419
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

لصاحب الأمر عليه‏السلام، والّذي أعطاني اللّه‏ من العلوم بسبب الصحيفة لا أُحصيها، وهذا من فضل اللّه‏ عز و جل عليّ وعلى الناس، وتقدير ربّ العالمين.۱

۸۶۹.عن المجلسي الأوّل أيضاً أنّه ذكر في روضة المتّقين:
ولمّا وفّقني اللّه‏ تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليه‏السلام، وشرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات، وفتح اللّه‏ تعالى عليّ ببركة مولانا صلوات اللّه‏ عليه أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول الضعيفة، رأيت في ذلك العالم ـ وإن شئت قلت: بين النوم واليقظة ـ عندما كنت في رواق عمران جالساً، أنّي بسرّ من رأى، ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة، ورأيت على قبرهما لباساً أخضر من لباس الجنّة؛ لأنّي لم أرَ مثله في الدنيا، ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان عليه‏السلام جالسا، ظهره على القبر ووجهه إلى الباب.
فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة [أي: زيارة جامعة لجميع الأئمّة عليهم‏السلام] بالصوت المرتفع كالمدّاحين، فلمّا أتممتها قال صلوات اللّه‏ عليه: نعمت الزيارة. قلت: مولاي روحي فداك، زيارة جدّك؟ ـ وأشرت إلى نحو القبر ـ، فقال: نعم، اُدخل. فلمّا دخلت وقفت قريباً من الباب، قال صلوات اللّه‏ عليه: تقدّم، فقلت: مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب، فقال صلوات اللّه‏ عليه: لا بأس إذا كان بإذننا. فتقدّمت قليلاً وكنت خائفاً مرتعشاً، فقال: تقدّم تقدّم. حتّى صرت قريباً منه صلوات اللّه‏ عليه، قال: اِجلس، قلت: أخاف مولاي، قال صلوات اللّه‏ عليه: لا تخف. فلمّا جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل، قال صلوات اللّه‏ عليه: استرح واجلس مربّعاً، فإنّك تعبت؛ جئت ماشياً حافياً. والحاصل أنّه وقع منه صلوات اللّه‏ عليه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة ومكالمات لطيفة لا يمكن عدّها، ونسيت أكثرها.
ثمَّ انتبهت من تلك الرؤا، وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدّة طويلة، وبعدما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل اللّه‏، وتيسّر الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب عليه‏السلام.

1.. روضة المتّقين: ج ۱۴ ص ۴۱۸، جنّة المأوى : ص ۲۷۶ ح ۴۱، النجم الثاقب: ص ۳۹۲ ح ۶۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
418

أعرف كلامه ولا كلامهم، وكنت أبكي، فذهبت إلى الشيخ وقلت له رؤاي، وكنت أبكي لفوات الكتاب.
فقال الشيخ: أبشر بالعلوم الإلهيّة، والمعارف اليقينيّة وجميع ما كنت تطلب دائماً. وكان أكثر كلامي مع الشيخ في التصوّف، وكان مائلا ًإليه، فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكّراً إلى أن أُلقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم.
فلمّا وصلت إلى دار البطّيخ، رأيت رجلاً صالحا اسمه آغا حسن، وكان يُلقّب بتاجا، فلمّا وصلت إليه وسلّمت عليه قال: يا فلان، الكتب الوقفيّة التي عندي كلّ من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف وأنت تعمل به. وقال: أُنظر إلى هذه الكتب وكلّما تحتاج إليه خذه.
فذهبت معه إلى بيت كتبه، فأعطاني أوّل ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم، فشرعت في البكاء والنحيب، وقلت: يكفيني. وليس في بالي أنّي ذكرت له رؤاي أم لا.
وجئت عند الشيخ [البهائيّ] وشرعت في المقابلة مع نسخته التي كتبها جدّ أبيه مع نسخة الشهيد [الأوّل]، وكتب الشهيد نسخته مع نسخة عميد الرؤاء [رضيّ الدين أبي منصور هبة اللّه‏ بن حامد الحلّيّ۱] وابن السكون [أبي الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الحلّيّ]، وقابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها.
وكانت النسخة التي أعطانيها الصاحب مكتوبة من خطّ الشهيد، وكانت موافقة غاية الموافقة حتّى في النسخ التي كانت مكتوبة على هامشها، وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي.
وببركة إعطاء الحجّة عليه‏السلام صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كلّ بيت، وسيّما في أصبهان، فإنّ أكثر الناس لهم الصحيفة المتعدّدة، وصار أكثرهم صلحاء وأهل الدعاء، وكثير منهم مستجابو الدعوة، وهذه الآثار معجزة

1.. فقيه ، فاضل وأديب (راجع: الكنى والألقاب: ج ۲ ص ۴۸۶) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12190
صفحه از 458
پرینت  ارسال به