتقدّم السيّد حسن الصدر۳ الذي نقل عن الثقة الصالح الحاج الملاّ حسن اليزديّ والد زوجة آية اللّه‏ السيّد كاظم الطباطبائيّ اليزديّ، ويكفي في وثاقته أنّ السيّد المذكور ـ أي السيّد حسن ناقل القضية ـ قال بحقّه: لا أرى قول هذا الحاج في الوثاقة والاعتبار أقلّ من قول السيّد صهره.
نقل هذا الحاج عن العالم الذي ليس له بديل، صاحب المقامات والكرامات ونادرة

1.. شرح أحوال حضرت آية اللّه‏ العظمى أراكي بالفارسيّة: ص ۶۰۰، دار السلام در أحوالات حضرت وليّ عصر(بالفارسيّة): ص ۲۹۰ ح ۱۷ نقلاً عن الميرزا حسن الآشتيانيّ.

2.. مشهدي إسماعيل ابن الحاج حسين التبريزيّ ۱۲۸۶ ـ ۱۳۷۴ه ، المشهور بمسأله گو ، والملقّب في شعرهبتائب . سكن مدينة مشهد. ألّف كتاب البلاغ المبين ورمان تائب في إثبات النبوّة الخاصّة (راجع: الذريعة: ج ۳ ص ۱۴۰ الرقم ۴۸۰ و ج ۱۱ ص ۲۴۷ الرقم ۱۵۱۳ و ص ۲۶۵ الرقم ۱۶۲۴) .

3.. السيّد أبو محمّد حسن صدر الدين الإصفهانيّ الكاظميّ ت۱۳۵۴ه ، صاحب كتاب تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام (راجع: الذريعة: ج ۸ ص ۱۵ الرقم ۵۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12366
صفحه از 458
پرینت  ارسال به