433
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قال المولى السلماسيّ(ره): ولمّا بلغ كلام السيّد السند إلى هنا، أضرب عنه صفحاً وطوى عنه كشحاً، وشرع في الجواب عمّا سأله المحقّق المذكور قبل ذلك عن سرّ قلّة تصانيفه مع طول باعه في العلوم، فذكر له وجوهاً، فعاد المحقّق القمّي فسأل عن هذا الكلام الخفّي، فأشار بيده شبه المنكر بأنّ هذا سرّ لا يُذكر.۱

۸۸۰.قال المحدّث النوريّ: نقل الميرزا حسين اللاّهيجيّ عن الملاّ زين العابدين السلماسيّ أنّه قال:
إنّ السيّد الجليل بحر العلوم ـ أعلى اللّه‏ مقامه ـ ورد يوماً في حرم أمير المؤمنين عليه آلاف التحيّة والسلام، فجعل يترنّم بهذا المصرع:
چه خوش است صوت قرآن ز تو دل ربا شنيدن
ومعناه: «أيّ جمال لصوت القرآن يُسمع منك فيأخذ بمجامع القلوب!».
فسُئل رحمه‏الله عن سبب قراءته هذا المصرع، فقال: لمّا وردت في الحرم المطهّر رأيت الحجّة عليه‏السلام جالسا عند الرأس يقرأ القرآن بصوت عالٍ، فلمّا سمعت صوته قرأت المصرع المزبور، ولمّا وردت الحرم ترك قراءة القرآن، وخرج من الحرم الشريف.۲

۴ / ۱۲

الشَّيخُ مُرتَضى الأنصاريُّ۳

۸۸۱. نقل أحد أحفاد الشيخ مرتضى الأنصاريّ في ترجمة ذلك الفقيه الجليل عن آقا مير سيّد

1.. جنّة المأوى : ص ۲۳۴ ح ۹ ، النجم الثاقب: ص ۴۰۸ ح ۷۳.

2.. جنّة المأوى : ص ۳۰۲ ح ۵۴، النجم الثاقب: ص ۴۱۳ ح ۷۹.

3.الشيخ مرتضى بن محمّد أمين الدزفوليّ الأنصاريّ النجفيّ المشهور بالشيخ الأنصاريّ ۱۲۱۴ ـ ۱۲۸۱ه ، يرجع نسبه إلى جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاريّ. حُكي عن النراقيّ أنّه قال: لقيت خمسين مجتهداً لم يكن أحدهم مثل الشيخ مرتضى. وضع أساس علم الأُصول و الحديث عند الشيعة، وطريقته شهيرة معروفة، وانتهت إليه رئاسة الإماميّة العامّة في شرق الأرض وغربها. له عدّة مصنّفات، منها: المكاسب، والرسائل الخمسة التي يستند إليها علماء الشيعة في أُصول الفقه في كلّ مكان (راجع: أعيان الشيعة: ج ۱۰ ص ۱۱۷) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
432

القمّيّ۱ صاحب القوانين... فتوجّه المحقّق الأيِّد إلى جناب السيّد وقال: إنّكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانيّة والجسمانيّة، وقرب المكان الظاهريّ والباطنيّ، فتصدّقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان، وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي تنشرح به الصدور، وتطمئنّ به القلوب.
فأجاب السيّد من غير تأمّل وقال: إنّي كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أو أقلّ ـ والترديد من الراوي ـ في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل عازماً على الرجوع إلى النجف في أوّل الصبح؛ لئلاّ يتعطّل أمر البحث والمذاكرة ـ وهكذا كان دأبه في سنين عديدة ـ فلمّا خرجت من المسجد أُلقي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه خوفاً من عدم الوصول إلى البلد قبل الصبح فيفوت البحث في اليوم، ولكن كان الشوق يزيد في كلّ آن، ويميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أُقدّم رجلاً وأُؤّر أُخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي وأمالتني عن الطريق ـ فكأنّها التوفيق الذي هو خير رفيق ـ إلى أن ألقتني إلى باب المسجد.
فدخلت فإذا به خالياً عن العباد والزوّار، إلاّ شخصاً جليلاً مشغولاً بالمناجاة مع الجبّار، بكلمات ترقّ القلوب القاسية، وتسحّ الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي وتغيّرت حالي، ورجفت ركبتي وهملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها أُذني ولم ترها عيني ممّا وصلتُ إليه من الأدعية المأثورة، وعرفت أنّ المناجي يُنشئها في الحال، لا أنّه ينشد ما أودعه في البال.
فوقفت في مكاني مستمعاً متلذّذاً إلى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إليّ وصاح بلسان العجم: مهدي بيا؛ أي: هلمّ يا مهديّ. فتقدّمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدّم، فمشيت قليلاً ثمّ وقفت، فأمرني بالتقدّم وقال: إنّ الأدب في الامتثال. فتقدّمت إليه بحيث تصل يدي إليه ويده الشريفة إليّ، وتكلّم بكلمة.

1.. الميرزا أبو القاسم بن محمّد حسن الجيلاني المعروف بالميرزا القمّي ۱۱۵۰ أو ۱۱۵۱ أو ۱۱۵۳ ـ ۱۲۳۱ أو ۱۲۳۳ه ، صاحب القوانين ، ولد في جيلان، ونشأ بمدينة قمّ ، وفيها تُوفّي ودُفن. وهو مجتهد دقيق وفقيه متبحّر في الأُصول (راجع: أعيان الشيعة: ج ۲ ص ۴۱۱ الرقم ۲۸۷۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12520
صفحه از 458
پرینت  ارسال به