429
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فلمّا رجع من الطواف في اليوم الذي شكوته في أمسه نفاد النفقة، وأحضرت الغليان على العادة، فإذا بالباب يدقّه أحد، فاضطرب أشدّ الاضطراب وقال لي: خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان. وقام مسرعاً خارجاً عن الوقار والسكينة والآداب، ففتح الباب ودخل شخص جليل في هيئة الأعراب، وجلس في تلك القبّة وقعد السيّد عند بابها في نهاية الذلّة والمسكنة، وأشار إليّ أن لا أُقرّب إليه الغليان.
فقعدا ساعة يتحدّثان، ثمّ قام فقام السيّد مسرعاً وفتح الباب، وقبّل يده وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه، ورجع السيّد متغيّر اللون وناولني براة، وقال: هذه حوّالة على رجل صرّاف قاعد في جبل الصفا، اذهب إليه وخذ منه ما أُحيل عليه.
قال: فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف، فلمّا نظر إليها قبّلها وقال: عليّ بالحماميل. فذهبت وأتيت بأربعة حماميل، فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: ريال فرانسه، يزيد كلّ واحد على خمسة قرانات العجم، وما كانوا يقدرون على حمله، فحملوها على أكتافهم، وأتينا بها إلى الدار.
ولمّا كان في بعض الأيّام، ذهبت إلى الصرّاف لأسأل منه حاله وممّن كانت تلك الحوّالة، فلم أرَ صرّافاً ولا دكّاناً، فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصرّاف، فقال: ما عهدنا في هذا المكان صرّافاً أبداً، وإنّما يقعد فيه فلان. فعرفت أنّه من أسرار الملك المنّان، وألطاف وليّ الرحمن.۱

۸۷۶.روى المحدّث النوريّ بسنده عن السيّد مرتضى صهر السيّد بحر العلوم على بنت أُخته، وكان مصاحباً له في السفر والحضر، مواظباً على خدماته في السرّ والعلانية، قال:
كنت معه في سرّ من رأى في بعض أسفار زيارته، وكان السيّد ينام في حجرة وحده، ولي حجرة بجنب حجرته، وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته

1.. جنّة المأوى : ص ۲۳۷ ح ۱۲، النجم الثاقب: ص ۴۱۰ ح ۷۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
428

۴ / ۱۱

السَّيِّد بَحر العُلوم۱

۸۷۴.قال الملاّ زين العابدين السلماسي وهو من تلاميذ السيّد بحر العلوم:
كنت حاضراً في محفل إفادته، فسأله رجلٌ عن إمكان رؤة الطلعة الغرّاء في الغيبة الكبرى، وكان بيده الآلة المعروفة لشرب الدخان المسمّاة عند العجم بغليان [النارجيلة]، فسكت عن جوابه وطأطأ رأسه، وخاطب نفسه بكلام خفيّ أسمعه، فقال ما معناه: ما أقول في جوابه وقد ضمّني صلوات اللّه‏ عليه إلى صدره، وورد أيضاً في الخبر تكذيب مدّعي الرّؤة في أيّام الغيبة؟ فكرّر هذا الكلام.
ثمّ قال في جواب السائل: إنّه قد ورد في أخبار أهل العصمة تكذيب من ادّعى رؤة الحجّة عليه‏السلام. واقتصر في جوابه عليه من غير إشارة إلى ما تكلّم به.۲

۸۷۵.نقل المحدّث النوريّ عن الملاّ زين العابدين السلماسيّ الذي تولّى إدارة أُمور السيّد بحر العلوم عند إقامته في مكّة، قال:
كان(ره) ـ مع كونه في بلد الغربة و منقطعاً عن الأهل والإخوة ـ قويّ القلب في البذل والعطاء، غير مكترث بكثرة المصارف، فاتّفق في بعض الأيّام أن لم نجد إلى درهم سبيلاً، فعرّفته الحال وكثرة المؤنة وانعدام المال، فلم يقل شيئاً.
وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار، فيجلس في القبّة المختصّة به، ونأتي إليه بغليان [النارجيلة] فيشربه، ثمّ يخرج إلى قبّة أُخرى تجتمع فيها تلامذته من كلّ المذاهب، فيدرّس لكلّ على مذهبه.

1.. السيّد مهدي بن مرتضى بن محمّد حسين الروجرديّ المشهور ببحر العلوم الطباطبائي ۱۱۵۵ ـ ۱۲۱۳ ه: منأبناء إبراهيم طباطبا وذرّيّة الحسن المثنّى. ولد في كربلاء ، يعدّ من قادة الشيعة، وعالماً جامعاً للعلوم، ومرجعاً للباحثين عن العلم، وزعيماً للإماميّة، وأُستاذاً لأساتذتها في عصره، وهو فقيه متكلّم متّق ، ومفسّر محدّث زاهد ، ورجاليّ بارع ، وأديب شاعر. له كتاب الفوائد الرجالية ، وتوفّي بالنجف راجع: أعيان الشيعة: ج ۱۰ ص ۱۵۸ والذريعة: ج ۱۶ ص ۳۳۹ الرقم ۱۵۷۴ .

2.. النجم الثاقب: ص ۳۴۹ ح ۷۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11901
صفحه از 458
پرینت  ارسال به