لصاحب الأمر عليهالسلام، والّذي أعطاني اللّه من العلوم بسبب الصحيفة لا أُحصيها، وهذا من فضل اللّه عز و جل عليّ وعلى الناس، وتقدير ربّ العالمين.۱
۸۶۹.عن المجلسي الأوّل أيضاً أنّه ذكر في روضة المتّقين:
ولمّا وفّقني اللّه تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليهالسلام، وشرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات، وفتح اللّه تعالى عليّ ببركة مولانا صلوات اللّه عليه أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول الضعيفة، رأيت في ذلك العالم ـ وإن شئت قلت: بين النوم واليقظة ـ عندما كنت في رواق عمران جالساً، أنّي بسرّ من رأى، ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة، ورأيت على قبرهما لباساً أخضر من لباس الجنّة؛ لأنّي لم أرَ مثله في الدنيا، ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان عليهالسلام جالسا، ظهره على القبر ووجهه إلى الباب.
فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة [أي: زيارة جامعة لجميع الأئمّة عليهمالسلام] بالصوت المرتفع كالمدّاحين، فلمّا أتممتها قال صلوات اللّه عليه: نعمت الزيارة. قلت: مولاي روحي فداك، زيارة جدّك؟ ـ وأشرت إلى نحو القبر ـ، فقال: نعم، اُدخل. فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب، قال صلوات اللّه عليه: تقدّم، فقلت: مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب، فقال صلوات اللّه عليه: لا بأس إذا كان بإذننا. فتقدّمت قليلاً وكنت خائفاً مرتعشاً، فقال: تقدّم تقدّم. حتّى صرت قريباً منه صلوات اللّه عليه، قال: اِجلس، قلت: أخاف مولاي، قال صلوات اللّه عليه: لا تخف. فلمّا جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل، قال صلوات اللّه عليه: استرح واجلس مربّعاً، فإنّك تعبت؛ جئت ماشياً حافياً. والحاصل أنّه وقع منه صلوات اللّه عليه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة ومكالمات لطيفة لا يمكن عدّها، ونسيت أكثرها.
ثمَّ انتبهت من تلك الرؤا، وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدّة طويلة، وبعدما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل اللّه، وتيسّر الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب عليهالسلام.