421
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۴ / ۸

الوحيد البهبهاني۱

۸۷۱.قال العالم الجليل الوحيد البهبهانيّ:
عندما قدمت إلى كربلاء أخذت بوعظ الناس وإرشادهم، وفي يوم كنت على المنبر وجرى على لساني في أثناء الكلام حديث جميل في خرائج الراونديّ، مضمونه: لا تكثروا من قول: لماذا لا يظهر القائم عليه‏السلام ؟ لأنّكم لا تستطيعون الصبر على التصرّف معه، فهو يلبس الخشن ويغتذي بخبز الشعير. ثمّ قلت: وغيبة صاحب الزمان عليه‏السلام من الألطاف الإلهيّة؛ لأنّنا نفتقر إلى قوّة إطاعته.
وفي هذه الأثناء طفق الحاضرون في المجلس ينظر بعضهم إلى بعض ويتهامسون فيما بينهم، وقالوا فيما قالوه: إنّ هذا الرجل لايرضى بظهور إمام الزمان خوفاً من زوال رئاسته! وتعالى تذمّرهم حتّى داهمني الخوف، فنزلت من المنبر مسرعاً، وذهبت إلى بيتي وأوصدت بابي في وجه الناس.
وبعد ساعة طرق أحدهم الباب، فوقفت خلفها وقلت: من الطارق؟ قال: فلاني الذي يأخذ سجّادتك إلى المسجد. ففتحت الباب، وإذا به يقذف السجّادة من موضعه إلى باحة الدار ويقول: أيّها المرتدّ! خذ سجّادتك، لقد اقتدينا بك عبثاً في هذه المدّة، وما نرى عبادتك إلاّ باطلة! فأخذتُ السجّادة وذهب ذلك الرجل، وأقفلت بابي بإحكام من الخوف، وجلست متحيّراً.
وبعد مضيّ شطر من الليل طُرقت الباب، فدنوت منها والخوف يهيمن عليّ تماماً، وقلت: من الطارق؟ فإذا به ذلك الشخص حامل السجّادة نفسه وهو يعتذر بإلحاح وعجز ومسكنة، ويقسم عليّ بأغلظ الأيمان أن أفتح له الباب، وأنا من خوفي لا أفتحه، وأكثر من القسم وإظهار العجز إلى درجة حدت بي إلى التيقّن من صدقه،

1.. الشيخ محمّد باقر بن محمّد أكمل الإصفهانيّ المعروف بالوحيد البهبهانيّ ۱۱۱۷ ـ ۱۲۰۵ ه ، من أجلّ العلماءوأشهرهم في التصدّي للأخباريّة وإقصائها. له مؤّفات كثيرة في الفقه والأُصول .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
420

وكنت ليلة في الروضة المقدسة وزرت مكرّراً بهذه الزيارة، وظهر في الطريق وفي الروضة كرامات عجيبة، بل معجزات غريبة يطول ذكرها.
فالحاصل أنّه لا شكّ لي أنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهاديّ سلام اللّه‏ عليه بتقرير الصاحب عليه‏السلام، وأنّها أكمل الزيارات وأحسنها، بل بعد تلك الرؤا أكثر الأوقات أزور الأئمّة ـ صلوات اللّه‏ عليهم ـ بهذه الزيارة، وفي العتبات العاليات ما زرتهم إلاّ بهذه الزيارة.۱

۴ / ۷

الشَّيخ الحُرّ العامليّ

۸۷۰.قال الفقيه والمحدّث الجليل الشيخ الحرّ العامليّ:
قد رأيت من المهديّ عليه‏السلام معجزات في النوم مرارا، منها: أنّي كنت في عصر الصبا وسنّي عشر سنين أو نحوها، أصابني مرض شديد جدّا، حتّى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيّئوا للتعزية، وأيقنوا أنّي أموت تلك الليلة، فرأيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والأئمّة الاثني عشر عليهم‏السلام وأنا فيما بين النائم واليقظان، فسلّمت عليهم صلوات اللّه‏ عليهم و صافحتهم واحدا واحدا، وجرى بيني وبين الصادق عليه‏السلام كلام لم يبقَ في خاطري، إلاّ أنه دعا لي، فلمّا سلّمت على صاحب الزمان عليه‏السلام وصافحته بكيت وقلت: يا مولاي، أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقضِ وَطَري من العلم والعمل، فقال لي: لا تخف فإنّك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك اللّه‏ وتعمر عمرا طويلاً، ثمّ ناولني قدحا كان في يده، فشربت منه و أفقت في الحال و زال عنّي المرض بالكلّية، وجلست فتعجّب أهلي وأقاربي، و لم اُحدّثهم بما رأيت إلاّ بعد أيّام.۲

1.. روضة المتّقين: ج ۵ ص ۴۵۱.

2.. إثبات الهداة: ج ۷ ص ۳۷۸ باب ۳۳ فصل ۱۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12066
صفحه از 458
پرینت  ارسال به