431
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۸۷۷.نقل المحدّث النوريّ عن الملاّ محمّد سعيد الصدتوماني تلميذ بحر العلوم أنّه قال:
جرى في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤة المهديّ عليه‏السلام، حتّى تكلّم هو في جملة من تكلّم في ذلك، فقال: أحببت ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغاً من الناس، فلمّا انتهيت إليه وجدته غاصّاً بالناس ولهم دويّ، ولا أعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد. فدخلت فوجدت صفوفاً صافّين للصلاة جامعة، فوقفت إلى جنب الحائط على موضع فيه رمل، فعلوته لأنظر هل أجد خللاً في الصفوف فأسدّه، فرأيت موضع رجل واحد في صفّ من تلك الصفوف، فذهبت إليه ووقفت فيه.
قال الملاّ محمّد سعيد: فقال رجل من الحاضرين: هل رأيت المهديّ عليه‏السلام ؟ فعند ذلك سكت السيّد وكأنّه كان نائماً ثمّ انتبه، فكلّما طلب منه إتمام المطلب لم يتمّه.۱

۸۷۸.نقل المحدّث النوريّ عن الملاّ زين العابدين السلماسيّ أنّه قال:
صلّينا مع جنابه في داخل حرم العسكريّين، فلمّا أراد النهوض من التشهّد إلى الركعة الثالثة، عرضته حالة فوقف هنيئة ثمّ قام. ولمّا فرغنا تعجّبنا كلّنا، ولم نفهم ما كان وجهه، ولم يجترئ أحد منّا على السؤل عنه إلى أن أتينا المنزل وأُحضرت المائدة، فأشار إليّ بعض السادة من أصحابنا أن أسأله، فقلت: لا، وأنت أقرب منّا. فالتفت(ره) إليّ وقال: فيم تتقاولون؟ قلت ـ وكنت أجسر الناس عليه ـ: إنّهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلاة. فقال: إنّ الحجّة عليه‏السلام دخل الروضة للسلام على أبيه عليه‏السلام، فعرض ما رأيتم من مشاهدة جماله والأنوار إلى أن خرج منها.۲

۸۷۹.نقل المحدّث النوريّ عن الملاّ زين العابدين السلماسي أنّه قال:
كنت حاضراً في مجلس السيّد في المشهد الغرويّ إذ دخل عليه لزيارته المحقّق

1.. جنّة المأوى : ص ۲۴۰ ح ۱۴، النجم الثاقب: ص ۴۱۲، ح ۷۸.

2.. جنّة المأوى : ص ۲۳۷ ح ۱۱، النجم الثاقب: ص ۴۱۰ ح ۷۵.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
430

بالليل والنهار، وكان يجتمع إليه الناس في أوّل الليل إلى أن يذهب شطر منه في أكثر الليالي.
فاتّفق أنّه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله، فرأيته كأنّه يكره الاجتماع ويحبّ الخلوة، ويتكلّم مع كلّ واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده، فتفرّق الناس ولم يبقَ غيري، فأمرني بالخروج فخرجت إلى حجرتي متفكّراً في حالته في تلك الليلة، فمنعني الرقاد، فصبرت زماناً فخرجت متخفّياً لأتفقّد حاله، فرأيت باب حجرته مغلقاً، فنظرت من شقّ الباب وإذا السراج بحاله وليس فيه أحد، فدخلت الحجرة، فعرفت من وضعها أنّه ما نام في تلك الليلة.
فخرجت حافياً متخفّياً أطلب خبره وأقفو أثره، فدخلت الصحن الشريف، فرأيت أبواب قبّة العسكريّين مغلقة، فتفقّدت أطراف خارجها فلم أجد منه أثراً، فدخلت الصحن الأخير الذي فيه السرداب، فرأيته مفتّح الأبواب، فنزلت من الدرج حافياً متخفّياً متأنّياً بحيث لا يسمع منّي حسّ ولا حركة، فسمعت همهمة من صفّة السرداب كأنّ أحداً يتكلّم مع آخر، ولم أُميّز الكلمات إلى أن بقيت ثلاثة أو أربعة منها، وكان دبيبي أخفى من دبيب النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصمّاء، فإذا بالسيّد قد نادى في مكانه هناك: يا سيّد مرتضى، ما تصنع؟ ولِمَ خرجت من المنزل؟
فبقيت متحيّراً ساكتاً كالخشب المسندة، فعزمت على الرجوع قبل الجواب، ثمّ قلت في نفسي: كيف تخفى حالك على من عرفك من غير طريق الحواسّ؟ فأجبته معتذراً نادماً، ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفّة، فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنّه يناجي الغائب عن أبصار البشر، عليه سلام اللّه‏ الملك الأكبر، فرجعت حريّاً لكلّ ملامة، غريقاً في بحار الندامة إلى يوم القيامة.۱

1.. جنّة المأوى : ص ۲۳۸ ح ۱۳، النجم الثاقب: ص ۴۱۱ ح ۷۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12392
صفحه از 458
پرینت  ارسال به